نخبة بوست – رولا أبو رمان
قال المهندس إبراهيم رماضنة، مستشار وزير التربية والتعليم للتعليم المهني والتقني إن برنامج “بيتك” تم تبنيه من قبل الوزارة في العام الدراسي 2023-2024 ويشمل 6 تخصصات هي: (الهندسة، الأعمال، التكنولوجيا، المعلومات، الزراعة، والفندقة، والضيافة، والشعر والتجميل).
وأشار رماضنة في حديث خاص لـ “نخبة بوست” إلى أن نظام البيتك الذي تم اعتماده في أكثر من 70 دولة حول العالم؛ يعتمد بشكل أساسي على التقييم من خلال المشاريع العملية التي يطبقها الطلاب في شكل واجبات بدلاً من النظام التقليدي الذي يعتمد على الامتحانات والحفظ والتلقين.
كما يعتمد النظام على عملية التقييم؛ وذلك من خلال تطبيق المهارات العملية التي تصل نسبة تطبيقها في التخصصات المختلفة إلى 80%، بينما كانت لا تتجاوز 25% في النظام التعليم الوطني المهني القديم.
وتطرق رماضنة إلى أهمية هذا البرنامج في مواكبة احتياجات سوق العمل، مشيرًا إلى أن التعليم المهني والتقني أصبح محط اهتمام كبير من قبل وزارة التربية والتعليم، وذلك من خلال تبني هذا النظام الجديد.
وفي هذا الصدد؛ قال رماضنة انه في العام الدراسي الحالي 2024-2025، تم زيادة عدد التخصصات لتصل إلى 10 تخصصات والتي تعتمد جميها وبشكل أساسي على استخدام التكنولوجيا، لتشمل: (الفن والتصميم، الوسائط الإبداعية، السياحة والسفر، والبناء والإنشاءات).
هذه الزيادة في التخصصات بدورها أدت إلى زيادة عدد المدارس المطبق فيها نظام “بيتك” من 266 مدرسة إلى 310 مدارس هذا العام؛ ذلك تماشيا مع رؤية التحديث الاقتصادي، والذي انطلق منها تحديث برامج التعليم المهني والتقني.
طلاب “بيتك” والتحاقهم بالجامعات
واكد رماضنة بأن أمام طلاب برنامج “بيتك” بعد التخرج أحد الخيارين: إما الالتحاق بسوق العمل مباشرة بعد التخرج وهذا ما يميز برنامج “بيتك” أو مواصلة دراستهم الجامعية في نفس التخصص الذي درسه في المرحلة المدرسية في الصف العاشر والحادي والثاني عشر.
وأضاف رماضنة إلى وجود تنسيق في المستقبل بين تعليم المهني من خلال برامج “بيتك” والتدريب المهني؛ إذ سيكون لطلاب برامج ” بيتك” المجال للالتحاق في دورات تتناسق مع مجالاتهم بعد التخريج؛ وذلك تحقيقا لهدف رفع وتنمية مهاراتهم.
وفيما يتعلق بالمناهج الدراسية المعتمدة في التخصصات المختلفة ضمن نظام “بيتك”، أشار رماضنة إلى اللقاءات التي تم عقدها بين الشركة ووزارة التربية والتعليم وأصحاب العمل، حيث تم اختيار المقررات الدراسية التي يتم تطبيقها بناءً على احتياجات سوق العمل في مختلف التخصصات.
بماذا يختلف “بيتك” عن النظام الوطني المهني القديم؟!
وأوضح رماضنة أن البرنامج يختلف عن النظام الوطني المهني القديم، الذي كان يبدأ الطالب فيه دراسته من الصف الحادي عشر، حيث يتميز البرنامج الجديد بإضافة أسلوب تقييم مبتكر يعتمد على المشاريع بدلاً من الامتحانات التقليدية المعتادة.
إضافة إلى زيادة عدد سنوات الدراسة، يبدأ الطالب في نظام “بيتك” دراسة المسار من الصف العاشر، الذي يمثل المستوى الثاني في البرنامج ويشمل 480 ساعة تدريبية، ويتميز هذا المستوى بأنه “عام وتأهيلي وتأسيسي” للمستويات التالية، بالإضافة إلى أن العلامات الخاصة به لا تُحسب في الثانوية العامة.
