نخبة بوست – أثارت إدارة وزارة الأوقاف لملف الحجاج غير النظاميين انتقادات عدد من رواد وسائل التواصل الاجتماعي، خصوصاً مع تكرار تأكيدها أنهم غير نظاميين، وكأنها إخلاء مسؤولية، مما دفع عدداً منهم للسؤال: هل لم يعودوا أردنيين لقيامهم بالحج خارج الإطار التنظيمي لوزارة الأوقاف؟
بعض التعليقات تساءلت عن الفرق بين أزمة الحجاج وبين حادثة البحر الميت أو حادثة مستشفى السلط؛ وبعضها تحدث عن إدارة الأزمة إعلامياً وأنها شهدت تخبطاً ملحوظاً؛ والبعض انتقد أن يكون دور الحكومة فقط هو إعلان عدد الوفيات أو المفقودين.
آخر التصريحات الصادرة عن وزير الأوقاف في زيارته لخيمة الصحفيين أن “الحجاج الأردنيين بخير”، متناسياً عشرات الوفيات والمفقودين؛ أو مفقدهم صفة الأردني. فهذه الرسالة الإعلامية الرئيسية إن لم تكن الوحيدة لوزارة الأوقاف منذ التصريحات الأولى لوزيرها في هذه الأزمة، أن الوزارة معنية بحجاج البعثة الرسمية فقط! والوزارة غير مسؤولة عن الحجاج غير النظاميين وأنها سبق لها التحذير من الحج بدون تصريح.
أحداث الحج غيبت الفرحة هذا العام في استقبال الحجاج الأردنيين بعد أن أتموا حجهم، فالعدد المعلن عنه لغاية كتابة هذا التقرير هو 41 متوفى وقرابة 22 مفقوداً بحسب المصادر، وأيام عصيبة عاشتها مئات الأسر الأردنية في متابعة أفرادها الذين ذهبوا للحج هذا العام.
قُبيل موسم الحج هذا العام؛ شاهدنا جوانب من معاناة الحجاج غير النظاميين عبر منصات التواصل الاجتماعي، ووزارة الأوقاف تعرف جيداً هذه الظروف التي يعيشها هؤلاء الحجاج، وهذا العام أُضيف لها درجات الحرارة المرتفعة؛ فهل تنصلت الوزارة من المسؤولية بصفتهم حجاج غير نظاميين؟ وتركتهم لمصيرهم تحت أشعة الشمس الحارقة؟
فاجعتنا في الحج تطرح العديد من الأسئلة التي تحتاج لإجابات، تطرح تساؤلات حول المنظومة الإدارية التنفيذية؛ ألم تكن وزارة الأوقاف على علم بوجود هذا العدد الكبير من الحجاج الفرادى (غير النظاميين)؟ ألم تكن وزارة الأوقاف على علم بتنظيم شركات حج وعمرة لقوافل حج مخالفة لهؤلاء؟ إن كانت الوزارة تعلم فتلك مصيبة، وإن لم تكن تعلم فالمصيبة أعظم!!
لماذا لم تعلن الوزارة مبكراً عن رقم اتصال ساخن للوقوف على المشاكل التي يواجهها الحجاج الفرادى (غير النظاميين)؟ البعثات الإدارية والصحية والإعلامية وغيرها من البعثات؟ أين دورها في خدمة هؤلاء الحجاج؟ لماذا لم تقم الوزارة بالإعلان عن تخصيص جزء من مقر بعثتها الإدارية والتوعوية والإعلامية والطبية للحالات الحرجة والأشد معاناة لتأمينهم؟ لماذا لم نشاهد وزير الأوقاف وفرق الوزارة بين الحجاج غير النظاميين؟
أمام الموت على الجميع أن يقف، فلا مكان للتبريرات، ففي الوقت الذي قام به مئات الأردنيين بالحج وبطرق غير نظامية، عبر شركات حج وعمرة مرخصة من الوزارة، تشير معلوماتنا إلى أن هناك مئات من تصاريح الحج تم توزيعها للمعارف والأقارب وشخصيات نافذة بشكل غير قانوني، وهو ما يستدعي التحقيق من الجهات الرقابية في جميع تصاريح الحج هذا العام، والوقوف على مواطن الخلل والفساد، وإحالة الشركات المتورطة للقضاء.
كان الأولى أن تكون جهود الوزارة استباقية في تأمين الحجاج الأردنيين غير النظاميين، بدلاً من أن تكون الجهود في إحصاء المتوفين منهم والمفقودين؟ وكان من المفترض وجود خطط لجميع السيناريوهات المتوقعة، ووضع قائمة بالمخطط، فهل كانت هذه الخطط موجودة؟
الفاجعة عكست سوء التخطيط والإدارة وإدارة الأزمات فضلاً عن التنبؤ بها؛ وقبل كل ذلك طرحت سؤال دور الدولة في رعاية شؤون مواطنيها أينما كانوا، وهو الواجب الأصيل للدولة.
الكلام يطول ولا يسعنا اليوم سوا أن نترحم على أرواح من فقدناهم من حجاج بيت الله الحرام؛ وهنا نعرض بعض الرسائل التي اكتسحت مواقع التواصل الاجتماعي بسبب أحداث الحج لعل أحد المسؤولين يقرع الجرس!؟