نخبة بوست – خاص – علي يونس

قالت مصادر في وكالة المخابرات المركزية الأمريكية (CIA) إن رئيس الوكالة، ويليام بيرنز، يشعر بإحباط شديد وغضب من رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو والحكومة الإسرائيلية لرفضهم المتكرر للتوصل إلى تسوية أو التفاوض بحسن نية للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار مع حماس وإنهاء الحرب في غزة.

وأوضحت المصادر في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” أن بيرنز وكبار المسؤولين في وكالة المخابرات المركزية يرون أن الإسرائيليين يخلقون المزيد من العقبات والعراقيل ويرفضون التسوية، ويريدون أن تسير الأمور كما يرغبون أو لا شيء.

وصفوا بيرنز بأنه “غاضب” و”محبط” من الإسرائيليين بسبب عدم أمانتهم وتسويفهم وخداعهم المتكرر

وتناقلت وسائل الإعلام العالمية أن بيرنز سافر إلى الدوحة هذا الأسبوع لإجراء جولة أخرى من المفاوضات مع رئيسي المخابرات المصرية والإسرائيلية.

وقالت المصادر إن الوضع الذي يجد بيرنز نفسه فيه اليوم يشبه الوضع الذي وجد فيه نفسه سلفه، رئيس وكالة المخابرات المركزية السابق جورج تينيت، عندما كان محبطًا للغاية من الإسرائيليين الذين كانوا يمارسون الخداع ولم يكونوا مهتمين أبدًا بالتوصل إلى حل عادل مع الفلسطينيين عندما كان منخرطًا في محادثات السلام بين إسرائيل والفلسطينيين في عهد الرئيس الأمريكي السابق بيل كلينتون.

ولفتت إلى إنه في حين أن وكالة المخابرات المركزية لا تصنع أو تضع السياسة الأمريكية الخارجية، خاصة عندما يتعلق الأمر بإسرائيل، إلا أنها تعلم أن إسرائيل ليست مهتمة بالتوصل إلى تسوية عادلة أو حل مع الفلسطينيين لإنهاء الحرب في غزة.

وذكرت إن وكالة المخابرات المركزية تقدم فقط معلومات استخباراتية ورؤى للبيت الأبيض والوكالات الحكومية الأمريكية الأخرى، أما الرئيس الأمريكي جو بايدن، فقد أعلن مرارًا وتكرارًا أنه يقف إلى جانب إسرائيل وقدم لها عشرات المليارات من الدولارات وقنابل ثقيلة وأسلحة في حربها ضد الفلسطينيين في غزة. ووفقًا لوزارة الصحة الفلسطينية في غزة، قتلت إسرائيل أكثر من 38 ألف مدني فلسطيني في غزة، بما في ذلك آلاف النساء والأطفال.

خطة سرية لتهجير الفلسطينيين

وقالت المصادر لـ “نخبة بوست” إن الخطط الاستراتيجية الإسرائيلية في غزة تهدف إلى جعلها غير صالحة للسكن بالنسبة لمعظم الفلسطينيين من خلال تدمير جميع بنيتها التحتية، بما في ذلك المدارس والمستشفيات والمنازل والطرق والمحلات التجارية وكل شيء آخر، وقال أحد المصادر – والذي يشغل منصب استخباري رفيع المستوى – إن إسرائيل من خلال تدمير كل شيء في غزة، تقول للفلسطينيين عمليًا إنه لا يوجد شيء يعودون إليه، مما يجعل مغادرة القطاع أكثر جاذبية لهم.

إنهم يمارسون التطهير العرقي ضد الفلسطينيين وبهذه الطريقة، يحاول الإسرائيليون إجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة طوعًا وتقليل عدد السكان الفلسطينيين مقارنة باليهود الإسرائيليين.

الإسرائيليون لا يخفون خططهم للعودة إلى غزة وبناء مستوطنات غير قانونية هناك

محادثات سرية حول الضفة الغربية

وعلى صعيد متصل، قالت المصادر إن الإسرائيليين يجرون محادثات سرية مع بعض الحكومات، التي امتنعوا عن ذكر اسمها، لقبول اللاجئين الفلسطينيين من غزة بمجرد إجبار الفلسطينيين على مغادرة غزة بأعداد كبيرة. وأضافت المصادر أن هذه المحادثات تجري على قدم وساق بالتوازي مع التدمير الشديد للبنية التحتية لغزة.

وأضافت أنه بمجرد انتهاء الإسرائيليين من غزة، سيحولون انتباههم إلى الضفة الغربية ويفعلون الشيء نفسه من خلال خلق بيئة عنيفة تجبر الفلسطينيين على المغادرة طوعًا حتى لا يغضبوا الرأي العام العالمي إذا تم طردهم من مدنهم بشكل جماعي بأعداد كبيرة.

الحكومة الأمريكية غير مستعدة للضغط على اسرائيل

في الوقت الراهن، حكومة الولايات المتحدة لا تستطيع ولن تضغط على إسرائيل للقيام بأي شيء لا يريد السياسيون الإسرائيليون القيام به، وهذا يرجع إلى أن جميع السياسيين الأمريكيين تقريبًا يعتمدون على الجماعات المؤيدة لإسرائيل والجماعات الدينية للحصول على المال حتى يتم انتخابهم والاحتفاظ بالسلطة، خاصة أثناء هذه السنة الانتخابية.

كما أن جماعات الضغط المؤيدة لإسرائيل، بما في ذلك اليمين المسيحي، جعلت من إسرائيل قضية داخلية وقضية لا يمكن لأي سياسي أمريكي، بما في ذلك رئيس الولايات المتحدة، أن يتجاهلها، وقالت المصادر “إنه ضرب من الجنون أن يتفانى أعضاء الكونجرس الأمريكي في دعم أجندة حكومة أجنبية، وهي إسرائيل، حتى لو تعارض هذا الدعم مع المصالح الأمريكية”.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version