القيادي في حركة حماس محمد نزال: “المقاومة” رفعت رأس الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم عاليا

  • استمرار الحرب هو “الضمانة” الوحيدة لبقاء نتنياهو في سدة الحكم وانتهاءها يعني ذهابه إلى السجن
  • مشهد الاستقالات الأخير في الحكومة الإسرائيلية يعكس حالة الانقسامات والنزاعات في الداخل الاسرائيلي
  • “حماس” هي طليعة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة
  • زيارات بلينكن “استعراضية” هدفها إنقاذ الكيان من ورطته
  • قادرون على الاستمرار في الصمود وإثخان العدو وتكبيده مزيدا من الخسائر الباهظة عسكريًا وماليًا
  • أي محاولة لإثارة الاختلاف أو النزاع بين الجناحين السياسي والعسكري للمقاومة تمثل رغبات وأمنيات أعداء الحركة
  • ما لدى حماس فوق الطاولة مشابه لما تحتها ونحن لا نتحدث بلغتين ولا بخطابين
  • دولة قطر أكبر من أن تلجأ إلى أساليب التهديد وهناك شائعات مصدرها “حاقدون”
  • عملية تحرير الاحتلال لـ 4 أسرى انقلبت على منفذيها
  • عملية السلام باءت بالفشل قبل أن تبدأ لأنها كانت تحمل بذور فشلها في طيات الاتفاقيات مثل “أوسلو”
  • نطالب بانتخاب سلطة فلسطينية جديدة والشعب الفلسطيني هو صاحب الحق في اختيار قيادته
  • نحن غير معنيين بتصريحات “الهباش” أو غيره لأنها لا تعبر عن نبض الشارع الفلسطيني
  • الضفة الغربية “لم تخذلنا” وهي جزء لا يتجزأ من مكونات الشعب الفلسطيني

نخبة بوست – لا يمكن الإنكار أن العالم تغير بعد أحداث 7 أكتوبر؛ “حماس” التي انتقلت من سؤال “أين هي؟” إلى سؤال “ما الذي تفعله؟” بين ليلة وضحاها، أصبحت تيارًا شعبيًا جارفا ومؤيدا على أوسع الحدود.
ومع ذلك، ما زال البعض يتساءل عن تفاصيل دقيقة حول علاقة حماس مع المحيط وفي علاقاتها داخل غزة، وما زالت الأسئلة تُطرح حول ما الذي تقوم به “حماس”.

الأسئلة اليوم لأي قيادي في حماس كثيرة والاستفسارات لا حدود لها، منها ما يُتاح ومنها ما هو غير قابل للنقاش؛ ومن هنا أجرينا اليوم مقابلة مع القيادي في حركة حماس محمد نزال، للحديث عن مفاصل تهم القارئ في اللحظات الآنية؛ وتاليًا النص الكامل للمقابلة:

المفاوضات مع الاحتلال وملف الهدنة

في بداية حديثه؛ تطرق نزال إلى ملف المفاوضات مع الاحتلال قائلا ” إن المفاوضات حول الهدنة لا تزال مستمرة لكنها متعثرة بسبب الموقف الذي تتخذه حكومة بنيامين نتنياهو؛ إذ أن هذا الموقف المتعنت يرتكز على استمرار العدوان الغاشم على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة وإصرار قوات الاحتلال على عدم الانسحاب منها؛ مما يشكل عائقًا حتى اللحظة من التوصل إلى تفاهمات واتفاقات”.

وأشار نزال إلى أن نتنياهو ليس جادًا في إبرام أي تفاهمات أو اتفاقات في الوقت الراهن، وذلك لأنه يرى أن استمرار الحرب هو “الضمانة” الوحيدة لبقائه في سدة الحكم، فهو لا يريد الخروج من سدة الحكم لأن خروجه يعني ذهابه للسجن، مضيفا “نتنياهو الآن أمام ملفين أساسيين: الأول يتمثل في الملف القضائي المتعلق بالفساد المالي والإداري، الذي بدأ بملاحقته قبل 7 أكتوبر؛ أما الملف الثاني فيتعلق بمحاسبته بصفته المسؤول الأول في الكيان الصهيوني عن الفشل العسكري والأمني والاستخباري الذريع بعد عملية 7 أكتوبر”.

