تحليل “نخبة بوست” لسيناريوهات الرد الإيراني المحتملة على اسرائيل

نخبة بوست – المحرر السياسي

يترقب العالم الرد الإيراني ( المفاجيء والمزلزل) على جريمة اغتيال القائد اسماعيل هنية في طهران وفق التصريحات الإيرانية المتتالية؛ والاستعدادات الإسرائيلية للرد على هذا الرد إن لم يكن استباقه.

هذا الرد المنتظر منذ الأسبوع الماضي، أصبح اليوم حديث العالم بالتحليل والتوقعات للسناريوهات المتاحة؛ وفي هذا الصدد تقدم “نخبة بوست” قراءة لسيناريوهات الرد الإيراني المحنملة، والتي يمكن تلخيصها وفقا لما يلي:

السيناريو الأول

وهو العودة إلى الأسلوب الذي اتبعته إيران في نيسان الماضي، من خلال إطلاق مسيّرات وصواريخ عبر الأجواء الأردنية والسورية، ولكن بكثافة أكبر ولفترة أطول قد تصل إلى ثلاثة أيام.

هذا الخيار له إيجابيات عديدة لإيران، منها الجانب المعنوي والسياسي بقدرتها على الوصول، ولكنه غير مفيد عسكريًا، إذ يُعتبر خسارة مباشرة بسبب فقدان عدد كبير من المسيّرات والصواريخ بعيدة المدى، لاسيما وأن التجربة السابقة أثبتت أن النسبة الأعظم من هذه المسيّرات والصواريخ تم إسقاطها قبل الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية، وفقًا لخبراء، مما يعني أنها تُعتبر مجرد تصريحات إعلامية وسياسية غير مفيدة عسكريًا وغير مؤثرة

السيناريو الثاني

سيناريو الحرب الشاملة باستخدام أربع جبهات: اليمن ولبنان وسوريا وإيران مباشرة، وهو السيناريو “الأصعب” إذا تم تنفيذه، لكن المعادلات السياسية الحالية تشير إلى أنه غير متاح بسبب قدرة إسرائيل على شن حرب شاملة على لبنان، ووجود البوارج الأمريكية في السواحل اللبنانية، مما قد يعني أن اندلاع حرب كبرى في المنطقة ليس مرغوبًا من قبل أحد.

بوارج أمريكية في طريقها للسواحل اللبنانية

السيناريو الثالث

الاحتمال الثالث للرد الإيراني المرتقب، فيكمن بتنفيذ اغتيالات لإسرائيليين في مناطق مختلفة من العالم، إلا أن هذا السيناريو سيكون محرجًا للدولة الإيرانية من حيث انتهاك سيادة الدول وزيادة أزمتها وعزلتها عن العالم، لذا يُعتبر هذا السيناريو مستبعدًا.

السيناريو الرابع

وضمن هذا الاحتمال؛ تنفيذ اغتيالات داخل الأراضي الإسرائيلية، حيث يرجح بعض الخبراء هذا السيناريو، لكنه ليس سهل التطبيق نظرًا لتحصين الجبهة الداخلية الإسرائيلية والحماية الشديدة للشخصيات الهامة، وصعوبة اختراق أي من الشخصيات السياسية البارزة.

وزير الأمن القومي لدى الاحتلال الإسرائيلي إيتمار بن غفير

السيناريو الخامس

الاحتمال الأخير؛ هو استخدام البحار مثل البحر الأبيض المتوسط والبحر الأحمر، لتقريب المسافات وتحقيق أهداف مباشرة بقدرة الوصول إلى الأهداف العسكرية.

ولكن، في هذا الاتجاه، سيكون الرد محدودًا نظرًا لأن قدرة الحمولات البحرية العسكرية قد تكون غير كافية لإشعال حرب برية، حيث تعتمد على حمولات محددة قد تكون مؤثرة عسكريًا لكنها غير قادرة على الاستدامة.

الخلاصة : سيناريوهات الرد محدودة ..

السيناريوهات الإيرانية للرد ليست كثيرة، بل محدودة، وتكرار استخدام وصف “مفاجئ ومزلزل” قد يضعف الرد الإيراني قبل أن يبدأ.

إيران لا تمتلك الكثير من الخيارات مقابل الإهانة الكبرى التي وجهت إليها، مثل اغتيال إسماعيل هنية داخل مناطق أمنية إيرانية أو اغتيال فؤاد شكر في منطقة عسكرية مغلقة لحزب الله

الردود تأتي من باب المعنويات والسياسة؛ وقد تكون إيران أخطأت برفع سقف توقعات شعوب المنطقة حول طبيعة الرد؛ مما قد يُحبط المؤيدين والمناصرين لها عند تنفيذه.

وعلى الأرجح، سيكون التصعيد الإعلامي موجهًا لرفع مستوى أي اتفاق قادم، وإشعار الجانب الإسرائيلي وحلفائه بأن إيران لن تقبل بأي ثمن مقابل ما حدث من اغتيال هنية على أراضيها؛ مما قد يعيد ترتيب طاولة المفاوضات؛ وبما يخدم مشروعها في المنطقة وحماية مشروع الطاقة النووية الخاص بها.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version