نخبة بوست – أماني الخماش

شن حزب الله اللبناني فجر اليوم هجومًا نوعيًا واسع النطاق، استهدف من خلاله العمق الإسرائيلي بعدد كبير من الصواريخ والطائرات المسيرة الانقضاضية، كما تمكن من تحقيق إصابات مباشرة في مواقع وثكنات عسكرية إسرائيلية حساسة، جاء ذلك ردًا على اغتيال الرجل الثاني في حزب الله، فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت الشهر الماضي.

وبحسب بيان صادر عن الحزب، فإن هذه العمليات تأتي ضمن إطار تسهيل عبور الطائرات المسيرة الهجومية نحو أهدافها في العمق الإسرائيليي، وأوضح البيان أن عدد الصواريخ التي أُطلقت تجاوز 320 صاروخًا، حيث استهدفت 11 قاعدة وثكنة عسكرية في مناطق الشمال، بالإضافة إلى مواقع في الجولان السوري المحتل.

وبعد صدور تصريحات من الجانب الإسرائيلي بشأن قيامه بضربة استباقية لهجوم حزب الله، نفى الأخير صحة هذه الادعاءات، وأكد أن الاستهدافات حققت أهدافها بالكامل، مشيرًا إلى أنه سيكشف عن تفاصيل الهجوم في بيان لاحق.

هجوما استباقيا وإعلان حالة الطوارئ في إسرائيل

بالتوازي مع ذلك، أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ ورفعت مستوى جاهزيتها العسكرية، كما أعلنت عن تنفيذها هجومًا استباقيًا بمشاركة 100 طائرة حربية، استهدفت من خلالها منصات تابعة للحزب. في المقابل، أكد حزب الله أنه في حالة تأهب واستعداد لأي هجوم قد تقوم به إسرائيل، مشيرًا إلى أنه سيتصدى بقوة لأي تجاوز أو اعتداء إسرائيلي.

وفي إطار الأحداث المتلاحقة، عقد الكنيست الإسرائيلي جلسة طارئة ترأسها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، الذي أعلن أن إسرائيل عازمة على بذل كل ما في وسعها لإعادة سكان مستوطنات الشمال بسلام إلى منازلهم، مؤكدًا التزامهم بقاعدة “من يؤذينا نؤذِه”.

أبو نوار: القوة هي التي تحكم الميدان .. وهجوم حزب الله يشكل ورقة ضغط

وفي هذا السياق، قال الخبير العسكري اللواء المتقاعد مأمون أبو نوار في تصريح خاص لـ ” نخبة بوست” إن المنطقة كانت تعيش حالة ترقب بانتظار الرد، وكانت تمر بمرحلة تُسمى “لعبة الانتظار”، إلا أن حزب الله تمكن من تحقيق معادلة الردع في هجومه الأخير.

وأشار أبو نوار إلى أن صواريخ حزب الله وطائراته المسيرة أصبحت تكافئ قدرات وقوة السلاح الجوي الإسرائيلي، مما أدى إلى تغير مفهوم الحرب بشكل عام، لافتا إلى أن السيطرة الجوية المطلقة التي كانت تحظى بها إسرائيل قد تقلصت، وحزب الله في هذا السياق، لا يحتاج إلى رادارات مما جعله يقلل من مفهوم السيطرة الجوية الإسرائيلية في المنطقة عبر استخدام الأسلحة الجديدة.

العملية التي قام بها حزب الله تشكل ورقة ضغط توضع على طاولة المفاوضات، مفادها أن المحور قادر على الوقوف أمام إسرائيل

وأوضح أبو نوار أن سيناريو هجوم حزب الله يشبه ما حدث في ليبيا وأذربيجان، حيث تم استخدام الطائرات المسيرة التي غيرت معادلة المعركة، فالطائرات المسيرة بدأت تلعب دورًا كبيرًا ضمن الأسلحة المشتركة، مثل الكاتيوشا والصواريخ الباليستية.

وفيما يتعلق بعملية الردع، أشار أبو نوار إلى أن حزب الله تمكن من ردع إسرائيل، ولكن ضمن منطقة جغرافية محددة، في محاولة منه لتجنب توسيع الرقعة الجغرافية للعمليات العسكرية، مما قد يؤدي إلى التصعيد. ومع أن حزب الله لجأ إلى استخدام صواريخ الكاتيوشا ذات القدرة التدميرية، إلا أنها لا تحقق الدمار المطلوب.

ولفت أبو نوار إلى أنه بالرغم من عدم وجوب الاستخفاف بقوة العدو الإسرائيلي، إلا أن العملية التي قام بها حزب الله خلقت معادلة تساوي بين ما يمتلكه حزب الله من قوة صاروخية وطائرات مسيرة وبين قدرات الدفاع الجوي الإسرائيلي، مما سيؤدي إلى منع أي محاولة للتصعيد من قبل إسرائيل.

وأضاف بقوله: إن حزب الله، من خلال نشره مقاطع “الهدهد 1” و”الهدهد 2″، التي لعبت دورًا كبيرًا في كشف المناطق الاستراتيجية في إسرائيل وتحديد النقاط المستهدفة، قد يلجأ إلى إطلاق هدهد جديد لتقييم نتائج الضربات وأثرها، وتحسين أدائها في المستقبل.

فرضية توسع الحرب لا تزال ضئيلة، والضربة التي وجهها حزب الله كانت مؤثرة وعملت على ردع إسرائيل، وأرسلت رسالة مفادها أن الخطوات التي قامت بها إسرائيل، مثل الضربة الاستباقية، لن تجدي نفعًا، ومعادلة القوة هي التي تحكم الميدان

أما بالنسبة للرد المحتمل من قبل إسرائيل، فأوضح أبو نوار أنه لن تكون هناك عمليات برية، لأن التوجه إلى هذا السيناريو يعني خسارة إسرائيل. فما أظهره حزب الله من خلال أنفاق “عماد 4” العابرة للحدود كان بمثابة رسالة ردع من الصعب على إسرائيل تخطيها. وبالرغم من فرضية أن سلاح الجو الإسرائيلي نفذ 2500 طلعة جوية في يوم واحد، إلا أن ذلك لن يؤثر على نتائج المعركة.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version