نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
تحتل القضية الفلسطينية، وفي مقدمتها القدس الشريف، موقع الصدارة في السياسة الأردنية التي يقودها جلالة الملك عبدالله الثاني، حيث تشكل هذه القضية جزءًا أصيلًا من المسؤولية الهاشمية التاريخية؛ فيعتبر الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ودعم صموده، وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، واجبًا هاشميًا وأردنيًا لا ينفصل عن رؤية المملكة لتعزيز السلام العادل والشامل في المنطقة.
ولطالما أكد جلالة الملك أن القدس ليست مجرد قضية دينية أو سياسية، بل هي جوهر الهوية العربية والإسلامية، وهي رمز للكرامة الوطنية والتاريخ المشترك.
ومن هذا المنطلق، يقود جلالته مسارًا متكاملًا يجمع بين العمل الدبلوماسي المكثف، والجهود الإنسانية المستمرة، والمبادرات التنموية لتعزيز صمود الشعب الفلسطيني.
الوصاية الهاشمية.. حماية المقدسات والحفاظ على الهوية
تعد الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس الشريف صمام أمان للحفاظ على الهوية العربية والإسلامية للمدينة، وتأكيدًا على الدور الأردني التاريخي في صيانة الإرث الديني والثقافي للأمة.
وتتجلى هذه الوصاية من خلال سلسلة من الإجراءات والمبادرات التي أطلقها جلالة الملك عبدالله الثاني:
- ترميم المقدسات الإسلامية والمسيحية: قدم الأردن دعمًا ماليًا وتقنيًا لترميم قبة الصخرة المشرفة ومسجد قبة السلسلة، إلى جانب صيانة مرافق المسجد الأقصى وحماية بنيته التحتية.
- دعم الأوقاف الإسلامية والمسيحية: استمرار الدعم المالي واللوجستي للأوقاف في القدس، مما يعزز من قدرتها على إدارة شؤون المقدسات والتصدي لمحاولات تغيير الوضع القائم في المدينة.
- تعزيز صمود المقدسيين: تقديم منح دراسية للطلاب الفلسطينيين في الجامعات الأردنية، ودعم المشاريع التنموية التي تهدف إلى تمكين المقدسيين من البقاء في مدينتهم في مواجهة الضغوط الإسرائيلية المستمرة.
- مشاريع دينية وإنسانية: دعم تأسيس جامعة موقع المغطس الأرثوذكسية الدولية، إلى جانب تمويل ترميم الزخارف التاريخية لقبة الصخرة المشرفة، في خطوة تهدف إلى الحفاظ على التراث الديني والتاريخي وتعزيز الأخوة الإنسانية.
الدبلوماسية الأردنية؛ صوت القضية الفلسطينية عالميًا
على مدار سنوات، أثبتت الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني أنها صوت القضية الفلسطينية في المحافل الدولية؛ فلقد وظف جلالته حضوره الدولي وعلاقاته الاستراتيجية مع قادة العالم للتأكيد على مركزية القضية الفلسطينية والدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني.
ومن أبرز الجهود الدبلوماسية التي قادها جلالته خلال العام الحالي:
- المشاركة في الجمعية العامة للأمم المتحدة: ألقى جلالته كلمة سلطت الضوء على معاناة الفلسطينيين في ظل الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته القانونية والأخلاقية تجاه القضية الفلسطينية.
- القمم العربية والإسلامية: أكد جلالته في القمم العربية والإسلامية ضرورة تحقيق حل الدولتين، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود الرابع من حزيران 1967، وعاصمتها القدس الشرقية.
- التحذير من التصعيد الإسرائيلي: قاد جلالته حملة دبلوماسية للتحذير من خطورة استمرار السياسات الإسرائيلية التوسعية، مشددًا على أهمية التدخل الدولي العاجل لوقف الانتهاكات وضمان حقوق الفلسطينيين.
