نخبة بوست – لغتنا: فكرنا، وحضارتنا، وثقافتنا؛ هي كل أدواتنا في التواصل، والحوار، والتفكير، والنقد! حتى في النفاق، والمدح!
لغتنا حققت إنجازات باهرة؛ فهي لغة عالمية تقف بجانب ست لغات عالمية! حيث يستطيع أي عربي أن يكون سفيرًا في مختلف منظمات العالم، ودولها، من دون أن يتقن لغة غيرها! هذا تطلب نضالًا سياسيًا ونضالًا ثقافيًا. ومع ذلك تعاني لغتنا محليًا، حتى سامها بعض النواب، وبعض الأدباء، وبعض المعلمين، بل وبعض المؤلفين، وبعض الآباء، والأمهات اللواتي قصّرن، أو تهاونّ في تعليم لغتنا لأبنائنا!

في الأدب العالمي يقولون:
سخّر الله لك من يعلم أبناءك اللغة! أو لا حرمك الله من معلم لغة!
فاللغة حياة!

(١) لغتنا: لغة التخاطب والعمل!

حتى هذه المقولة لم تعد صالحة، فنحن نتحدث بِ:
Good morning
Bonjour
ولم يعد أيّ منا يقول:
عمت صباحًا! حتى صباح الخير صارت قليلة الاستخدام.

وفي العمل، صار إتقان اللغة العربية ليس متطلبًا، بل المطلوب هو إتقان اللغة الإنجليزية حتى لو كنت معلّمًا للغة العربية، فكيف بالشركات الأجنبية!!

(٢) أخطاؤنا

لا أتحدث عن لغة بعض النواب، ولغة الإعلام، ولغة الإعلان، فإعلاناتنا مليئة بالأخطاء؛ مثل:

  • أراضي للبيع.
  • الخيار لكي.
  • صلي عليه.
  • صلو عليه.
  • مساءًا.

وتكاد ترى مصائب حين تدخل مؤسسة حكومية لترى أخطاءً في كتابة رؤية المؤسسة ورسالتها! حيث يصدمك تكاثر الأخطاء، وانتقال عدوى انتقالها بسرعة تفوق انتقال الإنفلونزا، أو التثاؤب:
تثاءب عمروٌ إذ تثاءب خالد
بعدوى، وما أعدتنيَ الثؤباء!

بل إنّ شخصًا حكوميًا كتب يهجوني بمقالة شملت سبعة وعشرين خطأً.

(٣) أعداء اللغة العربية

من حيث المبدأ، عدو اللغة العربية هو كل من لا يتقنها!
لعل في هذا بعض الظلم؛ فمختصو اللغة هم أعداء بدرجة مصارع! ومعلمو اللغة أعداء بدرجة أقل. والأبرياء الوحيدون هم الضحايا من طلاب اللغة، الذين حرمهم الله ممن يعلمهم اللغة!!

بعض أعداء اللغة مغفور لهم ما تقدم من ذنبهم وربما ما تأخر!
ولكن مختصي اللغة ممن لا يتقنونها يجب إلقاء القبض عليهم فورًا، وحرمانهم من المشاركة في عمليات الإشراف، والتدريس، وتأليف كتب اللغة العربية!!!

تخيلوا! هذا المطلب ملِحّ بقوة! نعم! يجب منعهم من التدريس ومن التأليف، ومن إدارة الندوات، وما يعادلها!!

(٤) خطأ في كتاب

يمكن توقع الخطأ في أيّ مجال، وفي أيّ نصّ، وقالوا: ليس على المطرب أن يعرِب! فالمطربون جزموا الفعل الماضي: لم شفتكم! والشعراء قالوا:
يحق للشاعر ما لا يحق لغيره!!

وهذا ليس صحيحًا، فالمتنبي لم يخطئ، وحتى عرار، ونزار، وغيرهم كثير لم يلحنوا! فلا أحد معصومٌ، ولكن لا مؤلف مسموح له بخطأ! ولا مختص لغة مأذون له بخطأ! ولا معلم لغة أيضًا!

هؤلاء هم المحصنون غير الغافلين! والمحصنات غير الغافلات!!
شكرًا للمعلمة إيمان شحادة! فقد ساعدتني في اكتشاف خطأ لغويّ غير قابل للغفران، خطأ أشبه بمرتكب الكبيرة! خطأ مرّ عليه مؤلفون، ومشرفون، ومراجعون، وشخصيات وقورة، ومجالس منظورة، ونمارق مبهورة!

خطأٍ مرّ به عشرة آلاف مختص، درّسوه كما هو، وما زال ذلك الخطأ اللعين ماثلًا للعيان!!

(٥) وأخيرًا!!

فأعداء اللغة هم بعض مختصيها، أو بلغة الطب: “اخصائيوها”!
فهمت عليّ جنابك؟!!

شاركها.
Exit mobile version