نخبة بوست – كتب: د. طارق سامي خوري ( نائب سابق)
طوال فترة الحرب التي عصفت بسوريا، وما زالت آثارها قائمة حتى اليوم، عجزت الدولة السورية عن تحسين الوضع المعيشي لمعظم الشعب؛ ويعود ذلك بشكل رئيسي إلى سرقة خيرات البلاد النفطية والزراعية على يد الأمريكيين والأتراك، إلى جانب الحصار المطبق عليها، مما أدى إلى تفاقم الأزمة الاقتصادية والمعيشية بشكل غير مسبوق.
دعم الجماعات التكفيرية كأداة للحرب
وفي المقابل، تلقت الجماعات التكفيرية دعماً عسكرياً ومالياً كبيراً من مشغليها، مما أتاح لها حرية الحركة والتنظيم والتنفيذ. هذا الدعم السخي منحها تفوقاً نسبياً على الأرض، مقارنة بالضغوط الهائلة التي تواجه محور المقاومة، سواء في سوريا أو على الساحات الأخرى.
محور المقاومة: المعركة مستمرة
لكن وعلى الرغم من وقف إطلاق النار، لا يزال حزب الله يخوض معركة على الأرض اللبنانية، حيث يواجه تحديات كبيرة تتعلق بإعادة الإعمار، والتعامل مع المهجرين، وآثار الحرب المستمرة.
أما في العراق، فإن التدخل الرسمي لدعم سوريا يواجه عقبات كبيرة بسبب الضغوط الأمريكية والتركية، رغم المحاولات المستمرة للحشد الشعبي للحصول على موافقة للتدخل دعماً للجيش السوري.
وفيما يتعلق بإيران، فهي، كعادتها، تعمل خلف الكواليس، لكنها تُرسل رسائل واضحة: المستهدف هو محور المقاومة بأكمله، في محاولة للضغط عليه وإبعاده عن طهران.
العقاب الإسرائيلي – الأمريكي
ولعله لا يخفى أن كلاً من نتنياهو والإدارة الأمريكية يسعيان لمعاقبة سوريا من خلال دعم الإرهابيين التكفيريين، وذلك بسبب مواقفها الثابتة في دعم وتدريب وتسليح المقاومة الفلسطينية واللبنانية؛ هذه السياسة تُعد امتداداً للحرب بالوكالة التي تهدف إلى استنزاف سوريا وإضعاف دورها الإقليمي.
رسالة إلى داعمي الإرهاب
في هذا السياق، أوجه رسالتي إلى كل من يدعم تقدم الإرهابيين التكفيريين في سوريا ويحتفي بانتصاراتهم: لا شك أنكم تشبهونهم في الفكر والمنطق والسلوك، بل وتشبهون مشغليهم الذين يسعون لتدمير سوريا خدمة لأجنداتهم الخاصة.
الخلاصة ..
سوريا اليوم تواجه تحديات داخلية وخارجية هائلة، في معركة ليست فقط من أجل البقاء، بل أيضاً للحفاظ على دورها التاريخي كداعم للمقاومة وكقلب نابض للعروبة.