نخبة بوست في لقاء صحفي أجراه الكاتب و الصحفي علي سعادة مع رئيس الوزراء الأردني الأسبق، طاهر المصري، أكد فيه أن “فلسطين لا يمكن أن تتحرر إلا من خلال المقاومة، وأن الصراع مع دولة الاحتلال سيستمر لسنوات طويلة”. وأوضح المصري أن “المقاومة هي السبيل الوحيد للتحرر، لأن دولة الاحتلال نشأت على أساس أيديولوجي استيطاني توسعي، تمثله الحركة الصهيونية التي هي أساس وجود هذا الكيان”.

وأشار المصري إلى أن “ما قامت به دولة الاحتلال في الأشهر الماضية في قطاع غزة والضفة الغربية هو غير مسبوق في تاريخ البشرية، حيث ارتكبت جرائم بشعة أمام أنظار العالم الذي يقف مكتوف الأيدي أو يشارك بعض الدول بتقديم الدعم المالي والعسكري والسياسي”.

وأضاف: “ما تقوم به دولة الاحتلال ليس أمرًا جديدًا أو سريًا، فقد أعلنوا منذ البداية عن نواياهم تجاه فلسطين والعالم العربي. ومنذ خمسين عامًا، ونحن نسمع عن خططهم للضفة الغربية وقطاع غزة ومحاولاتهم لاختراق الوطن العربي والإسلامي عبر التطبيع والعلاقات الثنائية”.

وفيما يتعلق بالتهديدات المحتملة للأردن، شدد المصري على ضرورة التعامل بجدية وبطريقة مدروسة مع الممارسات الإسرائيلية، مؤكدًا أن الأردن يلتزم بالتعامل مع القضية الفلسطينية عبر الشرعية الفلسطينية المتمثلة في منظمة التحرير والسلطة الفلسطينية، مع ضرورة إعادة النظر في بعض السياسات والانفتاح على باقي القوى الفلسطينية المقاومة.

وأضاف: “الأردن في مواجهة مباشرة مع دولة الاحتلال، وعلينا أن نهيئ أنفسنا بإقامة دولة حديثة تربطها علاقات مؤثرة مع المحيط العربي والقوى الدولية، مع الأخذ بعين الاعتبار نوايا الدولة المحتلة في مجالات مثل الطاقة والمياه وشبكة الطرق، والعمل على مشاريع مترابطة ومتكاملة”.

وسبق للمصري أن شغل منصب رئيس الحكومة الأردنية عام 1991، ورئاسة مجلس النواب بين عامي 1993 و1994، ورئاسة مجلس الأعيان بين عامي 2009 و2013. كما تولى عدة مناصب وزارية ودبلوماسية، وترأس لجان وطنية أردنية.

وفي حديثه عن واقع الأمة العربية، تساءل المصري بمرارة: “كيف نجحت دولة الاحتلال في فصل العرب عن القضية الفلسطينية؟” مشيرًا إلى أنها “تروج لإمكانية إقامة علاقات مع العالم العربي من وراء ظهر الفلسطينيين، وقد تعاملت مع العرب بشكل ثنائي، مما أدى إلى إضعاف الموقف العربي الجامع، حتى أن جامعة الدول العربية، رغم ضعفها، كانت تلعب دورًا مهمًا في إيجاد موقف عربي موحد من فلسطين، لكنها انتهت الآن”.

وأوضح أن دولة الاحتلال تتعامل مع كل دولة عربية بشكل منفرد، مما أضعف الموقف الفلسطيني، لدرجة أن بعض الدول العربية بدأت تنظر إلى حق دولة الاحتلال في الدفاع عن نفسها.

وأضاف المصري: “في السابق، كان هناك نوع من الردع والغطاء العربي، حتى لو كان شكليًا، وقد تمثّل ذلك في المبادرات الجماعية لحل القضية الفلسطينية، مثل مبادرة الملك فهد بن عبد العزيز عام 1981، ومبادرة السلام العربية التي طرحها الملك عبد الله بن عبد العزيز عام 2002. وكان هناك نوع من الالتزام العربي ولو بالحد الأدنى سياسيًا”.

وأشار المصري إلى أن خمس دول عربية تقيم علاقات كاملة مع دولة الاحتلال، وهي مصر والأردن والمغرب والإمارات والبحرين، بينما توجد علاقات غير مباشرة وغير معلنة مع بعض الدول العربية الأخرى.

وحول موقفه من الوضع في فلسطين والموقف الدولي مما يجري في غزة، أشار المصري إلى أن “تل أبيب ليست مدعومة من الولايات المتحدة فقط، بل تلعب بعقل أمريكا”. وأضاف: “بعد أن شاهدت أمريكا هشاشة دولة الاحتلال أمام المقاومة في السابع من أكتوبر الماضي، قررت حمايتها بالتحديد الدول الاستعمارية مثل الولايات المتحدة، بريطانيا، ألمانيا، إيطاليا، أستراليا، كندا، وفرنسا”.

وأكد المصري أن “الغرب لا يريد التخلي عن الحصن الصهيوني الذي بناه، وسيقاتلون من أجل الحفاظ عليه. وإذا حققت المقاومة هدفها، فإننا سنكون أمام مرحلة تاريخية جديدة يتم فيها القضاء على آخر قلاع الاستعمار القديم. وهذا ليس مستحيلاً، فقد بدأت دول أفريقيا في طرد فرنسا من أراضيها، ودول أخرى رفعت قضايا أمام محكمة العدل الدولية ضد دول استعمارية سرقتها ونهبتها وقتلت أبنائها وأفقرتها”.

وفيما يخص الموقف العربي من إيران، شدد المصري على أن “إيران دولة موجودة في المنطقة، ويجب النظر والتعامل معها بواقعية. كل هذا التسليح في غزة على مدار العام الماضي لم يأتِ من فراغ”. وأضاف أن “تأثير إيران المباشر في سياسات عدد من الدول العربية يتطلب منا النظر إليها بنظرة مختلفة، بعيدًا عن الروايات التي تروجها دولة الاحتلال والولايات المتحدة وبعض الدول العربية”.

علي سعادة

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version