نخبة بوست – لا بد أن تكتب، وتكتب حد الدهشة، وعن هذا المدير العام لمؤسسة الغداء والدواء الدكتور نزار مهيدات. من حوالي 4 اعوام تقلد الدكتور مهيدات رئاسة مؤسسة الغداء والدواء. و انجز في المؤسسة انظمة وهيكلية مؤسساتية، وتشريعات دفعت الاردن للتقدم عالميا، والدخول الى مصاف الدول المتقدمة في صناعة الدواء.
و بالحق تفتخر أن الدواء الاردني يضاهي صناعات الغرب. وان الدواء الاردني استطاع ان يحجز مكانا في الاسواق الاوروبية والامريكية، والاسيوية، والافريقية، ويصل الى 75 بلدا. و كما أن الدواء الاردني يشكل ازود من 40 % من حاجة المستهلك الاردني.
و الصناعة الدوائية توفر حوالي 15 الف فرصة عمل مباشرة، موظف وعامل وباحث في علوم الادوية والكيمياء. وعقول مساندة ومساعدة في التسويق والتشغيل، والخدمات اللوجستية والتوريد وغيرها.
القصة الحقيقة في الاردن هي الامن الدوائي.. لربما لا تسمعون في الاخبار والاعلام عن مصطلح الامن الدوائي. ولكني نحت كلماته ودلالاتها من ارقام لانتاج وصادرات الدواء الاردني، وقد تجاوزت المليار دينار اردني.
و استوعبت صناعة الدواء تداعيات ازمات وحروب الاقليم، وتأثيرات حركة الازمات الاقتصادية الكبرى، والنقل التجاري العالمي، وما تتعرض اليه الاسواق العربية المجاورة والبعيدة من احباطات بفعل الازمات والعقوبات الدولية.
في الاعلام يتغنون في الامن الغذائي.. وانا لست على يقين، ولأني لم اقرأ اي ارقام او مؤشرات انتاجية زراعية واقتصادية، ولكي نثق في مستوى الامن الغذائي الاردني، والى أين وصل.
و قد جاءت تقارير لمنظمات دولية تراجع الاردن في مؤشرات الامن الغذائي، وتقارير اخرى صادرة عن البنك الدولي غاب واختفى الاردن، ولم يظهر في مؤشرات الامن الغذائي العالمي. و لا أريد ان اتوسع في عقد مقارنات بين مفهومي الامن الدوائي والغذائي الاردني.
و لماذا تقدم الاردن في الامن الدوائي، وفيما يتراجع في الامن الغذائي ؟ و كيف وصل الاردن الى العالمية في صناعة الدواء ؟ وكسر الاردن حافز التصدير، وروج وسوق الدواء الاردني عالميا. واليوم، واينما حللت في 75 بلدا في العالم، الدواء الاردني يعرض على رفوف الصيدليات، وينافس ادوية امريكية واوروبية.
لربما نحن في الاعلام مقصرون في موضوع الدواء الاردني، ومقصرون في الكتابة عن الامن الدوائي الاردني. و اعرف أنكم لم تسمعوا يوما عن مؤتمر للامن الدوائي. ولا خرج مدير عام الغداء والدواء في مؤتمر ولقاء مرئي او مسموع على اذاعات وشاشات الحمولة الزائدة يتحدث عن انجازاته والامن الدوائي.
من يعمل ويجتهد ويطور يتعامل مع الاعلام باعتدال وتواضع. ولا ينجر وراء حرب الكاميرات الخادعة والقاتلة والمضللة.. وتعرفون، الى أين بلغ اقتصاد الدواء الاردني.. وكم يصدر الاردن، وكم ينتج من الادوية، وكيف سوف نصل الى اكتفاء ذاتي في انتاج الدواء ؟! ارقام تجيب.
وارقام بدهشة ترسم خطوط حمراء لمفهوم حقيقي وواقعي للامن الدوائي. و صناعة الدواء وسمعته العربية والعالمية مفخرة اردنية.. وكما أنها تسهم في انتاج ثقافة الثقة بالسياحة العلاجية الاردنية.
و كم تفرح وتبتهج عندما تسمع طببيا ينصح مرضاه بالدواء الاردني. وفي عالم الدواء الافرنجي ليس برنجي.. والاردني هو المطلوب والمشهود له. ولربما أن طبيبا مأزوما قد ينصح مريضا بان الدواء الاجنبي افضل من الاردني.. وهذا الطبيب عقدته من الدواء الاردني ليست طبية او علمية، انما مصاب بداء الكراهية والعداء المقيت لكل ما هو اردني. صراحة، صناعة الدواء الاردني مفخرة.
وأنا مسافر في اوروبا. تعرضت الى موقف نبهني وحفزني وشد فضولي الى الكتابة هذه السطور عن الدواء الاردني.
و في روما، تعرضت لوعكة صحية، وراجعت طبيبا.. وسألني الطبيب عن الادوية التي اتناولها، ولما اخبرته، وعلم أني اردني، تحدث بكلام ايجابي عن الدواء الاردني، عبر عن «ثقة طبية»، ونصحني أن لا استبدله.
نحتاج أن نكتب عن الدواء الاردني، وكيف صنع بريقا عربيا وعالميا؟ ونحتاج ايضا الى تعميم تجربة ونموذج صناعة وتكريس الامن الدوائي الاردني.و أن تعمم التجربة على مفاهيم امنية اخرى في الاقتصاد والصناعة، والزراعة الاردنية.
لست سوداويا، ولم اكن يوما.. ولكن، ما نحتاجه لنكتب عنه بصدق ونفاخر به اردنيا وعربيا وعالميا، هو الحقيقة لا الخداع وتضليل الرأي العام وصناع القرار.
و في موضوع الدواء الاردني قصة انجاز محترمة بطلها الدكتور نزار مهيدات وصناع الدواء في الاردن، ويستحقون الدعم والتكريم ايضا، فالاردن وطن يستحق المحبة والاعتزاز، والاخلاص في العمل والمسؤولية.