نخبة بوست – كشف موقع «هيلث» عن دراسة حديثة تناولت مشكلة الإرهاق الوظيفي التي يعاني منها الكثيرون، حيث أكدت الدراسة أن ممارسة التمارين الرياضية يمكن أن تكون حلاً فعالاً لتخفيف هذا الإرهاق، بشرط أن تكون التمارين معتدلة وليست مفرطة أو قليلة للغاية.
وأشارت الدراسة، التي نُشرت في مجلة Journal of Occupational and Environmental Medicine، إلى أن التمارين التي تتطلب جهداً معتدلاً أثبتت فعاليتها بشكل أكبر في تقليل الإرهاق مقارنة بالتمارين التي تحتاج إلى جهد عالٍ أو منخفض. الدراسة اعتمدت على تحليل أنماط حياة وعادات رياضية لأكثر من 500 موظف، بهدف فهم تأثير النشاط البدني على الإرهاق العاطفي والرضا الوظيفي.
وقالت ميشيل وولف مارينوس، الأستاذة المساعدة في جامعة جورج ماسون الأميركية ومؤلفة الدراسة، إن “هذه النتائج تظهر بوضوح أهمية ممارسة التمارين الرياضية المعتدلة في تقليل الإرهاق وتعزيز شعور الإنجاز الشخصي لدى الموظفين”. وأضافت أن الهدف من الدراسة كان تسليط الضوء على الطرق التي يمكن أن يسهم بها النشاط البدني في تحسين حياة الموظفين، وليس فقط من الناحية الصحية.
وبناءً على الاستبيانات التي أجاب عنها المشاركون، توصل الباحثون إلى أن أكثر من نصفهم يمارسون تمارين معتدلة، وهي الفئة التي سجلت أقل مستويات للإرهاق العاطفي، مع شعور أكبر بالإنجاز. وأوضح جيمي شابيرو، أستاذ علم النفس بجامعة دنفر، أن هذه النتائج تؤكد أبحاثاً سابقة تثبت أن النشاط البدني المعتدل يخفف التوتر ويحسن المزاج، ما ينعكس على تقليل الإرهاق في العمل.
وأضاف إدوارد دي لا توري، من كلية كرين للصحة والعلوم السلوكية بجامعة تشابمان، أن الدراسة تحمل أهمية عملية وأكاديمية، مشيراً إلى أن التمارين المعتدلة تمنح الموظفين فرصة للتعافي من الضغوط وتجديد طاقتهم.
وأوضحت الدراسة أن التمارين عالية الكثافة قد تكون مرهقة أكثر من كونها مفيدة، خاصةً إذا كان من الصعب التوفيق بينها وبين التزامات العمل. كما أنها قد تؤدي إلى زيادة مستويات هرمون الكورتيزول، مما يرفع من احتمالية الشعور بالإرهاق والتوتر.
للتغلب على الإرهاق، أوصت الدراسة بممارسة التمارين المعتدلة من 3 إلى 5 أيام في الأسبوع، مثل المشي السريع، ركوب الدراجة، السباحة الخفيفة، أو حتى ممارسة اليوغا. كما أشارت إلى أهمية دمج النشاط البدني في الروتين اليومي، مثل صعود السلالم أو المشي لمسافات أطول.