نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية

قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله لخطاب رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية (أمان) الجديد للاحتلال الاسرائيلي، الجنرال شلومي بيندر، الذي تحدث أمس أثناء حفل تسلّم منصبه الجديد بأن تصريحات بيندر حول “خطة استخبارات جديدة سنركز فيها على كل الوسائل الاستخبارية لتحقيق أهدافنا بعيدة المدى” ذات دلالات عدة.

وأشار أبو زيد إلى أن خطاب بيندر الذي توله منصبه خلفا لـ “أهرون هاليفا” الذي استقال إثر إخفاقات استخبارية في غزة، يحمل نقطتين مهمتين في هذا السياق، الأولى تتعلق بعبارة “كل الوسائل”، ما يعني العودة إلى الاعتماد على الاستخبارات البشرية بدلاً من الاستخبارات الفنية، التي بدأت أجهزة الاستخبارات تعتمد عليها منذ عام 2015، عندما وضع رئيس الأركان آنذاك، غادي آيزنكوت، استراتيجية “جدعون” التي أعادت هيكلة الجيش وأجهزة الاستخبارات بالاعتماد على التكنولوجيا أكثر من العنصر البشري، بالإضافة إلى الاعتماد على الاستخبارات الفنية أكثر من الاستخبارات البشرية. هذا الأمر، وفقًا لأبو زيد، ظهرت سلبياته في عمليات غزة، حيث فقدت أجهزة الاستخبارات القدرة على صياغة تقدير موقف استخباراتي يدعم خطة العمليات هناك.

وأضاف بقوله: أنه بالنظر إلى خلفية الجنرال بيندر، الذي كان يشغل منصب قائد شعبة العمليات، وهي الأقسام التي تدير العملية الاستخبارية وليست المسؤولة عن تحليل المعلومات الاستخبارية، على عكس الرئيس السابق للجهاز، الذي كان يرأس شعبة التحليل، يمكن الاستنتاج أن الرئيس الجديد للجهاز سيعتمد خلال المرحلة القادمة على الجانب الاستخباري العملياتي القائم على الاستخبارات البشرية (HUMINT) أكثر من الاعتماد على الاستخبارات الفنية التي فشلت في رسم خطة استخباراتية فعالة.

وتعزز هذا التقييم، حسب أبو زيد، عدة مؤشرات، حيث نشرت مؤخراً مواقع إخبارية أن استخبارات الاحتلال بدأت تتواصل مع بعض أهالي غزة تحت غطاء منظمات إنسانية، ثم تتوسع بمحاولة تجنيدهم، في مؤشر على أن عمليات البحث عن مصادر بشرية (عملاء) داخل غزة قد بدأت. كما نشرت صحيفة “وول ستريت جورنال” تقريرًا تحدثت فيه عن زيادة اعتماد الاستخبارات العسكرية على العناصر البشرية أو المعلومات التحقيقية من المعتقلين من غزة.

مما يشير، حسب أبو زيد، إلى أنه مع تسلم الرئيس الجديد لجهاز (أمان)، جرى إعادة تقييم للخطة الاستخباراتية التي فشلت في غزة في بناء بنك أهداف أو الوصول إلى الأسرى أو أماكن تواجد القيادات أو تفكيك منظومة القيادة والسيطرة لكتائب المقاومة. ما يعني، وفق حديث الرئيس الجديد لجهاز الاستخبارات العسكرية، أننا سنكون أمام مرحلة استخباراتية جديدة تحاول الاعتماد على الاستخبارات البشرية بدلاً من الفنية، في محاولة لاستعادة القدرة على دعم العمليات العسكرية استخبارياً، بالاعتماد على منظومة العملاء لتحقيق إنجاز يمكن من خلاله إنهاء العملية العسكرية في غزة.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version