* أجابا بطريقة تنسجم مع رغباتهما وافكار مؤيديهما

* المناظرة بدت كأنها فوزا لترامب لكن ذلك لن يغير الواقع

* بايدن يعاني من كبر سنه وعدم تركيزه في التفكير

* عبارات ترامب غير صحيحة وتحتوي على أنصاف الحقائق

نخبة بوست – خاص ( علي يونس  – أتلانتا)

في المناظرة الرئاسية التلفزيونية التي جرت الليلة الماضية في مركز سي إن إن في أتلانتا، تبادل الرئيس جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب الاتهامات بشأن الكفاءة، خاصة فيما يتعلق بالأداء الاقتصادي، خلق فرص العمل، وتزايد معدلات التضخم؛ حيث اتهم كلا الرجلين الآخر بالتساهل مع الجريمة وبسياسات الهجرة التي تسببت في زيادة المهاجرين غير الشرعيين عبر الحدود الجنوبية مع المكسيك.

في بداية المناظرة – وهي الأولى بين الرجلين المتنافسين للفوز في الانتخابات الرئاسية القادمة – بدا الرئيس بايدن، الذي يبلغ من العمر 82 عاماً وسيبلغ 86 عاماً بنهاية ولايته الثانية في حال فوزه بالانتخابات في نوفمبر/تشرين الثاني القادم، يعاني من كبر سنه وقلة التركيز في التفكير، وعدم الرد بحزم على اتهامات ترامب الذي يبلغ من العمر 78 عاماً، كما بدا صوت بايدن يفتقر إلى الحيوية مقارنة بصوت ترامب القوي والعدواني، مما أثار قلق موظفيه والعديد من مؤيديه الديمقراطيين.

تبادل الاتهامات بالكذب وصحة القدرات العقلية

خلال المناظرة؛ أجاب الرجلان على الأسئلة بطرق تتماشى مع رغبات وأفكار مؤيديهما، حيث تبادل المرشحان الرئاسيان الاتهامات بالكذب في تصريحاتهم السابقة حول أدائهم الاقتصادي وقدراتهم العقلية ووضعهم الصحي في ظل كبر سنهم.

من جانبه يمثل الرئيس الجمهوري السابق دونالد ترامب المحافظين، القوميين والأمريكيين اليمينيين المتدينين، الذين لديهم آراء متشددة ضد الهجرة غير الشرعية وضد السماح للمهاجرين بدخول الولايات المتحدة، وكذلك موقفهم الديني المتشدد ضد الإجهاض وتأييدهم للانعزالية السياسية في السياسة الخارجية.

كانت العديد من عبارات وتأكيدات ترامب خلال المناظرة غير صحيحة وتحتوي على أنصاف حقائق، حيث ركز على الإدلاء بتصريحات ترضي قواعده الانتخابية التي تدعمه بغض النظر عن الحقيقة أو الواقع، مثل الادعاء بأن سياساته الاقتصادية خلقت فرص عمل أكثر من بايدن وأن الدين العام كان أقل خلال فترة رئاسته.

بالنسبة للجمهوريين والديمقراطيين الذين يراقبون هذه المناظرة، سيكون من الصعب فهم من هو صادق وما هو صحيح وغير صحيح، لأن كلا المرشحين قدم أرقاماً وبيانات غير محددة أو واضحة بشأن أي قضية معينة.

معظم الناخبين لن يكلفوا أنفسهم عناء التحقق منها، لأن ناخبي ترامب متشددون في دعمه بغض النظر عما سيقوله الرئيس بايدن عنه وما إذا كان صحيحًا أم لا، وبغض النظر أيضاً عن مدى صحة ما يقوله ترامب، الذي حوكم مؤخرًا ووجدته المحكمة في ولاية نيويورك مذنبًا بقضايا مالية تتعلق بالاحتيال ولا يزال يواجه قضايا قانونية متعددة ومتنوعة تتعلق بسلوكه الأخلاقي ومخالفات مالية وتحريض على العنف ضد الدولة.

