نخبة بوست- يبدو أن بعض أعضاء أوبك+ تجاهلوا قرارات الخفض التي أقرت مؤخرًا، وأصابهم الملل من قيود الإنتاج وسياسة الخفض الطوعي، التي أدت إلى تراجع الإيرادات المالية لهذه الدول، مما أدى إلى تأخير أو تأجيل بعض المشاريع التي تعتمد بشكل كبير على عائدات النفط.

وفي هذا الصدد، أكد الخبير الاقتصادي هاشم عقل أن تهرب أعضاء أوبك+ من الالتزام سينتج عنه زيادة في العرض، بواقع 500 ألف برميل زيادة في الأسواق مع نهاية العام المالي، وقد تصل هذه الزيادة إلى 1.8 مليون برميل في العام القادم. وهنا من المؤكد أن نشهد تراجعًا في الأسعار، ويبقى السؤال الأخطر، في ظل عدم التزام الأعضاء، هل سنشهد حربًا جديدة في الأسعار بين المنتجين؟

ونوه عقل إلى وجود خيبة الأمل التي أصابت أوبك+ حول زيادة الطلب الصيني، عندما أشار تقرير أوبك إلى أن الطلب الصيني سيشهد زيادة تصل إلى 700 ألف برميل، لكن لم يحدث ذلك. كما أن هناك زيادة في الإنتاج لمنتجين خارج أوبك+، مثل الولايات المتحدة، حيث وصل الإنتاج إلى رقم قياسي 13.2 مليون برميل يوميًا، بالإضافة إلى كندا والبرازيل والأرجنتين وغويانا.

وأشار عقل إلى أنه في الاجتماع الأخير للمنظمة، سمحت للإمارات العربية بزيادة سقف إنتاجها 300 ألف برميل، كما سمحت أيضًا للعراق ونيجيريا.

أما العوامل التي تؤثر على الطلب العالمي، فبين عقل إن تراجع حدة الأخطار الجيوسياسية، أدت إلى طمأنة المستثمرين، إذ كثر الحديث عن اتفاق هدنة وتراجع حدة العدوان الصهيوني على غزة وهجمات الحوثيين في باب المندب، ناهيك عن مشاريع الطاقة المتجددة على مستوى العالم، وهي ضخمة جدًا، وكذلك السياسات الكهربائية، حيث بلغت 30 مليون سيارة مع نهاية عام 2023، وقد تصل إلى 120 مليون سيارة في عام 2026، علمًا بأن عدد السيارات التي تجوب شوارع العالم حاليًا بلغت 1.4 مليار سيارة.

يشار إلى وجود تباين كبير بين توقعات منظمة أوبك+ ووكالة الطاقة الدولية، حيث أكدت أوبك+ على زيادة الطلب بمقدار 2.25 برميل، بينما أشار تقرير الوكالة الدولية للطاقة إلى 1.25 برميل، وخلُص عقل إلى أن هذه “فرصة ذهبية” للولايات المتحدة لإعادة بناء المخزون الاستراتيجي، طالما أن الأسعار أقل من 80 دولار، مما قد يؤدي إلى تحسين وضع الأسعار جزئيًا.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version