*أبو رمان: مستقبل سوريا مرهون بتوافق داخلي وإقليمي؛ والحل يكمن في عقد اجتماعي جديد

نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية

قال الوزير السابق وأستاذ النظرية السياسية الدكتور محمد أبو رمان أن مستقبل سوريا يواجه تحديات متعددة تتطلب تضافر الجهود داخلياً وإقليمياً، مشيراً إلى أهمية استلهام الدروس من التجربة العراقية لتجنب الأخطاء التي قد تؤدي إلى تفاقم الأزمات؛ وكان ذلك خلال استضافته على قناة المملكة اليوم.

وأوضح أبو رمان أن الشعب السوري يتمتع بمستوى عالٍ من الثقافة ويضم نخباً سياسية واعدة، مما يبعث على التفاؤل بإمكانية تحقيق الديمقراطية والحرية في سوريا.

دول الإقليم مصلحتها تكمن في وجود سوريا حرة وديمقراطية، بينما المصلحة الإسرائيلية الوحيدة تكمن في تقسيم سوريا

وأشار إلى أن الإقليم قد يلعب دوراً إيجابياً في المرحلة المقبلة، خاصة مع المؤشرات الإيجابية مثل الحديث عن حكم انتقالي، الذي أشار إليه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

كما تطرق إلى التحولات التي طرأت على شخصية أبو محمد الجولاني، زعيم هيئة تحرير الشام، مشيراً إلى أنه أصبح يتبنى نهجاً براغماتياً، لكنه أعرب عن قلقه بشأن التركيز السلطوي بدلاً من الإيديولوجي.

المهم الآن أن لا تكون هناك قرارات فردية من قبل الجولاني، بل يجب أن تكون آراؤه توافقية ومقبولة من الجميع

ولفت إلى أن المستقبل السوري يعتمد على التوافق بين كافة الأطياف، بما في ذلك السنة والعلويين والأكراد والدروز، مع التأكيد على أهمية إشراك القوى السياسية القديمة في المرحلة الجديدة.

وحذر أبو رمان من تكرار الأخطاء التي حدثت في العراق، مثل حل حزب البعث والجيش العراقي، مشدداً على أن “المرحلة المقبلة تتطلب عقداً اجتماعياً يقوم على التوافق والاتفاق بدلاً من المغالبة.”

وفيما يتعلق بالدور الإقليمي، بيّن أبو رمان إلى أهمية أن ترسل دول المنطقة، وعلى رأسها الأردن، رسائل إيجابية إلى الداخل السوري.

الأردن كان دائماً داعماً للشعب السوري والمعارضة السورية، ويجب أن يستمر في لعب هذا الدور بالتعاون مع سوريا لتحقيق استقرار المرحلة المقبلة

أما على الصعيد الدولي، فقد ذكر أبو رمان أن موقف الولايات المتحدة مرتبط بشكل كبير بالمصالح الإسرائيلية، حيث تسعى إسرائيل لضمان حماية نفسها وتبدي قلقاً كبيراً من المرحلة المقبلة.

إسرائيل تعمل على تعزيز وجودها الأمني والعسكري في المنطقة بسبب تخوفها؛ وهو ما يتضح من إلغائها لقرارات وقف إطلاق النار واستهداف مخازن الأسلحة

وختم أبو رمان حديثه بالتأكيد على أن المرحلة المقبلة في سوريا تتطلب إعادة كتابة الدستور وضمان إشراك جميع الأطراف في العملية السياسية، مشيراً إلى أن الانتخابات هي السبيل الوحيد لتحقيق الاستقرار وتجاوز التحديات المقبلة.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version