نخبة بوست – كتب: باسم سكجها
لعلّها المرّة الأولى، منذ سنوات وسنوات، التي لا يتعرّض فيها رئيس حكومة جديد إلى حملات تشويه سمعة، وبالعكس فهو يحمل رسائل ثناء من الناس الطبيعيين.
اجترح الأستاذ الراحل فهد الفانك، قبل نحو ثلاثين سنة مسألة إعطاء أية حكومة جديدة مهلة مائة يوم، قبل محاسبتها، ولكنّ الأمر لم يتمّ، ففي اليوم النالي كانت السكاكين تُشحذ، وتبدأ بالنقد ثمّ الذمّ والتجريح.
بعد أيام قليلة سيكون مرّ على حكومة جعفر حسان مائة يوم، وفي تلك الفترة زار أغلب المحافظات، وافتتح عشرات المشروعات، ونجح في قرارات زادت في حصيلة ايرادات الدولة، وخفف من بعض الاعباء على الناس.
حصلت حكومة حسان على الثقة، وتقدّمت بالموازنة العامة، ويبدو أنّ الرجل واثق من قوله بإنّه لا يعد بما لا يستطيع فعله، وفي مطلق الأحوال فهو لا يُعمّم التفاؤل بالقول بل بالفعل.
قد لا يعجب هذه الوضع البعض، وهم أحرار في ذلك، ولكنّهم لا يجدون ما يعبرون به من مواضيع قد تضع العصيّ في الدواليب، أو أن تضع المطبّات في الطريق، وهكذا فالسكوت هو الحلّ.
الطريق ليست مفروشة بالورود أمام الحكومة، ولكنّ المكتوب يُقرأ من عنوانه، فالنيّة موجودة لتنفيذ رؤى الملك، وتطلعات الناس، وكلّ كلامنا السابق لا يعني أنّ علينا الصمت عن أيّة هفوة، ولكنّه يعني أنّ مهلة المائة يوم كانت كفيلة بثقة الأردنيين، بعد ثقة نوّابهم، وللحديث بقية!