بعد ذلك، يواصل الطالب تدريبه في المستوى الثالث، الذي يمتد على مدار الصفين 11 و12، ويشمل 720 ساعة تدريبية موزعة بين الصفين، وتُحسب علامات هذا المستوى ضمن المعدل النهائي في الثانوية العامة.
وأوضح رماضنة أنه في نظام “بيتك”، يدرس الطلاب في المسار المهني التقني مواد مشتركة مع طلاب المسار الأكاديمي، مثل اللغة العربية، الإنجليزية، التربية الإسلامية، وتاريخ الأردن، يتمكن الطلاب من تقديم هذه المواد بعد إتمام مشاريعهم في الصف الثاني عشر. إذا نجحوا في هذه المواد، يمكنهم التقدم للامتحانات الخاصة بالمواد الثقافية المشتركة الأربعة. يتم حساب المعدل بناءً على هذه المواد بنسبة 30%، بينما يعتمد 70% من المعدل على نتائج المشاريع العملية.
أما فيما يتعلق بالعلامات في المشاريع المقدمة وفقا لنظام ” بيتك” تكون على 3 مستويات:
- النجاح (P) (Pass): وهي أقل علامة قد يحصلها الطالب.
- التفوق (M) (Merit) : وهي الدرجة المتوسطة.
- الامتياز (D) (Distinction) : أعلى علامة يحققها الطالب.
هل يمكن للطالب في المسار الأكاديمي أو المهني التقني التحويل بين المسارين بعد اتخاذه أحدهما؟
أكد الرماضنة أنه لا يمكن للطلاب تغيير أو التحويل بين المسار الأكاديمي والمسار المهني التقني بعد اختيارهما؛ وذلك بسبب اختلاف الجدول الزمني لكل منهما، حيث يبدأ المسار الأكاديمي قبل المسار المهني التقني بحوالي أسبوعين من بداية العام الدراسي.
“تفعيل قنوات الاتصال والاستفسار لتوجيه الطلاب وأولياء الأمور”
وأشار الرماضنة إلى أنه يمكن للطلاب وأولياء الأمور والمجتمع التواصل مع قسم الإرشاد ولجان التوجيه المعنية في المديريات للحصول على إجابات عن أي استفسارات تتعلق بالتخصصات الحالية والمستقبلية التي قد تعتمدها وزارة التربية.
هذا يساعدهم في معرفة التخصصات المتاحة في سوق العمل أو الجامعات، مما يساهم في اختيار التخصص الأنسب بناءً على مهاراتهم الحركية والاجتماعية والعاطفية. كما تقوم الوزارة بتحديث المعلومات على صفحاتها الإلكترونية لتسهيل الوصول إليها.
نظام “بيتك” والمهارات المكتسبة لطالب و المعلم
وقال الرماضنة بإن لدى النظام “بيتك” ميزة بتطوير التخصصية وغيرالتخصصية لدى الطلاب، مثل: ( التحليل والتفكير الناقد، مهارات التواصل وغيرها، مع التركيز على التكنولوجيا في جميع التخصصات لمواكبة احتياجات سوق العمل المتزايدة في هذا المجال.
إضافة إلى ذلك يتم تزويد الطلاب بتغذية راجعة بشكل مستمر لتحديد التحديات وتحسين الأداء من خلال إشراك أولياء الأمور والمعلمين في العملية التعليمية.
وتابع الرماضنة قائلاً: “يتم تدريب المعلمين بشكل مستمر لتغطية التخصصات المختلفة، حيث يصل عددهم إلى 1400 معلم، بالإضافة إلى توفير الموارد البشرية اللازمة لدعم هذا النظام التعليمي الجديد”.
مدى تهيئة المدارس الأردنية لتطبيق نظام “بيتك”
واختتم الرماضنة أنه قبل اعتماد المدارس لتطبيق نظام “بيتك”، يتم إجراء زيارات ميدانية لتفقد التجهيزات والموارد البشرية. يجب أن يكون لكل شعبة معلم ومدرب على البرنامج من قبل الشركة المعنية، بينما توفر الوزارة التدريبات التخصصية للمعلمين، كما يتم فحص البيئة التعليمية والغرف الصفية والبنية التحتية، وإذا لم تكن ملائمة، لا يتم اعتماد المدرسة، مؤكدا أنه تم اعتماد 310 مدرسة بعد التأكد من جاهزيتها.