نخبة بوست -بات هناك ما يشبه الظاهرة، ونحن نرى من الأردنيين، ومن هم في مواقع المسؤولية تحديدا، من اعتاد على ركوب الموجة باعتلاء المنابر واستخدام وسائل الإعلام، للحديث عن المرأة الأردنية وحقوقها وقضاياها، وإظهارها بأنها مظلومة ومقموعة ومضطهدة، ظناً منه أنه بهذا الموقف السلبي والسيء وغير المسؤول الذي يتنافى مع الواقع يدافع عنها ويعلي من شأن الوطن.. !!
دون أن يدرك حجم الإساءة التي يتسبب بها للبلد وقيادته، وما توليهما من جهد ورعاية واهتمام بهذا الملف الوطني الحيوي الذي يحظى بالأولوية على الأجندات الملكية والأردنية، بصورةٍ انعكست إيجابياً على مكانة المرأة وحقوقها سياسياً واجتماعياً واقتصادياً وتعليمياً في ظل الفرص الكثيرة التي وفرتها لها الدولة في كافة القطاعات. كما يعكس ذلك نسبة تمثيلها اللافتة في كافة المستويات الوظيفية الرسمية والحكومية والبرلمانية التي احتلتها، والتي تجاوزت دول المنطقة، في الوقت الذي اقتربت فيه من نسب تمثيلها في الدول المتقدمة في أوروبا والغرب وغيرها.
شيء مؤسف أن نصل إلى هذا المستوى من التعاطي غير المسؤول مع الملفات والقضايا الوطنية على أيدي أبناء البلد، وغالبيتهم من المسؤولين الذين امتهنوا الحديث بمناسبة أو غير مناسبة عن قضايا المرأة وحقوقها، ليكيلوا من حيث يدروا أو لا يدروا التهم إلى بلدنا، ونعتوه بالتخلف والتقصير، رغم الجهود الوطنية الكبيرة المبذولة، لأنهم لم يحسنوا التصرف مع مثل هذه الملفات الحساسة التي تتضمن العديد من الاعتبارات الحضارية، خاصة مع الدول المتقدمة التي تربطنا بها علاقات قوية ومميزة. دائمًا ما تثني وتشيد بمستوى الوعي والنضج الذي وصلت إليه بلدنا حضاريًا وديمقراطيًا وإنسانيًا وحقوقيًا.
واذا ما كان للبعض ملاحظاته السلبية على ملف المرأة ، فهل يظن أنه باعتلائه المنابر والتشهير ببلدنا والاساءة له ، ينتصر لها وينصفها .. ؟ هل هو مقتنع بما يقول .. أم هي متطلبات المنصب .. أم أن ذلك يندرج في إطار تسويق نفسه كشخص متحضر ( ومدرن ) .. يسعى لتحقيق مكاسب مالية او وظيفية ، ولا يتعاطى مع الموضوع إلا من باب التملق والنفاق والانتهازية للوصول لمسعاه وعلى حساب سمعة البلد ، وتشويه صورته الحضارية ، بلغة خطاب تهكمية واتهامية لم يراعي فيها المصلحة الوطنية ، حتى عندما أوهم نفسه أنه باستخدام هذه اللغة التي لا تمت للواقع بصلة ، أراد أن يعطي انطباعا مدنيا حضاريا .. فاذا به يسقط في وحل الحسابات الخاطئة ، عندما خانه التعبير .
وهناك ربما من يتعاطى مع الموضوع ، وكأنه بمثابة الفرصة التي يسعى إلى استثمارها على شكل أوراق اعتماد يقدمها إلى جهات خارجية كمؤسسات التمويل الأجنبي ، طمعا في كسب رضاها ومنحه شهادة سلوك على تماهيه مع برامجها وأفكارها وأجنداتها غير البريئة في العبث ببيئتنا المجتمعية في مقابل حصوله على توصية أو تزكية أو مال ، كثمن لدوره غير المسؤول في هذا المجال.