مارسيل خليفة يوجه من جرش رسالة تضامنية لـ “غزة” بأغانيه الوطنية

نخبة بوست – أماني الخماش

عاش جمهور مهرجان جرش للثقافة والفنون، في دورته الثامنة والثلاثين، التي تقام تحت شعار “ويستمر الوعد” ليلة استثنائية مع الفنان اللبناني مارسيل خليفة، الذي غنى للأرض والوطن والحرية وللمظلومين، على خشبة مسرح الساحة الرئيسية في المدينة الأثرية في جرش، وسط حضور جماهيري كبير غصت به جنبات المسرح.

وعلى مدى ساعتين، نهل خليفة مع فرقته الموسيقية المكونة من 18 موسيقياً، من أرشيفه الغنائي الكبير، معلناً أن الغناء هو فعل مقاومة بوجه الظلم، مؤكداً أهمية تضامن مهرجان جرش مع أهالي قطاع غزة الذين يتعرضون لإبادة جماعية منذ السابع من تشرين الأول الماضي على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، وقدم لهم مقطوعة موسيقية بعنوان “تانغو لعيون حبيبي” قبل أن يترك المجال لنجله رامي – عازف البيانو في الفرقة – لتقديم مقطوعة موسيقية مهداة لشهداء أهالي قطاع غزة.

رسائل خليفة .. دقيقة صمت ومقطوعة موسيقية لغزة

بحضور وزيرة الثقافة هيفاء النجار والمدير التنفيذي لمهرجان جرش أيمن السماوي، استهل خليفة أمسيته بدقيقة صمت حدادًا على أرواح شهداء غزة، ثم قدم وفرقته الموسيقية باقة من أغانيه ذات الطابع الوطني، والتي كان لها النصيب الأكبر في تقديمها على المسرح، من بينها “أيها المارون بين الكلمات العابرة” وأغنية “منتصب القامة أمشي”.

رامي خليفة، نجل الفنان مارسيل خليفة، سار على خطى والده الذي يعتبر أن الفن هو شكل من أشكال المقاومة، فكان حاضراً في الأمسية من خلال تقديمه مقطوعة موسيقية أهداها لأطفال غزة الشهداء.

اختتم خليفة أمسيته برسالة دعم وتضامن إلى أهل غزة من خلال غنائه “شدو الهمة”، التي تعتبر من أشهر أغانيه الوطنية، فجاءت لتشد من عزيمة الفلسطينيين في هذه الأيام الصعبة

حداد: مارسيل خليفة اختصر الحال العربي والصمت العالمي

وحول حضور الفنان مارسيل خليفة في مهرجان جرش، قالت مديرة تحرير دائرة المنوعات والفن “دروب” في جريدة الدستور الزميلة الصحفية رنا حداد، أن خليفة الذي تردد صدى صوته في أروقة المدينة العتيقة “جرش” أثبت أن الفن هو كلمة وهمّة وشعر جميل يشحن النفس ويجعلها تواقة للنصر والفرح وحب الحياة.

ونوهت حداد إلى أن مارسيل خليفة كتب رسالة إلى غزة الصامدة، قائلاً: “غزة الحبيبة، يا أيها الجرح في صدورنا… يا أيها الفرح المسافر في كلماتنا، وحدنا خذلناك فتركناك تدافعين عن نفسك وعنا… لم نكن هناك بقربك كما كان ينبغي أن نكون.”
ولفتت إلى غناء خليفة لنشيد الموتى من كلمات الشاعر الفلسطيني محمود درويش، حيث غنى بصوته: “عودوا أنّا كنتم غرباء كما أنتم فقراء كما أنتم، يا أحبابي الموتى عودوا حتى لو كنتم قد متّم، يا أحبابي الفقراء يا أحبابي الغرباء كنتم أبداً عظماء.”

واختتمت حداد بقولها “الفنان مارسيل خليفة اختصر الحال العربي والصمت العالمي، وكانت فرصة اللقاء بينه وبين جمهور مهرجان جرش للثقافة والفنون في نسخته الـ 38 مناسبة لاسترجاع ذكرياته مع كلمات الشاعر محمود درويش والشاعر سميح القاسم والشاعر علي فودة وغيرهم من شعراء المقاومة والشعراء الذين كتبوا للوطن.”

سماوي: الأغاني الوطنية تضامن مع غزة

من جهته، بين المدير التنفيذي لمهرجان جرش للثقافة والفنون، أيمن سماوي، أن هذه النسخة من المهرجان مختلفة، فهي تحمل في طياتها توجهين وطنيين: الأول الاحتفال بالمناسبات الوطنية، المتمثلة بدخول المملكة مئويتها الثانية، ومرور 25 عامًا على تولي جلالة الملك سلطاته الدستورية.

وأضاف سماوي “الهدف الثاني يأتي بعنوان التضامن الكامل مع أهل غزة، ومن هذا المنطلق، لا بد أن تبقى شعلة مهرجان جرش مضيئة وأن تكون مسارحها منارة لكافة المثقفين والشعراء والأدباء الأردنيين والعرب.”
وفيما يتعلق بأمسية مارسيل خليفة، بين سماوي أنها كانت مميزة وقد شهدت تفاعلًا كبيرًا بين خليفة والجمهور الذي أتى بشكل خاص لسماعه، لاسيما أن الحفلة شهدت امتلاء المقاعد المخصصة للحاضرين.

وأوضح سماوي أن خليفة عمل خلال الأمسية الغنائية على تقديم باقة من أعماله الغنائية الوطنية العروبية، وصدح بصوته غناء للحب والحياة والمرأة وللصمود، لافتا إلى أن اختيار الفنان مارسيل خليفة لإقامة هذه الأمسية، وتحديدًا في نسخة المهرجان الحالية ذات الصبغة الوطنية، كان موفقًا.

وعن موقف الفنان خليفة من إقامة هذه المهرجانات، أشار سماوي إلى أن خليفة ثمن قيام مهرجان جرش بنسخته الحالية، معتبرًا أن الفن مقاومة، خاصة أن هناك الكثير من الكلمات التي تصدر من قبل الفنانين هي بمثابة رصاصة موجهة للعدو.