نخبة بوست – المحرر السياسي

قال المحامي والنائب السابق مصطفى ياغي إن الحملات الانتخابية لمجلس النواب العشرين تفتقر حتى الآن إلى البرامج الحقيقية وتكتفي بالشعارات فقط؛ جاء ذلك خلال استضافته في برنامج “صوت الأردنية” الذي يُبث عبر إذاعة الجامعة الأردنية.

وأوضح ياغي أن هذا الأمر يُشكّل خللاً في العملية الانتخابية، إذ يُفترض أن تعتمد الأحزاب والقوائم على برامج واقعية تلامس احتياجات المواطنين وتقدم حلولاً للمشكلات التي تواجههم، كما أبدى قلقه من غياب البرامج الانتخابية حتى الآن.

البرامج الانتخابية تعطي مؤشرا على آداء الأحزاب

على صعيد متصل، قسّم ياغي مسألة البرامج الانتخابية إلى شقين: الأول يتعلق بالقوائم الحزبية العامة، حيث انتقد غياب البرامج الواضحة من هذه الأحزاب، مشيرًا إلى أن المواطنين يجب أن يختاروا مرشحيهم بناءً على البرامج وليس بناءً على الأشخاص.

وأكد ياغي أن هذا كان الهدف الرئيسي من تحديث المنظومة السياسية ووضع قانون للأحزاب وقانون انتخاب جديد، حيث كان يُفترض أن تتقدم الأحزاب برؤى وأفكار حقيقية قابلة للتطبيق، لكن الواقع يظهر عكس ذلك.

أما الشق الثاني، فقد تطرق إلى القوائم المحلية، حيث رأى أن هذه القوائم ينبغي أن تعتمد على برامج تلبي احتياجات المواطنين على المستوى المحلي، ومع ذلك، حتى هذه اللحظة، لا توجد برامج ملموسة، بل هناك غياب كامل للرؤى التي من المفترض أن تقدمها الأحزاب والقوائم الانتخابية.

وتطرق ياغي في حديثه إلى التحديات التي تواجه الأحزاب في تقديم برامج انتخابية واضحة، وأوضح أن قوة الأحزاب لا تُقاس بعدد أعضائها بقدر ما تُقاس بعدد مؤيدي أفكارها، مشيرا إلى أن بعض الأحزاب تسعى لزيادة عدد الأعضاء دون التركيز على زيادة عدد مؤيدي الفكرة، وهو ما يعتبره نهجًا خاطئًا، فعلى سبيل المثال، ذكر أن أحد الأحزاب لديه 1218 عضوًا، لكنه لا يمتلك أي تأثير في الشارع الأردني، مما يعكس عدم فعالية التركيز على الكم دون الجودة.

ولفت ياغي إلى أن البرامج الانتخابية يجب أن تكون لديها أدوات وروافع تُمكّنها من التطبيق الفعلي على أرض الواقع، وأكد أنه من واجب الأحزاب أن تشرح للمواطنين آلية عملها وتوجهاتها، مما يُتيح للمواطنين القدرة على محاسبة الحزب إذا لم يحقق وعوده الانتخابية بعد انتهاء فترة ولايته.

دور التجربة الحزبية الجديدة

على صعيد متصل، أبدى ياغي رأيه في التجربة الحزبية الجديدة في الأردن، مشيرًا إلى أنها ليست جديدة تمامًا، حيث سبق وأن شهد مجلس النواب السابع عشر وجود سبعة أمناء عامين لأحزاب تحت القبة، ما يعكس تاريخًا للحياة الحزبية في البلاد، لكن رغم هذا، يرى أن بعض الأحزاب الجديدة ما زالت تكرر أخطاء الماضي ولا تقدّم رؤى جديدة تلبي طموحات الشارع الأردني.

واختتم ياغي حديثه بالتأكيد على أن الحياة الحزبية في الأردن بحاجة إلى تعزيز وتجديد، وأن على الأحزاب تقديم برامج انتخابية حقيقية تُمكّنها من تلبية احتياجات المواطنين وتحسين أوضاعهم المعيشية، مشددا على ضرورة أن تحمل الشعارات الانتخابية وعودًا حقيقية يمكن تحقيقها خلال فترة السنوات الأربع المقبلة، وإلا فإن الناخبين سيُطالبون بمحاسبة تلك الأحزاب على تقصيرها في الوفاء بوعودها.

خلاصة القول: يعكس حديث ياغي التحديات الكبيرة التي تواجه العملية الانتخابية في الأردن، ويسلط الضوء على الحاجة الماسة لوجود برامج انتخابية واقعية تضمن تحقيق التنمية والاستقرار السياسي في البلاد.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version