نخبة بوست – الله أكبر نفتتح بها صلواتنا، الله أكبر تصدح بها المآذن نداء للصلاة، الله اكبر نشدو بها في أيام أعيادنا، الله أكبر ننطقها عفويا تعبيرا عن الفرح، الله أكبر صوت نشوة و علامة المنتصر ، الله أكبر محرك الإقدام والبطولة في معاركنا، الله أكبر باختصار علامة مسجلة لهذا الدين العظيم.
تلك هي المعاني المقصودة في نداء” الله أكبر” فهل أمنا به؟ وهل انضبطت سلوكياتنا وقراراتنا في مفهومه وحقيقته؟!. في المقولة المشهورة ( ليست بحديث شريف) للإمام الحسن البصري رضي الله عنه : ليس الإيمان بالتحلي ولا بالتمني ، ولكنه ما وقر في القلوب وصدقته الأعمال. نعم فليس كل من يرددها يؤمن حقيقة أن” الله أكبر”.
الله أكبر معناها؛ أن الضار والنافع هو الله، تصدق الحديث الشريف بكل حواسك وخلجات نفسك ( … واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف).
الله اكبر معناها ؛ ان تؤمن ان الاجل بيده سبحانه، وان الرزق من عنده لا يمنعه أحد عنك الا بتقديره، جاء في الحديث الشريف ( … هذا رسولُ ربِّ العالمِينَ ؛ جِبريلُ نَفَثَ في رُوعِي : إنَّه لا تَموتُ نفسٌ حتى تسْتكمِلَ رِزْقَهَا وإنْ أبطأَ عليهَا ، فاتَّقُوا اللهَ ؛ وأجْمِلُوا في الطَّلَبِ ، ولا يحْمِلَنَّكم اسْتِبْطاءُ الرِّزقِ أن تَأخذُوهُ بِمعصيةِ اللهِ ، فإنَّ اللهَ لا يُنالُ ما عِندَه إلا بِطاعتِه).
الله أكبر معناها؛ ان قوته وقدرته جلّ علاه فوق قوة وبطش امريكان وعربدة وجرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين. وان النصر حصرا من عنده ( وما جعله الله إلا بشرى لكم ولتطمئن قلوبكم به وما النصر إلا من عند الله العزيز الحكيم) يرتبط بنصرتنا لله ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن تَنصُرُوا اللَّهَ يَنصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ )، واعداد المستطاع من القوة ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة )، ولا يتعلق ” بموازين القوى العسكرية” ولا باعداد الجيوش والتكنولوجيا، وما صمود أهل غزة للشهر التاسع الا دليل نراه يوميا على هذه الحقيقة، برغم حجم الالم وضخم التضحيات.
كم نحن بحاجة الى ادراك معنى ” الله أكبر” التي نرددها كل يوم، وهي عنوان تلبية الحجيج الان في مناسك الحج، وعنوان لعيد الاضحى في كل بقاع الارض. ان تصحيح الاعتقاد يعني الايمان بكل اركانه ايمانا عميقا لا تشوبه شائبة.
إن ابرز معاني الايمان العميق هو تقدير الله سبحانه، يقول تعالى عن حال غير المؤمنين( وَمَا قَدَرُوا اللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَالْأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَالسَّمَاوَاتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ ۚ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ)، وان حال كثير من ” المسلمين ” ممن تقول أفعالهم وقراراتهم ان بعض البشر والدول قوتهم غالبة لقوة الله وقدرته لا يختلف عن حال المشركين ممن عناهم الله بأنهم ( وما قدروا الله حق قدره).
هذه الايام المعدودات ( واذكروا الله في أيام معدودات ) فرصة لنا ان نعي هذه المعاني ونجدد ايماننا بأن ” الله أكبر”، لعلنا نكون من المؤمنين حقا ( أُولَٰئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا ۚ لَّهُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ رَبِّهِمْ وَمَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ).
وتقبل الله طاعتكم وصيامكم وحجكم وصدقاتكم ونصرتكم لاخوانكم في غزة وفلسطين، ومن علينا بتعجيل نصره لأهلنا هناك.