- اتصالات مع قادة العالم: أجرى جلالته سلسلة من الاتصالات مع قادة الدول الكبرى لبحث سبل الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد في غزة والضفة الغربية.
تصاعد الانتهاكات الإسرائيلية وتداعياتها
شهدت الأراضي الفلسطينية تصعيدًا خطيرًا خلال العام الحالي، في ظل استمرار السياسات الإسرائيلية العدوانية التي تمثلت في:
- اقتحامات متكررة للمسجد الأقصى: نفذت الجماعات المتطرفة اليهودية اقتحامات متكررة لساحات المسجد الأقصى، تحت حماية القوات الإسرائيلية، في انتهاك للوضع التاريخي والقانوني القائم.
- هدم المنازل وتشريد العائلات الفلسطينية: واصلت السلطات الإسرائيلية سياسة هدم المنازل في القدس الشرقية، مما أدى إلى تشريد عشرات العائلات الفلسطينية.
- استمرار الحصار على غزة: تسببت الإجراءات الإسرائيلية في تفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع، حيث يعاني السكان من نقص حاد في المواد الغذائية والطبية.
حذر جلالة الملك عبدالله الثاني مرارًا من تداعيات هذه السياسات، مؤكدًا أنها تهدد استقرار المنطقة وتعرقل الجهود الدولية لتحقيق السلام.
الجهود الإنسانية الأردنية لدعم الفلسطينيين
لم تقتصر الجهود الأردنية على الجانب الدبلوماسي، بل امتدت لتشمل دعمًا إنسانيًا مكثفًا للتخفيف من معاناة الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية. وقد جاءت هذه الجهود بتوجيهات ملكية مباشرة:
- إرسال قوافل مساعدات إنسانية: أرسلت المملكة أكثر من 117 قافلة مساعدات إلى قطاع غزة، تضمنت 51 ألف طن من المواد الإغاثية والطبية.
- إنشاء المستشفيات الميدانية: أنشأ الأردن مستشفيات ميدانية في غزة والضفة الغربية لتقديم الرعاية الصحية للمتضررين.
- إطلاق مبادرات إنسانية نوعية: تضمنت مبادرة “إعادة الأمل” لدعم مبتوري الأطراف في غزة، والتي ساهمت في تحسين حياة العديد من المتضررين من العدوان الإسرائيلي.
إشادة وطنية بالدور الأردني
وحظيت الجهود الأردنية بقيادة جلالة الملك بإشادة واسعة من القيادات الوطنية؛ فأكد رئيس لجنة فلسطين النيابية، النائب سليمان السعود، أن القضية الفلسطينية تتصدر أولويات جلالة الملك في جميع اللقاءات والخطابات الدولية؛ بالإضافة إلى أن الأردن كان أول من حذر من خطورة استمرار الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أهمية منح الفلسطينيين حقوقهم المشروعة لتجنب الفوضى في المنطقة.
بدوره؛ أشار أمين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس، عبدالله كنعان، إلى أن الدبلوماسية الأردنية بقيادة جلالة الملك أصبحت نموذجًا عالميًا يُحتذى به، حيث تستند إلى أسس قانونية وإنسانية، مما أكسب الأردن احترامًا دوليًا واسعًا.
الأردن بقيادة الملك.. درع القدس والقضية الفلسطينية
يجسد الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني دورًا رياديًا وثابتًا في الدفاع عن القضية الفلسطينية وحماية المقدسات الإسلامية والمسيحية. تتكامل الجهود الدبلوماسية والإنسانية لتعزيز صمود الفلسطينيين، والدفاع عن حقوقهم، والحفاظ على هوية القدس كمدينة عربية إسلامية.
إن هذا الالتزام الأردني يعكس رؤية هاشمية أصيلة تضع العدالة والكرامة الإنسانية في مقدمة الأولويات، وتجعل من الأردن حارسًا أمينًا للقيم والمبادئ التي تعزز السلام والاستقرار في المنطقة.