نخبة بوست – شذى العودات

شهدت المنطقة في الآونة الأخيرة موجة متصاعدة من التوترات بين إيران وإسرائيل، والتي كانت تُغذيها سلسلة من الاغتيالات والعمليات العسكرية المستهدفة، ومن بين الأحداث البارزة التي أثارت ردود فعل إيرانية قوية، كان اغتيال إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، والذي كان يُعتبر هدفًا مهمًا لإسرائيل نظرًا لدوره القيادي في المقاومة الفلسطينية.

وفي هذا المحور، أثار اغتيال الشهيد هنية في طهران تساؤلات عدة حول مدى تأثيره على السياسة الإيرانية تجاه إسرائيل، وما إذا كان الرد الإيراني قد انتهى أو أنه دخل في مرحلة جديدة من التصعيد !؟

إسماعيل هنية

ومع استمرار المناوشات بين إسرائيل وإيران وتزايد التحليلات السياسية حول مستقبل الصراع في المنطقة، يظل الوضع متأرجحًا بين التصعيد والتهدئة؛ ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل انتهى التهديد الإيراني لاسرائيل أم أن التوعد بالرد لا زال قائما ؟

من جانبه، قال المحلل السياسي شادي مدانات في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” إن المعركة لا تزال مفتوحة وأن الرد من إيران على الاستفزازات الإسرائيلية “قادم لا محالة”، مؤكدا أن التهديد الإيراني لا زال قائماً والرد سيكون مدروسًا وقويًا، لا سيما و أن الاستراتيجية الحالية تهدف إلى إبقاء إسرائيل في حالة توتر وارتباك.

هذه المعركة ليست ضد إسرائيل وحسب، بل تشمل الظروف الإقليمية والدولية المحيطة، إلا أن توقيت الرد الإيراني يعتمد على اعتبارات عسكرية وسياسية معقدة

حزب الله والاستراتيجية العسكرية

على صعيد متصل، أوضح مدانات أن حزب الله اللبناني يعمل باحترافية عالية، ويترك الأمور غير واضحة عن عمد، مما يعزز من حالة التوتر في إسرائيل، لافتا إلى أن الدعم الأمريكي والغربي لإسرائيل هو أحد العوامل التي تزيد من التوتر في المنطقة.

ومع ذلك، أكد مدانات أن هذه الاستراتيجية تُعتبر ناجحة من قبل حزب الله، حيث تأتي “الرسائل الصاروخية” والتهديدات كرد على الاعتداءات الإسرائيلية.

توقيت الرد وحساسيته

ومن وجهة نظر مدانات، يعتمد توقيت الرد الإيراني على اعتبارات مدروسة بعناية، ويشير إلى أن بنك الأهداف موجود بالفعل لديهم، لكن اختيار الهدف يتطلب دراسة دقيقة، فعلى سبيل المثال، قد يتم استهداف شخصية عسكرية بارزة في تل أبيب ردًا على استهداف شخصية مماثلة في الضاحية الجنوبية لبيروت، وهنا حذر مدانات من أن الرد الأقل قد يُفهم على أنه ضعف، في حين أن الرد الأقوى قد يؤدي إلى اندلاع حرب شاملة.

التهديدات الأمريكية والسياسة الإسرائيلية

ويرى مدانات أن التصريحات الإيرانية التي تؤكد على أن الرد سيكون حتميًا قد تكون نتيجة لتلقي طهران تهديدات من الولايات المتحدة، وبين أن عدم الرد، خصوصًا من حزب الله، يشكل خطرًا أكبر من الرد نفسه، حيث يمكن أن يُفسر ذلك كإشارة لإسرائيل بأنها تستطيع التمادي أكثر في عدوانها.

من جهة أخرى، اعتبر مدانات أن إسرائيل هي الجهة الوحيدة في المنطقة التي تسعى إلى حرب مفتوحة، حيث ترى فيها فرصة لإعادة ترتيب الأوراق في المنطقة، بمساعدة أمريكا والغرب، لافتا إلى أن مثل هذه الحرب لن تؤدي إلى إزالة إسرائيل أو تحرير فلسطين، بل ستتسبب في دمار شامل لجميع الأطراف.

بنيامين نتنياهو – جو بايدن

المعركة مستمرة ..

واختتم مدانات حديثه بالتأكيد على أن الحرب والمعركة لا تزال مفتوحة، وأن الرد من حزب الله أو إيران قادم، مشيرا إلى أن استراتيجية الغموض التي تتبعها إيران أثبتت فعاليتها حتى الآن، حيث وضعت إسرائيل في حالة توتر وارتباك كبيرين، كما أن تصريحات القادة الإسرائيليين تكشف عن حالة الارتباك التي يعيشها هذا الكيان. وشدد مدانات على أن عنصر المفاجأة قد يلعب دورًا كبيرًا في الرد القادم، لكن المؤكد أن الرد سيأتي وسيكون قويًا وموازيًا للعدوان، لأن عدم الرد سيجعل إسرائيل تتمادى في عدوانها.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version