نخبة بوست – وفاء صبيح
يشكّل محور فيلادلفيا شريطا عازلا بين مصر وقطاع غزة، إذ يبلغ طوله نحو 14 كيلومترا، وعرضه بضع مئات من الأمتار، وقد أنشئ عليه معبر رفح البري الذي يمثل المنفذ الرئيسي للغزيين على العالم الخارجي.
ويعتبر المحور منطقة حيوية وحساسة لأسباب أمنية واقتصادية، حيث يستخدم لتهريب البضائع والأسلحة عبر الأنفاق تحت الأرض، فبعد انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة في عام 2005، أصبحت السيطرة على المحور تتناوب بين السلطات الفلسطينية وحركة حماس.

هذه حقيقة مايجري على محور فيلادلفيا

السيطرة الاسرائيلية على محور فيلادلفيا

وحول التصريحات الإسرائيلية بالسيطرة “العملياتية” على محور فيلادلفيا، قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن إسقاط مصطلح السيطرة العملياتية على التصريح الذي صدر عن هيئة البث الإسرائيلي لا يعني بالضرورة مسك المحور والتثبت فيه، لأن السيطرة العملياتية تعني أن قوات الاحتلال تسيطر على محور فيلادلفيا بالنار وليس بالقوات، وهذا أمر ليس جديدًا. وأشار أبو زيد إلى أن الاحتلال منذ اليوم الأول للعملية العسكرية يسيطر بالنار من الجو والمدفعية على كل قطاع غزة، بالتالي يبدو أن قوات الاحتلال أصدرت هذا التصريح لأنها تريد تحقيق أي إنجاز ما ولو كان ذلك صوريًا.

وأضاف أبو زيد أنه حتى لو توغلت قوات الاحتلال على طول محور فيلادلفيا بالكامل، فإنه يجب أن نأخذ بالحسبان أن طول المحور 14 كم، وهذا في العرف العسكري يجعل خطوط إمداد القوات المتمركزة على محور فيلادلفيا طويلة، إذا صحت التصريحات الإسرائيلية. الأمر الآخر والأهم حسب أبو زيد، فإن الشكل الطولي والضيق لمحور فيلادلفيا يجعل القوات المتواجدة عليه عرضة لأي استهداف بسهولة، مما يعني أنه قد تلجأ لضرب معبر رفح لفصل القوات الموجودة في شمال محور فيلادلفيا عن جنوبها.

الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد

رفح.. الورقة الأخيرة للاحتلال

وأشار أبو زيد إلى أن خسائر قوات الاحتلال ترتفع، وهناك كمائن مركبة في حي التنور في رفح. وتأتي أهمية هذه المنطقة لأنها تقع على تقاطع طريق صلاح الدين مع طريق العروبة، مما يبدو أن المقاومة تخطط لعزل القوات التي تتحرك من محور فيلادلفيا باتجاه قلب رفح عن القوات المتمركزة جنوبًا في المناطق المفتوحة. وأكد أبو زيد أن العمليات المرتفعة الحدة التي تجري في جباليا أجبرت قوات الاحتلال على سحب لواء مظليين من فرقة المظليين 98 التي تقاتل في جباليا ومحيطها، والسبب في ذلك هو الخسائر، وليس كما وصفها الجانب الإسرائيلي بأن اللواء أنجز المهمة في جباليا. وتوقع أبو زيد سحب المزيد من القوات من مختلف محاور القتال خلال الأيام القادمة بسبب الخسائر.

على صعيد متصل، دفع الاحتلال بكل ثقله العسكري في العمليات العسكرية، حيث فرقة المظليين 98 تقاتل شمالًا معززة بألوية من النخبة، ولواء يفتاح ولواء آخر مدرع يتمركز في محور نتساريم. فيما رفح، الأكثر سخونة، تقود العملية فيها الفرقة المدرعة 162 معززة بلواء ناحال، لواء بيسلماخ، لواء كوماندوز من 3 كتائب استطلاع وقوات خاصة، مما يشير إلى أن الاحتلال استثمر كل أوراقه العملياتية في محاولة للحسم، لأن ورقة رفح باتت آخر أوراق الاحتلال التي لن يستطيع بعدها الحديث عن أي عملية عسكرية أخرى.

مجازر الاحتلال في “المواصي”

وحول المجازر التي ارتكبها الاحتلال ضد النازحين في المنطقة الآمنة في المواصي، قال أبو زيد إن قوات الاحتلال مأزومة ومسكونة برعب الفشل في آخر فصول العملية العسكرية. لذلك، دفع بقائد فرقة المظليين 98 الجنرال دان جولدفوس اليميني المتطرف، الذي ارتكب جرائم ضد المدنيين في خان يونس سابقًا، ليقود العملية في جباليا. ودفع الجنرال موتي باروخ، قائد الفرقة المدرعة 162، اليميني المتطرف أيضًا، ليقود عملية رفح.
من جانبه يعزز قائد لواء الكوماندوز الجنرال عومير كوهين، الذي قاتل سابقًا غرب رفح وارتكب أيضًا مجازر في مجمع حمد ومستشفى ناصر الطبي، الفرقة المدرعة 162 في رفح. الأمر الذي يشير إلى أن الاحتلال دفع بجنرالات اليمين المتطرف الذين ارتكبوا جرائم ضد المدنيين في أوقات سابقة من أجل الدفع بكل الثقل العسكري للوصول على أقل تقدير إلى الحسم أو ارتكاب مجازر ضد المدنيين. بالتالي، فإن منهجية الاحتلال ابتعدت عن استراتيجية تحقيق الأهداف إلى تكتيك الانتقام.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version