نخبة بوست – كتب: د. عمر الرداد ( خبير الأمن الاستراتيجي)
نفذ الجيش الإسرائيلي أكثر من 15 غارة جوية على أهداف تابعة لجماعة أنصار الله الحوثية، شملت محطات توليد كهرباء في شمال وجنوب صنعاء، بالإضافة إلى موانئ البحر الأحمر ومخازن وقود.
فيما أعلنت إسرائيل أن القبة الحديدية نجحت في إسقاط صاروخ بالستي أطلقه الحوثيون ضد أهداف إسرائيلية. بينما أعلن الحوثيون أنهم أطلقوا صاروخين حققا إصابات مؤكدة لأهدافهما؛ ويشار هنا إلى السياقات والدلالات التالية لهذه الهجمات:
أولًا: أعلنت إسرائيل منذ ثلاثة أيام نيتها توجيه هذه الضربات، بحجة تحييد المخاطر التي يمثلها الحوثي وتهديداته المستمرة لإسرائيل والبحر الأحمر. ورغم نفي واشنطن مشاركتها في هذه الغارات، إلا أن المؤكد أنها اطلعت على الخطط الإسرائيلية قبل تنفيذها، وربما قدمت دعمًا لوجستيًا ومعلومات استخبارية دقيقة لإسرائيل.
ثانيًا: واضح أن إسرائيل هي من بدأت الهجوم، وجاء الرد الحوثي بإطلاق صاروخ بالستي ردًا على الهجوم الإسرائيلي. وهو ما يعني أن إسرائيل بصدد مواصلة تنفيذ خططها العسكرية بتفكيك وكلاء إيران وأذرعها في الإقليم.
ثالثًا: تأتي الضربات في وقت تم فيه فعليًا تحييد أذرع إيرانية، سواء لجهة حماس أو حزب الله، فيما توقفت هجمات ما يعرف بالمقاومة الإسلامية في العراق.
رابعًا: رغم أن إضعاف الحوثي يشكل ضربة جديدة لإيران ووكلائها، إلا أن لإيران مصلحة في كسب مزيد من الوقت بمواصلة إسناد الجبهات واستمرار المواجهات بين الحوثيين وإسرائيل. تنفيذًا لمقاربة إدارة المعارك خارج الأسوار، أي مواصلة حروب الوكالة، بما يؤخر أي ضربات وهجمات تستهدف الداخل الإيراني. لا سيما وأن إسرائيل أعلنت أنه بعد تحييد الدفاعات الجوية السورية، فإن الطريق أصبحت سالكة وبسهولة لضرب إيران.
خامسًا: رغم تعدد سيناريوهات مستقبل الهجمات المتبادلة بين إسرائيل والحوثيين، إلا أن المرجح استمرارها لحين تسلم ترامب سلطاته في البيت الأبيض، حيث التقديرات الإسرائيلية بأن ترامب سيدعم مخططات أكثر فاعلية ضد إيران ووكلائها. لا سيما بعد تحييد حزب الله، والإطاحة بنظام الأسد، فيما يشهد العراق جدالات تصل لمستوى إعادة النظر ليس بالحشد الشعبي وانضوائه تحت عناوين الدولة، بل بشكل ومضمون علاقات العراق مع إيران.