نخبة بوسترولا أبو رمان

عبّر الكاتب والمحلل السياسي عريب الرنتاوي عن عدم مفاجأته من استقالة الوزير الإسرائيلي بيني غانتس من حكومة الحرب التي يتزعمها بنيامين نتنياهو، وقال إن غانتس سبق وحدد موعدًا لتقديم استقالته ووضع قائمة بالمطالب والشروط التي يتعين على نتنياهو تلبيتها ليستمر في الحكومة، حيث جاء قرار غانتس على خلفية غياب استراتيجية لفترة ما بعد الحرب في قطاع غزة.

ووفقًا للرنتاوي، فإن هذه الاستقالة مهمة لأكثر من سبب، أولًا لأنها تعكس حالة الفوضى والارتباك الشامل الذي تعيشه مؤسسات صنع القرار في الدولة العبرية، وتظهر حالة الصراع بين الأحزاب ونخب السياسة على المستويين السياسي والعسكري.

السبب الثاني لأهمية استقالة غانتس يكمن بحسب الرنتاوي، في تعبيرها عن حالة الفشل داخل الأوساط السياسية والعسكرية الإسرائيلية، حيث قال بيني غانتس في خطابه الشهير الذي أنذر فيه نتنياهو بالاستقالة “إن الوضع في إسرائيل يتجه نحو الهاوية والمجهول”، وهنا شبه الرنتاوي حالة الفشل المتفشية داخل الأوساط الإسرائيلية بالمثل القائل “الفشل يتيم وللنجاح مئة أب”.

وقال الرنتاوي “إن هذه الاستقالة مهمة للموقف الفلسطيني، كون الوجه القبيح للحكومة الإسرائيلية سيظهر تمامًا دون “الرتوش”.

وحول مقارنته بنتنياهو، قال الرنتاوي “بالرغم من أنه ينظر إلى غانتس غربياً وعربياً، بوصفه رمزًا من رموز الاعتدال، إلا أنه يشاطر نتنياهو في أهداف الحرب”.

وأضاف أن غانتس من أشد أنصار فتح معركة في لبنان على الجبهة الشمالية، كما أنه من أنصار مواصلة الحرب بعد الإفراج عن الرهائن، فالمسألة بالنسبة لغانتس هي ما الذي يتعين إنجازه أولًا؟

وأشار الرنتاوي إلى أنه يتعين على غانتس أولًا استرداد الرهائن في صفقة تبادل الأسرى، ثم استئناف الحرب، إذ قال حرفيًا بأن الوقت لدينا متوفر للعودة للقتال واستئصال المقاومة الفلسطينية وتدمير حركة حماس.

ووصف الرنتاوي غانتس بأنه من “أكثر الشخصيات تطرفًا” في حكومة نتنياهو، وعلى الرغم من حالة الخلاف القائمة مع نتنياهو، إلا أنهما “وجهان لعملة واحدة”.

وتابع الرنتاوي حديثه بأن غانتس ونتنياهو وبن غفير أياديهم ملطخة بدماء أبناء غزة من أطفال ونساء وشيوخ وأبرياء، وهو كرئيس للأركان سبق أن خاض حروبًا وقتل آلاف الغزيين في المعارك السابقة.

التعويل على بيني غانتس

أما فيما يتعلق بالتعويل على بيني غانتس داخل حكومة نتنياهو، أشار الرنتاوي إلى أن هذا الوهم الذي شاع وجوده في هذه الحكومة قد سقط، داعيًا العواصم العربية لتعلم الدرس والكف عن التعويل على فوارق بين غانتس ونتنياهو ولبيد.

وأكد أن المجتمع في مجمله يتجه نحو التطرف الديني والقومي، ولم يعد ينتج سوى مجرمي الحرب في مؤسسات صنع القرار في دولة الاحتلال الإسرائيلي، إلا أنه نوه إلى إمكانية ارتفاع أصوات المتشددين وتحديدًا دعاة الحسم العسكري.

وفيما يخص التطورات التي ستحيط المسألة سياسيًا وميدانيًا بعد خروج كل من غانتس وآيزنكوت من الحكومة، لفت الرنتاوي إلى أن احتمالية فتح جبهة الشمال سترتفع عما كانت عليه.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version