نخبة بوست – محرر الشؤون المحلية
في فجر هذا اليوم – 13 كانون الأول 2024، تعرضت دار ضيافة المسنين التابعة لجمعية الأسرة البيضاء في منطقة الجويدة بالعاصمة عمان لحريق مأساوي أسفر عن وفاة ستة أشخاص وإصابة 60 آخرين؛ فاستجابت فرق الدفاع المدني بسرعة قياسية قدرت بـ8 دقائق، حيث شاركت 32 مركبة إسعاف وإطفاء مدعومة بفرق مختصة للسيطرة على الحريق وإخلاء النزلاء.
وفي سياق التعامل مع الحادثة، تفقد رئيس الوزراء جعفر حسان صباح يوم الجمعة مصابي الحريق الذين تم نقلهم إلى مستشفى البشير، حيث أكد تقديم الرعاية الطبية اللازمة لجميع المصابين.

ووفقًا لوزيرة التنمية الاجتماعية وفاء بني مصطفى، أسفر الحريق عن وفاة 6 نزلاء، وإصابة 5 آخرين بإصابات بالغة و55 بإصابات متوسطة؛ حيث تمت عملية إخلاء باقي المسنين إلى مراكز أخرى، ونقل المصابين إلى المستشفيات الحكومية لتلقي العلاج؛ كما أكدت بني مصطفى سلامة جميع المسنين الذين تم إخلاؤهم، وأن التحقيقات لا تزال جارية لمعرفة الأسباب الدقيقة وراء الحريق.
كما علمت “نخبة بوست” أن وزيرة التنمية الإجتماعية وفاء بني مصطفى الآن في جمعية دارات سمير شما للمسنين والمتقاعدين الأردنيين حيث تم نقل باقي النزلاء اليها وتم الاطمئنان على صحتهم وجميعهم في صحة جيدة.
وبينت التحقيقات الأولية إلى أن الحريق نتج عن فعل أحد النزلاء المسنين، وأسهمت الأدخنة الكثيفة المتصاعدة في وقوع الوفيات؛ ومع ذلك، نجحت الفرق في منع انتشار الحريق إلى باقي أجزاء المبنى، مما ساعد في إنقاذ العشرات وإخلاءهم إلى مراكز إيوائية بديلة.
وقد أثارت هذه الحادثة المأساوية تساؤلات حول معايير السلامة داخل دور الإيواء، حيث زار رئيس الوزراء المصابين في المستشفيات ووجه بتوفير الرعاية اللازمة وفتح تحقيق شامل لمعرفة الأسباب والتوصية بالإجراءات المستقبلية.
جمعية الأسرة البيضاء.. إرث إنساني تحت مجهر الحادثة المأساوية
وفي سياق هذه الحادثة التي ألقت الضوء على الجمعية، تجدر الإشارة إلى أن جمعية الأسرة البيضاء تأسست على يد مجموعة من السيدات الأردنيات اللواتي أدركن أهمية إنشاء مؤسسة متخصصة تُعنى برعاية كبار السن؛ إذ تم تسجيل الجمعية رسميًا لدى وزارة التنمية الاجتماعية عام 1971 لتصبح واحدة من الجمعيات الرائدة في الأردن.

ولخدمة أهدافها الإنسانية، يقع المقر الرئيسي للجمعية في منطقة الجويدة بعمان، فيضم المقر عددًا من المرافق المخصصة لتلبية احتياجات كبار السن، ومنها “دار الضيافة للمسنين”، التي تُقدم خدمات الرعاية الصحية والنفسية والاجتماعية على مدار الساعة، و”منتدى الرواد الكبار”، الذي يُعد مركزًا ثقافيًا واجتماعيًا يعزز النشاط والحيوية لدى المسنين.
إضافة إلى موقعها ومرافقها، تتميز الجمعية بدورها الحيوي في خدمة المجتمع من خلال تقديم خدمات متنوعة تشمل الرعاية الصحية، الأنشطة الترفيهية، والدعم النفسي والاجتماعي.
كما تُسهم الجمعية في تأهيل كوادر متخصصة من خلال توفير فرص تدريبية لطالبات الجامعات في مجال التمريض والخدمة الاجتماعية، مما يعكس اهتمامها برفع كفاءة الكوادر البشرية.
مشاريع تعيد تعريف رعاية المسنين
ومن بين المشاريع البارزة التي تديرها الجمعية، يأتي مشروع “دار الضيافة للمسنين” في المقدمة، حيث يُوفر للمسنين المحتاجين بيئة آمنة وشاملة للرعاية؛ بالإضافة إلى ذلك، أطلقت الجمعية “منتدى الرواد الكبار”، الذي يُمثل مساحة تفاعلية لكبار السن للمشاركة في الأنشطة الثقافية والرياضية والاجتماعية، مما يعزز الشعور بالانتماء والاستقلالية لديهم.

علاوة على ذلك، تسعى الجمعية إلى تعزيز قيم التطوع في المجتمع الأردني من خلال إشراك الشباب في برامجها وورش العمل.
وقد نجحت الجمعية في خلق شبكة واسعة من المتطوعين الذين يساهمون في دعم رسالتها الإنسانية، مما يزيد من تأثيرها الإيجابي على مختلف فئات المجتمع.
وبفضل هذه الجهود المتنوعة، تُعتبر الجمعية ركيزة أساسية في تحسين حياة كبار السن في الأردن؛ فمن خلال توفير خدمات متكاملة، نجحت في رفع جودة حياة هذه الفئة وتعزيز شعورها بالانتماء للمجتمع.
كما أن جهودها في نشر ثقافة التكافل الاجتماعي والتطوع أثرت إيجابًا في المجتمع الأردني، مؤكدةً دورها كمؤسسة متخصصة تسعى لخدمة المجتمع بأكمله.