وفي ذات الصدد، قال نزال إن الخلافات داخل الأوساط الإسرائيلية ليست جديدة، إلا أن عملية 7 أكتوبر أثارت الخلاف بشكل واسع بين المعارضة والحكومة من جهة، وبين أطراف حكومة الحرب من جهة أخرى، ولعل ما يؤكد ذلك مشهد الاستقالات الأخير في الحكومة الإسرائيلية لثلاثة وزراء، والذي يعكس حالة الانقسامات والنزاعات في الداخل الإسرائيلي.

ولدى سؤاله عن زيارة بلينكن وما تحمله في طياتها من جديد، قال نزال “ليست هذه الزيارة الأولى لبلينكن بل الزيارة الثامنة؛جميع زياراته السابقة وحتى اللاحقة “لا تسمن ولا تغني من جوع”، إنها “زيارات استعراضية” هدفها إنقاذ الكيان من ورطته ولم تؤدِ حتى اللحظة إلى أي نتائج ملموسة؛ وما يقال في الإعلام إنما هو لذر الرماد في العيون فهي استهلاك سياسي وإعلامي لا أكثر”.

كما أكد عدم وجود ضغوطات عربية على حركة المقاومة الإسلامية للقبول بما لا تريده، وقال “إن الأطراف تدرك أننا بذلنا ما نستطيع للوصول إلى تفاهمات مشرفة يمكنها أن تضع حدًا لهذا العدوان الصهيوني الغاشم منذ السابع من أكتوبر وحتى الآن.

ما لدى حماس فوق الطاولة مشابه لما تحتها، ونحن لا نتحدث بلغتين ولا بخطابين، فلغتنا واحدة وخطابنا واحد؛ الوسطاء على وجه التحديد لديهم من التجربة معنا ما يكفي للدلالة على ما نقول


وفي معرض تعليقه على وجود ضغوطات قطرية على حماس لقبول صفقة التهدئة الأخيرة أو “الطرد”، أكد نزال أن هذه إشاعات لا أساس لها من الصحة؛ فدولة قطر تستضيف جزءًا من قيادات حماس وتتعامل معها باحترام وتقدير، ولا شك أن قطر أكبر من أن تلجأ إلى مثل هذه الأساليب التي يتم إشاعتها في بعض وسائل الإعلام1؛ مضيفًا”هؤلاء الذين يطلقون مثل هذه التصريحات يعكسون قواعد تعاملهم مع الآخرين على أنفسهم، وهذه مجرد أمنيات للحاقدين من أعداء قطر والحركة”.

قدرة حماس العسكرية على الصمود بالحرب

وفي ظل دخول الحرب الدائرة في غزة شهرها التاسع؛ أكد نزال قدرة حماس على الصمود فهي طليعة المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وتقف جنبًا إلى جنب مع فصائل المقاومة الفلسطينية الأخرى. لافتا إلى أن مقاتلي حماس يبلون منذ اليوم الأول لـ “طوفان الأقصى” بلاءً حسنًا ويقدمون التضحيات العظيمة، إذ أثخنوا جراح العدو وكبدوه خسائر جسيمة وباهظة في الأرواح والمعدات.

وتابع حديثه قائلاً “لا شك أن المقاومة رفعت رأس الفلسطينيين والعرب وأحرار العالم عاليًا، وهي قادرة على الاستمرار في الصمود وإثخان العدو وتكبيده مزيدا من الخسائر الباهظة عسكريًا وماليًا. إن أي متابع لما يجري على أرض الواقع يدرك تمامًا أن ما نقوله يمثل عين الصواب وليس فيه أدنى مبالغة أو شك. فالعمليات العسكرية في رفح وخانيونس وحي الزيتون وجباليا وغيرها من مناطق الصراع أثبتت أن المقاومة قد لقنت العدو دروسًا باهظة، دفع ثمنها من دماء جنوده وضباطه، وآلياته ومعداته التكنولوجية المتقدمة”.

ولدى سؤاله حول عدد أسرى حماس من اليهود، قال نزال “لا أستطيع حقيقة البوح أو الحديث حول هذا الموضوع، على اعتبار أن المعني بالحديث هنا “حصراً” هو كتائب عز الدين القسام، لكن يمكنني القول إن العدو يعرف جيدًا أن المقاومة قد أسرت العشرات من جنوده وضباطه، كما يدرك العدو أن هؤلاء لن يخرجوا إلى الحياة مرة أخرى ولن يعودوا إلى بيوتهم إلا بعد تنفيذ شروط ومطالب الفلسطينيين التي لا تزال رهن طاولة المفاوضات وما يمكن أن يتمخض عنها”.

