نخبة بوست – قال الخبير الاقتصادي د. عامر الشوبكي إن سيطرة الاحتلال الإسرائيلي على “محور نتساريم” وإعادة فتحه مجددًا بعد حوالي 20 عامًا من الانسحاب من هذه المنطقة – تحديدًا- تظهر نيتها باقتراب تنفيذ مشاريعها الاقتصادية مستغلة موارد جغرافية غزة، والسيطرة على غاز غزة خصوصًا الموجود في حقول مارين 1 و 2 والتي كانت تخضع لسيطرة السلطة الفلسطينية.

وأشار الشوبكي إلى أنه مع بدء ظهور النوايا المبيتة بالسيطرة الأميركية- الإسرائيلية على غاز غزة، فهذا الأمر سيتبدل خاصة وأن عائدات هذا الغاز تُقدر سنويًا بـ 3 مليارات دولار في حال تم استخراجه وضخه وتصديره بعد ربطه بشبكة إسرائيل للغاز عبر أنابيب إلى القارة الأوروبية، لافتا إلى أن هذا المخطط كان واضحًا من اقتراح المنصة التي عرضت من قبل وزير خارجية الاحتلال في الاتحاد الأوروبي والتي تقع بالقرب من ممر نتساريم.

طموح إسرائيل الاقتصادي

وأضاف الشوبكي أنه من المشاريع الاقتصادية التي تطمح لها إسرائيل، إذا ما سيطرت على جغرافيا غزة، هو إبعاد خطر المقاومة عن الممر الاقتصادي المقترح من الولايات المتحدة والذي يدمج إسرائيل مع دول المنطقة، ويمنحها أفضلية لتسهيل تصدير النفط والغاز والهيدروجين بين الجزيرة العربية والهند وأوروبا، فضلا عن اعتبار هذا الممر نواة مشروع عالمي برعاية أمريكية يتصدى لمبادرة الحزام والطريق التي يعتقد أنها تمهد لسيطرة الصين على العالم اقتصادياً وتعظم النفوذ الصيني على حساب الهيمنة الأمريكية والغربية.

وأشار إلى أن الممر سيمثل ضربة للاقتصاد المصري الذي يعتمد بشكل كبير على رسوم العبور من قناة السويس، ولا يتوقف الأمر إلا بمناصفة مصر لعائدات تبلغ 10.25 مليار دولار سنوياً، عبر تنفيذ “قناة بن غوريون” والتي ستكون بديلة لقناة السويس وتسهل المرور عبر قناة تشق طريقها ما بين البحر الأحمر والبحر الأبيض المتوسط وبجدوة اقتصادية قد لا تتجاوز ال5 سنوات باستعادة التكاليف التي قد تنفقها لبناء هذه القناة الجديدة، وهذا حتمًا سيجعل لإسرائيل نفوذًا من نوع آخر في المنطقة وقوّة على الصعيد الدولي والإقليمي عدا عن العوائد الاقتصادية التي ستجنيها من كل هذه المشاريع محور نتساريم يعد بوابة لميناء بايدن المزمع بناؤه على شاطئ البحر بالقرب من منطقة الشيخ عجلين.

على صعيد متصل، شدد الشوبكي على أن هذا الميناء يتم بناؤه بحجة تسريع وصول الإمدادات والمساعدات العسكرية الأميركية لجيش إسرائيل، وضمان تدخل أميركا الفوري في حالة الحاجة، ويضمن اتصالًا دائمًا بين القواعد العسكرية الإسرائيلية والأميركية في المنطقة، إنما الحقيقة فهي أن الممر يسهّل تنفيذ الممر الاقتصادي والسيطرة على غاز غزة إذ لا تقل الأهمية الاقتصادية من هذا الممر عن أهميته العسكرية والسياسية

محور "نتساريم" يفضح نوايا إسرائيل الاستعمارية وخطتها لتصبح قوة عالمية

ممر نتساريم يفصل شمال غزة عن جنوبها

يشار إلى أن ممر نتساريم هو طريق يمتد من الحدود الإسرائيلية في الجنوب إلى البحر الأبيض المتوسط. وقد جعلت حماس من الانسحاب الإسرائيلي من المنطقة مطلبًا مركزيًا في مفاوضات وقف إطلاق النار. يتيح هذا الطريق لإسرائيل رسم خط عسكري يفصل شمال غزة عن جنوبها. في نهاية هذا الطريق من جهة الشاطئ، يقع الميناء العائم الذي أكمل بناؤه الجيشين الأميركي والإسرائيلي بهدف تقديم المساعدات الإنسانية إلى شمال غزة، ولكن الأهداف الحقيقية تشمل مراقبة القطاع والإشراف على العمليات العسكرية فيه، وعزل شمال قطاع غزة عن جنوبه، بالإضافة إلى الدور الاقتصادي المهم لهذا الممر.

ويبدو أن الاحتلال يريد عودة نتساريم، ليس كمستوطنة سكنية، بل كقاعدة عسكرية متقدمة. بعد هجوم 7 أكتوبر، أنشأ جيش الاحتلال محور نتساريم الذي يمتد من شرق القطاع إلى غربه، في إشارة واضحة إلى نيته عدم الانسحاب مرة أخرى. تجهيز المحور بوحدات ومرافق عسكرية، وكتابة الجنود عبارة “مرحبا بكم في قاعدة نتساريم” على حواجز خرسانية، تعكس تصميم إسرائيل على الاحتفاظ بهذه المنطقة وتبرز أهميتها بنظر الاحتلال، وتكشف نيته الاستعمارية العلنية.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version