نخبة بوست – أكد استشاري الأمراض الصدرية والتنفسية، د. محمد حسن الطراونة، في تصريح خاص لـ “نخبة بوست”، أن نصف سكان المملكة يعانون من السعال نتيجة التقلبات الجوية واختلاف درجات الحرارة بين الليل والنهار، إضافةً إلى انتشار الفيروسات التنفسية المختلفة مثل فيروس الإنفلونزا ونظائر الإنفلونزا والفيروس التنفسي المخلوي، إلى جانب الفيروسات التاجية.
هذه الفيروسات لم تعد تظهر بشكل منفرد كما كانت سابقًا، بل باتت تأتي مجتمعة، ما يؤدي إلى استمرار أعراض مثل السعال، والعطاس، والزكام لفترات أطول، على خلاف الإنفلونزا الاعتيادية التي تستمر أعراضها من خمسة إلى سبعة أيام
وأشار الطراونة إلى أن العدوى المتتالية بالفيروسات التنفسية أصبحت أمرًا شائعًا، حيث يمكن أن يُصاب الشخص بفيروس الإنفلونزا، ثم يصاب بفيروس آخر مثل الفيروس التنفسي المخلوي أو الفيروسات التاجية قبل أن يتعافى تمامًا من الفيروس الأول.
نحن على مشارف فصل الشتاء، ويعد ارتفاع الإصابة بالفيروسات التنفسية في هذا الفصل أمرًا طبيعيًا، إلا أن التغيرات المناخية العالمية ساهمت في انتشار هذه الأمراض في أماكن جديدة، وأصبحت فترات الذروة متباينة، حيث قد نشهد ذروتين للفيروسات، واحدة في بداية الموسم وأخرى في نهايته
وأوضح الطراونة أنه لا داعي للقلق، إذ أن 90% من الفيروسات التنفسية تعالج ذاتيًا وتسبب أعراضًا بسيطة مثل التهاب المجاري التنفسية العليا، كالصداع والزكام والعطاس والسيلان الأنفي، وآلام الحلق وارتفاع الحرارة، ويمكن تخفيفها بالراحة وتناول السوائل وتناول خافضات الحرارة في حال ارتفاع الحرارة.
لكنه نبه إلى بعض الأعراض التي تستدعي الذهاب إلى المستشفى، مثل آلام شديدة في الصدر، صعوبة في التنفس، سعال مصحوب بدم، وارتفاع الحرارة الذي لا يستجيب لخافضات الحرارة المعتادة.
وشدد الطراونة على ضرورة الحذر عند التعامل مع الفئات المعرضة للخطر، مثل السيدات الحوامل وكبار السن وذوي الأمراض المزمنة، لأن إصابتهم بالفيروسات التنفسية قد تؤدي إلى مضاعفات تستدعي العناية الطبية، مشيرًا إلى أهمية الحصول على مطعوم الإنفلونزا الذي يساهم في الوقاية من الأعراض الشديدة بنسبة تصل إلى 80%.
وفي سياق آخر، أشار الطراونة إلى الانتشار الكبير للتدخين في المجتمع الأردني، داعيًا المدخنين للتفكير جديًا في الإقلاع عن التدخين للحفاظ على صحة الجهاز التنفسي وتقوية المناعة؛ كما نصح المواطنين بضرورة تهوية المنازل جيدًا للحد من انتشار العدوى، وتقليل استخدام الروائح العطرية والشموع، خصوصًا عند تشغيل وسائل التدفئة، لأن تلوث الهواء يزيد من تحسس الجهاز التنفسي وتهيجه.