وحدة الجناحين السياسي والعسكري للمقاومة

وحول مدى التشابك بين الجناح السياسي والعسكري لحماس، أوضح نزال أن الجناح السياسي هو من يمثل حركة المقاومة أمام الجميع وهو الذي يقودها، بينما يمثل الجناح العسكري القوة الضاربة الميدانية على الأرض، علما بأن هناك قواسم مشتركة في الاستراتيجيات بين الجناحين ويتم الاتفاق عليها داخلياً.

وقال “أود الإشارة هنا إلى أن أي محاولة لإثارة الاختلاف أو النزاع بين الجناحين السياسي والعسكري إنما تمثل رغبات وأمنيات أعداء الحركة؛ فالمقاومة موحدة في منطلقاتها وأهدافها واستراتيجياتها، والأداء الذي يجري منذ 7 أكتوبر يؤكد ذلك”.

ما بعد النصيرات.. هل فشل مسار السلام عبر المفاوضات؟

من ناحية أخرى، قال نزال “اعتقد أن العدو الصهيوني حاول تسويق عملية تحرير الأسرى على أنها إنجاز كبير بعد فشله المتواصل على مدار الشهور الثمانية التي مرت على العدوان على قطاع غزة. العملية “فاشلة” كونها أسفرت عن مقتل ثلاثة جنود أثناء العملية، فضلاً عن أن عدداً لا يستهان به من الذين هاجموا منطقة النصيرات تم قتلهم، ومن بينهم أحد كبار الضباط من الوحدات الصهيونية الخاصة. لذلك أرى أن هذه العملية انقلبت على منفذيها بالرغم من أنها تسببت باستشهاد المدنيين من القطاع”.

ولدى سؤاله عن وجود أوامر بقتل الأسرى إذا اقترب جيش الاحتلال من استعادتهم، قال نزال “إن التعامل مع أي هجوم يتم من قبل قوات الاحتلال للوصول إلى الأسرى يرجع لكتائب القسام وهي التي تحدد آلية التعامل معه، فهم أصحاب الميدان وأصحاب القرار في ذلك”.

وأشار نزال إلى أن استقالة آيزنكوت وبيني غانتس وبعض الوزراء والضباط الآخرين من حكومة نتنياهو تمثل “انتكاسة”، لاسيما بعد فترة وجيزة من وقوع عملية النصيرات.

مضيفا “إن عملية السلام باءت بالفشل قبل أن تبدأ لأنها كانت تحمل بذور فشلها في طيات الاتفاقيات مثل أوسلو التي تم توقيعها عام 1993 وغيرها.. أما إذا كان المقصود هنا المفاوضات الجارية بشأن وقف العدوان على قطاع غزة، أعتقد أن باب المفاوضات مفتوح وغير مغلق والذي يغلقه هو “نتنياهو”.

وقال نزال إن “حماس” متمسكة بأهدافها ومطالبها الأساسية المتمثلة في وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، خروج قوات الاحتلال وعودة النازحين الفلسطينيين إلى أماكن سكناهم إضافة إلى إعادة إعمار قطاع غزة، لكن نتنياهو هو الذي يراوغ ويحاول التنصل من أي التزامات إنسانية وأخلاقية”.

موقف حماس من عودة حكم القطاع للسلطة الفلسطينية

وفي معرض حديثه عن السلطة الفلسطينية، قال نزال “إن جميع أبناء الشعب الفلسطيني بمن فيهم حماس يطالبون بانتخابات حرة ونزيهة وشاملة تشمل قطاع غزة والضفة الغربية حتى يتم انتخاب سلطة فلسطينية جديدة، إذ أن السلطة الفلسطينية القائمة تجاوزت المدة القانونية لها منذ فترة طويلة، فالاحتكام إلى صناديق الاقتراع والرجوع إلى الشعب الفلسطيني هي الوسيلة الوحيدة التي يمكن من خلالها أن نفرز قيادة جديدة للشعب الفلسطيني.

وأضاف “نحن نطالب بالانتخابات كوسيلة فرز وتمثيل فالشعب الفلسطيني صاحب الحق في اختيار قيادته، وبالطبع سنقبل أي نتيجة تترتب على انتخابات “نزيهة”، فإذا ما أفرزت الانتخابات جهة أخرى غير حماس، فنحن سنتقبل ذلك، فالانتخابات ليست لمرة واحدة، والديمقراطية ينبغي أن تكون دقيقة وواقعية وتلتزم بما ينتخبه الشعب الفلسطيني وما تفرزه صناديق الاقتراع”.

