نخبة بوست – رد المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية (NRIAG) بمصر على التصريحات المثيرة للجدل للفنان الشهير محمد صبحي، الذي تصدر اسمه منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، بعدما ادّعى أن الأرض “ليست كروية”.

وقال صبحي، في حوار الخميس الماضي مع برنامج “نظرة” المذاع على فضائية “صدى البلد” المصرية، إن “الأبحاث أثبتت أن الأرض ليست كروية”، فيما وجه سؤالا لأحد الإعلاميين مندهشا “تصور بقى إحنا قعدنا نعمل إيه؟”.

وأضاف الفنان المصري بالقول “بيقولك إن فيه مساحات مأهولة ليست نهاية الأرض بعد القطبين الشمالي والجنوبي”، مستطردا “لا فيه أراضي منعرفهاش (لا نعرفها) ولا استطعنا الوصول إليها”.

وتوقع صبحي أن تشهد الأشهر المقبلة خطورة مناخية -لم يسمّها- وبسؤاله حول القطب الجنوبي، رد الفنان “موضوع القطب الجنوبي لن أتحدث عنه لأنه يحتاج إلى حلقات”، على حد تعبيره.

وردا على تصريحات الفنان محمد صبحي التي أثارت جدلا على المنصات الرقمية في البلاد، دعا المرصد التابع لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي الأوساط الإعلامية والفنية إلى الحرص على عدم نشر ما وصفتها بـ”نظريات المؤامرة”.

كما وجّه المعهد القومي للبحوث الفلكية، الذي يصف نفسه بأنه من أقدم المعاهد والمراكز البحثية في المنطقة العربية والشرق الأوسط، بعدم نشر “العلم الزائف أو غير المستند إلى أصل بحثي”.

وأضاف في تدوينة عبر حسابه بمنصة “إكس” أن علوم الفلك منذ الإغريق مرورا بالحضارة الإسلامية وحتى صعود الإنسان إلى الفضاء أكدت على حقيقة واحدة أن الأرض ليست مسطحة.

وأرفق المعهد التدوينة -التي حققت انتشارا واسعا- بمقطع فيديو يضم خريطة لمصر القديمة، وعلق عليها بالقول “في عام 833، العالم المسلم الخوارزمي يرسم نهر النيل ويحدد توقعه لمكان خط الاستواء، وفي 1037 يبتكر العالم طريقة لحساب قطر الأرض، وفي 1154 يبدأ العالم البيروني موسوعته الجغرافية بشرح كروية الأرض”.

وشغلت تصريحات الفنان المصري الشهير نقاشات رواد منصات التواصل الاجتماعي خلال الساعات الأخيرة، في حين تصدر وسم #محمد_صبحي ضمن الأعلى تداولا على المنصات الرقمية.

وكتب الباحث المساعد بقسم أبحاث الفضاء محمود إسماعيل في تدوينة له “علوم الاتصالات والأقمار الصناعية والشبكات وكل الثورة في التكنولوجيا وعلوم الطيران والسفر بأي وسيلة كانت تعتمد على مبدأ أساسي وهو كروية الأرض، حتى علم الإنترنت اللي أنت قاعد تكتب عليه إن الأرض مسطحة مبني على مبدأ كروية كوكب الأرض!”.

وعلق أحد المدونين قائلا “يا فنان العلم والمعرفة ليست مجرد قراءة من باحث يتكلم، وأنت أستاذ جامعي ينضحك عليك بالسهولة دي! مش مكفيك التاريخ والدول التي أطلقت صواريخها الفضائية والأقمار الصناعية وصوروا لنا الأرض والقمر وبعض الكواكب، كلهم كرويين!”.

وذكر المدون مصطفى حسين عبر حسابه بمنصة إكس “أنا مش فاهم حاجات زي كدا تم حسمها من قرون، ليه حد ممكن ينكرها ويقول الأرض مسطحة وفي عوالم ورا القطبين والهري ده، ليه حد يختار يحط (يضع) نفسه داخل نظرية مؤامرة كبيرة بهذا الشكل!”.

وقال المدون هشام نور “الممثلين الموجودين حاليا معظمهم واضح إنهم مش مثقفين ونادرا لما نلاقي حد منهم عنده فكر أو رؤية جيدة في أي مواضيع عامة، بل عبارة عن مشخصاتي يؤدب الدور المطلوب منه وليس أكثر”، ليرد عليه آخر بالقول “هو مش عيب إن حد يبقى مش مثقف، العيب هو إنك تبقى مش مثقف وتعيش في دور المثقف”.

فيما عقب آخر على رد المعهد قائلا “المعهد القومي للفلك جاب سيرة الإغريق والحضارة الإسلامية، ومجابش سيرة المصريين اللي أسسوا العلم ده وكانوا أول من استخدموا التقويم في التاريخ! نرجو من الوسط الفلكي الحرص على التعلم عن علم الفلك”.

في حين غرد المدون حسام عبد الناصر “سعيد إن جهة علمية تابعة للدولة تتصدى للجهل والخرافة والعلوم الزائفة وتدافع عن العلم الحقيقي. عقبال ما يبقى عندنا مسؤولين عندهم ثقافة علمية ويحرصوا على نشرها في مصر”.

يذكر أن المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية المعروف سابقا بـ”مرصد حلوان” تأسس عام 1839 كمرصد ملكي في بولاق، ثم انتقل إلى منطقة العباسية في عام 1868 قبل نقله إلى الموقع الحالي في حلوان عام 1903.

كما أن المعهد مسجل ضمن قائمة الترشيحات لمواقع التراث الفلكي العالمي بمنظمة الأمم المتحدة للعلوم والثقافة اليونسكو، وفق ما ذكر عبر حساباته الرسمية.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version