نخبة بوست – بقلم فادي السمردلي
الاعتماد على الشعوذة السياسية هو انحراف خطير في مسار العمل السياسي، حيث يلجأ بعض القادة إلى الأساليب الملتوية والخداع لتوجيه الرأي العام للسيطرة من خلال استغلال العواطف والمخاوف بدلاً من الاعتماد على الحقائق والمبادئ الصادقة فهذه النوعية من القادة(ابعدهم الله عن الوطن ) تُضيِّق الخناق على التطور الحقيقي، إذ تسعى جاهدة للحفاظ على سلطتها بأي وسيلة ممكنة، حتى وإن كان ذلك على حساب المصلحة العامة.
إن الشعوذة السياسية تعمل على تعطيل عجلة الإصلاح وتثبيط همم المبدعين والمفكرين، الذين يرغبون في خدمة الوطن بإخلاص والعمل على تطويره.
لكن الحقيقة التي يجب أن يتذكرها هؤلاء هي أن الشعوذة لن تدوم، وأن القوة والسلطة المبنية على أسس غير سليمة سرعان ما تتلاشى مع مرور الزمن وعليهم أن يدركوا أن الأفراد، مهما كانوا مؤثرين، ليسوا خالدين، وسيأتي اليوم الذي يضطرون فيه إلى مغادرة الساحة السياسية، سواءً برغبتهم أو بفعل عوامل أخرى ورغما عنهم وفي تلك اللحظة، سيُذكر التاريخ الأفعال، لا الأشخاص.
لذا، من الأجدر لهؤلاء القادة أن يبدأوا بإصلاح مسارهم السياسي قبل فوات الأوان، وأن يتبنوا رؤية وطنية قائمة على الشفافية والعدالة والعمل الصادق.
النصيحة التي يمكن توجيهها لهذه النوعية من القادة هي أن الوقت لم يفت بعد للتغيير، فالبداية بالإصلاح الشخصي والسياسي أمر ممكن ويجب أن يحدث الآن وعليهم التخلي عن الأوهام والشعوذة، وإفساح المجال لمن يمتلكون الرؤية والخبرة والقدرة على تطوير المجتمع، سواء من داخل المنظومة أو خارجها فالقيادة الحقيقية لا تقاس بمدى التمسك بالسلطة أو السيطرة على الناس، بل بقدرة القائد على تحقيق التقدم وفتح الأبواب أمام الكفاءات والخبرات التي يمكنها أن تخدم الوطن بطرق مبتكرة وفعالة.
التخلي عن الأنانية السياسية والسماح بمشاركة العقول المبدعة في الادارة هو خطوة ضرورية لضمان استمرارية التطور والازدهار فإذا كان القادة الحاليون غير قادرين على مواكبة التغيير الإيجابي أو غير راغبين في التغيير، فإن المصلحة الوطنية تقتضي أن يفسحوا المجال لغيرهم من القادة المخلصين فلقد أثبت التاريخ أن الولاء للأشخاص ينهار فور رحيلهم، بينما الولاء للوطن هو ما يبقى ويمتد لأجيال لذلك، إن كنت قائداً سياسياً اليوم، عليك أن تتخذ القرار الصحيح بالتحول نحو الإصلاح، لأن الحق وحده هو الذي سينتصر في النهاية، ويجب أن يكون هو الأساس الذي يُبنى عليه المستقبل.