طلب: تهجير اللاجئين إلى الأردن له كلف سياسية عالية؛ وإسرائيل تهدف إلى إنهاء بؤر المقاومة في الضفة

نخبة بوست – أماني الخماش

فرض إعلان الضفة الغربية ميدانًا للقتال معطيات عسكرية جديدة في السياسة المتبعة من قبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية في التعامل مع بؤر المقاومة في الضفة الغربية، وذلك وفقا لما أوردته الصحيفة العبرية “يسرائيل هيوم” بتحويل الضفة الغربية إلى ساحة قتال “ثانية” بعد أن كانت توصف بساحة “ثانوية”.

وعرضت الصحيفة في تقريرها سيناريوهات تتحدث عن شن عمليات عسكرية تهدف إلى معالجة جميع أنحاء الضفة ومخيماتها بشكل جذري، وبحسب الصحيفة أصبحت الضفة الغربية معضلة أمنية كبيرة تواجه الجيش الإسرائيلي، مما يستدعي شن حملات عسكرية في إطار سياسة “جز العشب” لضمان عدم تكرار سيناريو طوفان الأقصى من جهة الضفة الغربية.

وكانت إسرائيل قد أعلنت منذ أسبوع عن انطلاق عملية عسكرية كبرى تستهدف ثلاثة مواقع في شمال الضفة الغربية، وهي جنين، طولكرم، وطوباس، وقد أسفرت هذه العملية عن ارتقاء 29 شهيدًا.

مساعٍ إسرائيلية للسيطرة على الضفة الغربية

في خطوة وصفت بالاستفزازية، عرض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الاثنين، خلال مؤتمر صحفي، خريطة خلت من وجود الضفة الغربية، في إشارة إلى المخططات التي تُبذل لضم الضفة الغربية إلى أراضي 1948.
من جانبها، صرحت الخارجية الفلسطينية في بيان لها أن نتنياهو يتجاهل جهود الشرعية الدولية الرامية إلى وقف الحرب على غزة، وأكدت أن ما يحدث هو تجسيد لمحاولة نفي الوجود الفلسطيني وحقه في أرضه.

مآلات إعلان اسرائيل الضفة الغربية ساحة ثانية للقتال ..
توسع المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية

تصفية المقاومة تعني تصفية القضية الفلسطينية

وفي هذا السياق، أوضح الصحفي والمحلل السياسي رجا طلب في تصريح خاص لـ نخبة بوست أن لدى إسرائيل خطة تهدف إلى إنهاء بؤر المقاومة في الضفة الغربية، خاصة في مدن شمال الضفة ومخيماتها، بما فيها مخيم جنين، التي كانت تمثل نقاطًا ساخنة لمقاومة الاحتلال والتصدي له في مناسبات متعددة. ورغم محاولات آرئيل شارون القضاء على مخيم جنين في عام 2002، إلا أن المخيم بات يشكل تحديًا كبيرًا للاحتلال، مما يعني أن فكرة القضاء العسكري على المقاومة غير واقعية.

وفيما يتعلق بمخططات الاحتلال التي تستهدف الضفة في هذه المرحلة، بيّن طلب أن المعطيات تشير إلى ما هو أبعد بكثير من القضاء على المقاومة، ويمكن تسميتها بعملية “التطهير العرقي”.

طلب: عنوان “المخيمات الصيفية” الذي أطلقه الإسرائيليون على عملياتهم العسكرية في المخيمات يشير إلى أن هذه المخيمات، حسب الفكر العسكري الإسرائيلي، هي مخيمات موسمية وستتم إزالتها، في محاولة لإنهاء هذه المخيمات ومنع بقائها كحاضنة شعبية للمقاومة

وأوضح طلب أن ما جاء على لسان وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش يُظهر أن “خطة الحسم” تهدف إلى تهجير اللاجئين خارج الضفة الغربية لسببين: أولهما، محدودية مساحة الضفة الغربية؛ وثانيهما، أن أي مكان سيتواجدون فيه داخل الضفة سيصبح بؤرة ساخنة.

ولفت إلى أن المؤشرات تدل على احتمالية نجاح الحكومة الإسرائيلية في ذلك ما لم تواجه بإرادة دولية وإقليمية رادعة، فهي تمتلك القدرة على تحويل الضفة إلى “غزة ثانية”.

تداعيات إعلان الضفة ميدانًا للقتال

وأشار طلب إلى أن تهجير اللاجئين من المخيمات يعني القضاء على رمز اللجوء، فاللاجئون يشكلون ديموغرافية كبيرة، وتهجيرهم قد يشمل ثلاثة أماكن: الأردن، صحراء النقب، أو غزة. ويمكن الاستدلال على هذه المعطيات من خلال كتابات بعض المحللين والسياسيين الإسرائيليين.

وأضاف طلب قائلاً: “تهجير اللاجئين إلى الأردن له كلف سياسية عالية، وهناك انتباه من قبل الأردن لذلك، وقد حذر جلالة الملك عبدالله من تداعيات هذا السيناريو، فالتهجير يعني “الوطن البديل”‘”، والذي بدوره سيهدد أمن واستقرار الأردن”.

“خطة الحسم” هي محاولة أخرى من قبل الاحتلال لتصفية القضية الفلسطينية، وإذا انتهت المقاومة في غزة وفي الضفة، فستتم تصفية القضية الفلسطينية بالكامل، علما بأن جبهة الضفة ليست واسعة، وهي أسهل من جبهة غزة


واختتم طلب حديثه بقوله: إن الجبهة الشمالية هي مرحلة ما بعد غزة وفقًا لعقلية من يفكر عسكريًا في إسرائيل، لكنها ليست الآن، ومع ذلك، يسعى نتنياهو لفتح جميع الجبهات في آن واحد لرغبته في إطالة أمد الحرب حتى تصدر نتائج الانتخابات الأمريكية، حيث يسعى للحفاظ على الائتلاف الحكومي، فكلما طال أمد الحرب، زاد بقاء حكومة نتنياهو، حيث يُعتبر التطرف وقتل الفلسطينيين ورقة رابحة بيد الحكومة لضمان استمرارها.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version