أما فيما يتعلق بالتنسيق الأمني مع الاحتلال؛ أشار نزال إلى أنه لا يمكن قبول التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال الصهيوني، وإذا كانت منظمة التحرير الفلسطينية عبر لجانها التنفيذية أو مجالسها المركزية قد أكدت أكثر من مرة على ضرورة وقف التنسيق الأمني، فنحن نطالب بوقف التنسيق الأمني مع سلطات الاحتلال.

لا يجوز لأي جهة فلسطينية أن تنسق مع الاحتلال أمنياً أو حتى في أي مجال آخر، إلا أننا نركز على التنسيق الأمني الذي فيه مصلحة لأبناء الشعب الفلسطيني

اتهامات “الهباش” وغيره لحماس

وحول الاتهامات التي وجهها “الهباش” لحماس والتي قال فيها إن “حماس لا يهمها إلا رضا من يمولها”، رد نزال بقوله “لسنا معنيين حقيقة بأي تصريحات تصدر عن الهباش أو غيره، فالمقاومة ماضية في طريقها نحو العز والكرامة والدفاع عن الشعب الفلسطيني وقضيته المقدسة. نحن لا نعبأ بكل الذين يصدرون مثل هذه التصريحات التي لا تعبر عن نبض الشارع الفلسطيني”.

أما فيما يتعلق بالاتهامات التي توجه لحماس حول تفريطها بالدم الفلسطيني وبأنها لا تهتم بأمنه، أكد نزال أن هذه تضاف إلى سلسلة التهم الكبيرة والكثيرة التي يتم توجيهها إلى المقاومة. فعام 1948 من الذي فرط بدم الشعب الفلسطيني عندما قام العدو الإسرائيلي باحتلال الجزء الأكبر من فلسطين وارتكاب مجازر دير ياسين، هل كانت حماس موجودة؟ من الذي سفك دماء الشعب الفلسطيني في عام 1967 وسفك دماء الفلسطينيين والعرب؟

المقاومة تحمي مصالح الشعب الفلسطيني وتدافع عنه وتشكل غطاء وحماية له، لكن أي معركة لا بد أن يكون لها ثمن؛ دماء الفلسطينيين التي تسفك تأتي في سياق هذا الصراع المفتوح، والصراع لم يبدأ بـ 7 أكتوبر بل منذ عام 1948


ولدى سؤاله عن مصدر تمويل حركة المقاومة اليوم؛ شدد نزال على أن حركة حماس ليست “فتى” يحتاج إلى سُلطة أبوية تلزمه أو توقفه عند حده، إنما هي جزء من هذه الأمة، وهي حركة مقاومة لها علاقات وثيقة مع كثير من الدول العربية.
وأشار إلى أن حركة حماس تتعامل اليوم مع وسيطين أساسيين عرب: هما قطر ومصر إضافة إلى علاقتها مع دول إسلامية أخرى، حيث تتعاطى الحركة بشكل إيجابي مع هذه الدول وتحاول دائماً أن توجد مقاربات لا تخرج فيها عن السياق العربي الإسلامي المتمسك بحقوق الشعب الفلسطيني.

حماس ليست ابناً ضالاً ولا متمرداً، بل بلغت درجة من الوعي وسعة الأفق والقدرة السياسية ولا يتم التعاطي معها من منطلق الوصاية الأبوية

قادة حماس في الداخل

وفيما يتعلق بقادة حماس، أكد نزال أن السنوار والضيف وجميع القادة السياسيين والعسكريين لحركة حماس يقاتلون في الميدان ولم يتركوا الميدان أو يخرجوا من القطاع.
وشدد على أن المعركة مستمرة وأمثال السنوار والضيف هم الذين يتصدرون المعارك وفي طليعة المقاتلين الذين يعيشون بين أبناء شعبهم ولا يغادرون أرضهم بل يقاتلون حتى النصر أو الشهادة.

من يعطل الوحدة الفلسطينية في الوقت الراهن

وضمن إطار الوحدة الوطنية الفلسطينية، قال نزال: “إن الوحدة مطلوبة على الدوام ونحن من طرفنا مددنا أيادينا إلى جميع القوى الفلسطينية وندعو إلى مطالب عادلة، منها انعقاد مجلس وطني فلسطيني وإعادة بناء منظمة التحرير على أسس انتخابية يشارك فيها جميع الفئات والشرائح الفلسطينية”.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version