يبدو أن حجم الخسائر التي تكبدتها إسرائيل خلال حربها العبثية على قطاع غزة جعلتها تضرب عرض الحائط، باستهدافها كل من يقف وراء حركة حماس من أشخاص وجهات ودول، إذ أعلن الاحتلال الإسرائيلي، أمس، عن استهدافه أحد قادة حزب الله، فؤاد شكر، في الضاحية الجنوبية للعاصمة اللبنانية بيروت، والذي تصفه إسرائيل باليد اليمنى لنصر الله.
ما لم يخفت صدى هذه الحادثة، حتى أعلن بعد ساعات قليلة عن اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، واللافت في الأمر هنا أن الاستهداف جاء بغارة صاروخية على مقر إقامته داخل الأراضي الإيرانية.
بالإشارة إلى موقع حادثة اغتيال هنية؛ فهي منطقة مخصصة للمحاربين القدامى، وتُعد من أكثر المناطق أماناً وتعقيداً، مما يجعل الوصول إليها أمراً صعباً.
هذه الخروقات الأمنية الإسرائيلية التي طالت إيران، جعلتها تبدو دولة هشة وعاجزة عن رد اعتبارها؛ بدءًا من استهداف سفارتها في العاصمة السورية دمشق، مرورًا باغتيال رئيسها السابق إبراهيم رئيسي، وصولًا إلى استهداف قادة حلفائها في المنطقة؛ حيث تعتبر تلك الحوادث “إهانة ورسالة كبيرة” للحرس الثوري الإيراني، وللمرشد الأعلى علي خامنئي، ولحزب الله في لبنان، لاسيما وأنها وقعت في عقر دارهم.
المتابع السياسي للمشهد يرى أن الحادثتين (اغتيال هنية وشكر) تبعثان في ثناياهما رسائل قاسية لرأس الهرم الإيراني علي خامئني مفادها بأن إسرائيل قادرة على الوصول إلى المرشد الأعلى نفسه وإلى حسن نصرالله، لكنها ما زالت ملتزمة بحدود قواعد الاشتباك معهم، وأنها قادرة على تجاوز الحدود ريثما أردت
بلا شك الرسائل قد وصلت للمعنيين في إيران ولبنان، والرد ما زال ينتظر منهم، وعليه يمكن التنبؤ بأن الأمور قد تتجه باتجاهين: الأول نحو التسويات الكبيرة ومفاوضات، أو جر المنطقة نحو حرب شاملة، وهذا أقرب لأن يكون مستبعدًا في الفترة الراهنة.
يرى الكثيرون أن إسرائيل من خلال هذه الحادثة نالت الهدف الذي تسعى له، وهو إعادة هيبتها أمام الرأي العام الإسرائيلي، فبالنسبة لنتنياهو، يعتبر نفسه أنه حقق انتصارًا، ولا مانع لديه الآن من إنهاء حربه في غزة.
اكتشاف المزيد من نخبة بوست
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
