نخبة بوست – زيان زوانة ( خبير اقتصادي )
تلقيت مجموعة أسئلة عن سبب ارتفاع سعر الذهب وعن مستقبله ، وهل أنصح بالشراء، البيع أو بالإنتظار، علما بأن سعره لم يتوقف عن الإرتفاع منذ سنوات.
يتنوع الطلب على الذهب ما بين الإستثمار ( 35% – 40% ) ، وللمصوغات والحلى ( 32% – 35% ) والذي يرتفع موسميا بسبب طلب الهند خاصة في فصل أعراس الصيف حيث يتجذر عشق الذهب ، ومشتريات البنوك المركزية العالمية ( 18%- 22%) ثم صناعات التكنولوجيا ( 5%- 8% ).
ساهمت عوامل الجيوسياسية والإقتصادية في ارتفاع الطلب على الذهب ، وأستطيع إرجاع ارتفاعه خلال السنتين الماضيتين للأسباب الرئيسية الثلاثة التالية : 1- حجزالغرب على استثمارات روسيا بالعملات الأجنبية لدى البنوك الغربية والتهديد بمصادرتها ومصادرة فوائدها لتمويل أوكرانيا ، ما أخاف دول العالم بإمكانية حدوث هذا معهم ، ودفعهم لتقليص محافظهم المقومة بالدولار وشراء الذهب بدلا عنه 2- مجموعة بريكس وتوسع عضويتها واستراتيجيتها بالخروج التدريجي من الدولار وتسوية تعاملاتها التجارية بعملاتها المحلية والإستعاضة أيضا بشراء الذهب 3- وعاملان حديثان يتمثلان : أ – بوادر تخفيض سعر الفائدة على مستوى العالم وإنهاء حالة التشدد النقدي القائمة ب- ” الفوضى ” المتوقعة عن الإنتخابات الرئاسية الأمريكية ، فإن نجح ترامب فالتوقعات مفتوحة ومؤثرة على التجارة والإستثمار والمساعدات والأسواق مال وأعمال وعملات ومعادن وسندات ، وإن لم ينجح ، فالتوقعات أنه سيرفض الخسارة و’يدخل أمريكا والعالم في ” فوضى “.
إحتمال تراجع سعر الذهب إلى ما كان عليه منذ سنوات غير موجود ، وسيستمر بالإرتفاع التدريجي في ظل أحوال الجيوسياسية واقتصادية العالمية والنقدية والأمريكية ، وحسب إحصائيات ” مجلس الذهب العالمي ” فإن السعودية ولبنان والجزائر وليبيا والعراق هم أكبر دول عربية تمتلك احتياطي من الذهب ، ويأتي الأردن في المرتبه العاشرة خلال الربع الأول من العام الحالي.
