نخبة بوست – حذر الناطق الإعلامي باسم الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية في الأردن، الدكتور محمد حسن الطراونة، من أن الانهيار الذي شهدته البنية التحتية للنظام الصحي في قطاع غزة نتيجة العدوان المستمر، أدى إلى إخراج 27 مستشفى عن الخدمة، واعتقال نحو 1000 طبيب وممرض وممارس صحي، واستشهاد ما يقارب 1200 من الكوادر الطبية. وأكد أن هذا الوضع أسهم في خلق بيئة مهيأة لانتشار الأمراض المعدية، وخاصة الأمراض التنفسية، مما يهدد المنطقة بأسرها بوباء قد يكون “الوباء إكس” الذي حذرت منه منظمة الصحة العالمية.
وأضاف الطراونة أن استمرار القصف العسكري على المنشآت الطبية ومراكز الإيواء يعرض حياة المدنيين للخطر المباشر. وأوضح أن تقديرات الرابطة الدولية في قطاع غزة تشير إلى تزايد حالات الأمراض المعدية، مثل التهابات الرئة، الإسهال، الأمراض الجلدية، التهاب الكبد الوبائي نوع A، إضافة إلى حالات الحصبة وجدري الماء، خصوصًا بين الأطفال. وتقدّر أعداد الإصابات بالعدوى التنفسية في القطاع بحوالي ربع مليون حالة بسبب الاكتظاظ الشديد وعدم القدرة على منع انتقال العدوى.
وأشار الدكتور الطراونة إلى أن الاكتظاظ في مراكز الإيواء، ونقص المياه الصالحة للشرب، وتدمير شبكات الصرف الصحي، ونقص الغذاء والأدوية، كلها عوامل أدت إلى تفاقم انتشار الأمراض المعدية. وحذر من أن استمرار هذه الظروف القاسية المرتبطة بالحصار والعدوان قد يؤدي إلى انتشار المزيد من الأمراض المعدية، مع غياب الرعاية الطبية الكافية للمرضى والمصابين.
وبحسب تقديرات الرابطة الطبية الدولية، فإن البنية التحتية للمستشفيات في غزة تعرضت لتدمير شبه شامل، حيث تعمل فقط بعض المستشفيات والمراكز الصحية، فيما تعاني سيارات الإسعاف والكوادر الطبية من نقص حاد في الموارد. وتشير التقديرات إلى وجود حوالي 27 ألف مصاب بحاجة إلى العلاج في الخارج، في ظل استمرار الاحتلال بمنع دخول الوفود الطبية والمساعدات الإنسانية، مما يضع حياتهم في خطر داهم.
وأكد الطراونة أن الخدمات الطبية والصحية في غزة “تلتقط أنفاسها الأخيرة” بسبب الحصار الشديد وحجم الدمار الهائل الناتج عن العدوان، مشددًا على أن جميع المنظمات الدولية أصبحت عاجزة عن التعامل مع هذه الكارثة الإنسانية.
وفي ختام تصريحه، ناشدت الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية المجتمع الدولي للضغط على الاحتلال لوقف استهداف المدنيين والمنظومة الصحية، والإفراج عن الكوادر الطبية المعتقلين، وفتح المعابر للسماح بدخول الوفود الطبية والمساعدات الإنسانية، وتمكين المصابين من تلقي العلاج اللازم، وخاصة من يحتاجون إلى عمليات جراحية دقيقة أو أطراف اصطناعية.