نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
في تحولات مفاجئة في المشهد السوري، سيطرت هيئة تحرير الشام خلال الأيام الماضية على حلب وإدلب وسط تغييرات مثيرة للجدل؛ ففي 27 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، أعلنت هيئة تحرير الشام (قوات المعارضة السورية) عن إطلاق عملية عسكرية حملت اسم معركة “ردع العدوان”، استطاعت خلالها السيطرة على كامل محافظتي حلب وإدلب وأجزاء من محافظة حماة.
كما شهدت مناطق ريف حلب الغربي اشتباكات وقصفاً عنيفاً بين الجيش السوري والمليشيات الإيرانية من جهة، وقوات المعارضة السورية من جهة أخرى. وبحلول اليوم الثالث للعملية، تمكنت قوات المعارضة من الوصول إلى تخوم مدينة حلب، مسيطرةً على مساحة 400 كيلومتر مربع تشمل 56 بلدة وقرية في حلب وإدلب.
شاهدة عيان من حلب تروي لـ “نخبة بوست” تفاصيل المشهد
وفي ظل ضبابية المشهد وتضارب الروايات الإعلامية، نقلت شاهدة عيان من مدينة حلب لـ “نخبة بوست” تفاصيل الوضع الراهن في المدينة، حيث سيطرت هيئة تحرير الشام على مجريات الأحداث.
ووصفت الشاهدة – التي فضلت عدم ذكر اسمها- المشهد في حلب بأنه “غريب ومثير للدهشة”، مؤكدة أن الوضع الحالي لم يكن وليد اللحظة أو محض صدفة، بل هو “مدروس ومخطط له بعناية”؛ وأضافت أن توقف القصف خفف من حالة الذعر لدى السكان، لكنه لم يبدد استغرابهم من التغيرات التي طرأت فجأة.
سلطة منظمة وليست مجموعات متناثرة ..
ومن أبرز ما لفت انتباه الشاهدة كان الزي الرسمي الموحد لقوات هيئة تحرير الشام، والسيارات التي يقودونها، والتي وصفتها بأنها تختلف تماماً عن تلك التي يملكها أو يستخدمها الشعب السوري. وأشارت إلى أن هذه السيارات تبدو تابعة “لسلطة منظمة موحدة”، وليس لمجموعات قتالية متناثرة.
كما أضافت الشاهدة أن محطات الوقود امتلأت بالوقود بعد أن كانت تعاني من شح كبير، مشيرة إلى تحسن في توفير الخدمات الأساسية، مثل إصلاح الشوارع، وتنظيفها، ومد المناطق بالكهرباء والماء.
وأفادت بأن التداول بالدولار أصبح أمراً شائعاً، على الرغم من كونه “من المحظورات التي كان من الصعب التحدث عنها سابقاً”؛ على حد قولها.
وأعربت الشاهدة عن دهشتها من دخول كوادر متعلمة ومثقفة إلى المؤسسات الحكومية والاجتماع بالكوادر القديمة، وهو ما اعتبرته أمراً غير مألوف في سياق الأحداث السابقة؛ كما لفت انتباهها المحطات الإذاعية، التي بدأت بث برامجها باللغة التركية بدلاً من العربية، ما أثار تساؤلات حول طبيعة التحولات التي تشهدها المناطق.
ورغم التحسن الظاهر في بعض الخدمات، أكدت الشاهدة أن المنطقة تشهد ارتفاعاً في السرقات، ما دفع السكان إلى تنظيم أنفسهم وتعيين حراس لحماية المباني.
واختتمت الشاهدة حديثها قائلة: “لا أستطيع وصف التفاصيل بدقة. ما يحدث أمر غير طبيعي ولم يحدث بين ليلة وضحاها؛ إنه نتيجة لشيء بدأ منذ فترة طويلة”.