نخبة بوست – عادل محمود – تمر الدولة الأردنية في امتحان لا تحسد عليه في ملف تعاطيها مع الحركات الاسلامية المتأرجحة خيارتها ما بين كيفية التعامل مع قناة الموقف الأردني الدبلوماسي في مواجهة اسرائيل الطامحة في تغييرات ديمغرافية داخل فلسطين وانعكاستها على الداخل الاردني وما بين مخاوفهم خسارة حركة الإخوان المسلمين سدّة حكم جديدة لهم في غزة .
كلاهما تحت مجهر الشارع القلق من دخول طرف ثالث خارجي متحفّر للعبث في الأمن القومي للدولة الأردنية لتنفيذ خطة دولية مترامية الأهداف في خضم شرق أوسط دخل الفوضى والإضطربات وهذا الإعصار الإقليمي مرجح أن يؤثر بدرجة عالية المستوى في مرونة الدولة في التعامل مع الحركات الاسلامية ككل في حال دخلت تداعياته الى الاردن .
جرت في العقود المنصرمة تجيُد الدولة في السيطرة على لعبة الشارع ليس للضبط فقط بل لتخرج بمكاسب سياسية داخلية وخارجية ، مكامن الخطورة في الجديد تكمن في أن كلا الطرفين دخلا منطقة “الحرام السياسي” حين بدأت التفاهمات الثلاثية الغير معلنة بين أمريكا واسرائيل وإيران في بسط النفوذ الإيراني في دول آمنة جديدة ومنها الأردن ، لا يمكن الرهان في البقاء في المنطقة الرمادية للإخوان المسلمين .
لا يمكن الرهان على البقاء في دائرة المنطقة الرمادية دون البت في تحديد مسار وطني لإخراج الأردن من عين العاصمة قبل دخولها وحينها لا نعرف من معنا ومن ضدنا .
مسافة الصفر ؛ أعلنت دوليا حين تم استباحة السيادة الأردنية تحت غطاء دفاع إيران عن سيادتها وليس من أجل عيون غزة ولا فلسطين ككل وحينها تتناسى الأغلبية من الدول وصولا لبعض من الداخل أن السيادة الأردنية مُسّت من خلال صواريخ ومسيرّات تناثرت بعض شظاياها فوق رؤوس الأردنيين ولم نسمع إدانة من أي طرف لا من تلك الدول ولا من الحركات الاسلامية، في المقابل على الدولة مسؤولية عدم التصعيد داخليا وخارجيا طالما دخل مرحلة “شيطنة الأردن” .