ترامب وبايدن: تبادل الاتهامات في أول مناظرة رئاسية في الانتخابات الأمريكية

الحظ السيئ يلاحق بايدن

لسوء الحظ بالنسبة لبايدن، فهو لا يحظى بنفس مستوى الدعم من القاعدة الديمقراطية بناءً على أدائه أو سياساته، لأن الديمقراطيين يميلون لأن يكونوا أقل إيديولوجية وأكثر ليبرالية من أنصار ترامب، ويعتمد الحزب الديمقراطي أيضًا على أصوات المجموعات العرقية المختلفة، كذوي الأصول الأفريقية، اللاتينية، والآسيوية. وتمحورت بعض الأسئلة حول قضايا الاقتصاد والدين العام الذي تجاوز 34 تريليون دولار والتضخم، وأجاب ترامب بأن تخفيضاته الضريبية في عام 2017 حفزت نمو الوظائف والاقتصاد، وهو أمر غير صحيح بالضرورة.

كان حق الإجهاض للمرأة، الذي يؤيده الرئيس بايدن وقواعده من الديمقراطيين، وضده الذي يؤيده ترامب ومؤيدوه المحافظون والمتدينون، جزءًا مهمًا من المناظرة، حيث سعى الرئيسان إلى التأكيد على مواقفهم السابقة من الإجهاض بما يتناسب مع برامجهم الانتخابية.

اختلاف على حرب أوكرانيا واتفاف على دعم اسرائيل

تبادل الرجلان الاتهامات بشأن الحرب في أوكرانيا ومن المسؤول عنها، حيث قال ترامب إنه لو كان رئيسًا لما حدثت الحرب، لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن ليغزوها، وتجنب ترامب انتقاد روسيا بسبب الحرب في أوكرانيا وركز بدلاً من ذلك على دعم بايدن بمليارات الدولارات لأوكرانيا.

من ناحية أخرى، لم يخف ترامب، الذي يمثل الانعزالية الأمريكية والانكفاء إلى الداخل، ازدراءه للأوروبيين، واتهمهم باستخدام القدرات الدفاعية الأمريكية في الدفاع عنهم دون دعمهم للولايات المتحدة في المقابل، وكرر مطالبه منذ أن كان رئيسًا في فترته الأولى بأن الأوروبيين يجب أن يدفعوا حصتهم العادلة في ميزانية الناتو.

بدوره، شدد بايدن – الذي يدعم التعاون والتوافق الدولي- على أن الدعم الأمريكي لحلف شمال الأطلسي والأوروبيين ضروري للأمن القومي الأمريكي والاقتصاد العالمي.

استغل الرئيس بايدن الفرصة لإظهار دعمه لإسرائيل بالقول إنه يؤيد وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، لكنه اتهم حماس بأنها من يرفض التوقيع عليه. قال إنه أعطى إسرائيل كل ما تريده، بما في ذلك مستشارين استخباراتيين وعسكريين على الأرض في حربها على غزة.

أعرب ترامب عن دعمه لإسرائيل، لكنه قال إن الحرب لم تكن لتحدث لأنه كان سيتأكد من أن إيران، بصفتها داعم حماس المالي، لن تكون قادرة على ذلك تحت قيادته.

خلاصة القول: من المبكر تحديد أيهما سيفوز؟

بدت هذه المناظرة للعديد من المعلقين والمحللين الأمريكيين كفوز لأداء ترامب، لكن هذا لن يغير شيئًا على أرض الواقع، حيث لن ينتقل أفواج من الناخبين الديمقراطيين إلى جانب ترامب أو أي من الناخبين الجمهوريين المحافظين إلى معسكر الرئيس بايدن.

ولكن الذي قد يحدث هو أن يكسب أو يخسر أي من الطرفين أصوات المعتدلين، لكن يبقى مبكرًا الحكم على من سيفوز في الرئاسة بناءً على أداء الطرفين في هذه المناظرة.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version