نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية

قال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية اللواء الركن واصف عريقات إن حادثة إطلاق النار التي وقعت صباح اليوم عند معبر اللنبي تمثل إخفاقًا إضافيًا للأجهزة الأمنية والاستخباراتية والجيش الإسرائيلي من جهة وللقيادة السياسية الإسرائيلية برمتها من جهة أخرى.

وأكد زريقات في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” أن التصريحات الاستفزازية الأخيرة من الجانب الإسرائيلي ما هي إلا محاولات لتصدير الأزمات والإخفاقات المتتالية التي يعاني منها الجيش والأجهزة الأمنية والقيادة السياسية، إلى جانب المستوطنين الذين يدفعون باتجاه التصعيد، سواء في الضفة الغربية أو مع دول الجوار.

الجبهة الداخلية الإسرائيلية وصلت إلى قناعة بأن قيادتها “غير صالحة” لإدارة الحكم في هذه المرحلة؛ وأنها فشلت على مدار عام كامل في معالجة كل ما حدث في المنطقة، ويجب أن تكون هناك قيادة جديدة قادرة على مواكبة التطورات الجارية

قادة اسرائيل أمام مرحلة إعادة الحسابات

وحول الخيارات الممكنة اليوم أمام حكومة الاحتلال لمنع تكرار مثل هذه الحوادث، أوضح عريقات أنه لا بد من إعادة الحسابات بالنسبة للقيادة السياسية والعسكرية وأجهزة الأمن والمستوطنين الإسرائيليين، حيث يوجد داخل الكيان الصهيوني كيانات ممثلة في المستوطنين والميليشيات وقياداتهم، مثل إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، الذين يسعون، إلى جانب يوآف غالانت، إلى جر المنطقة نحو المزيد من الاعتداءات والتصعيد.

على صعيد متصل، أوضح عريقات أن نتنياهو يستغل تناقضات هؤلاء القادة، وهو ما ظهر جليًا في تصريحاته الأخيرة وعرضه للخريطة، التي كانت المحفز الأكبر للتصعيد في المنطقة، لاسيما وأنه يحاول من خلال هذه المواقف والتصريحات واللعب على التناقضات، الاستمرار في العدوان وتحشيد المنطقة، إضافة إلى إشعار الجبهة الداخلية الإسرائيلية بأن الخطر محدق بالكيان الصهيوني من كل جانب وتحديدًا عبر هذه الاستفزازات التي يحاول من خلالها تصدير أزماته، سواء عبر الجبهة الأردنية أو المصرية، وحتى تجاه دول حليفة له مثل الولايات المتحدة الأمريكية.

الظروف التي قادت إلى هكذا عملية؟ ومن يتحمل مسؤوليتها ؟

وفي ذات الصدد؛ أكد عريقات أن المحفز الأكبر لمثل هذه العمليات هو الممارسات الإسرائيلية، سواء أكانت من قبل الجيش الإسرائيلي أو التصريحات الاستفزازية للقادة التي تحفز على مثل هذه العمليات، خاصة عندما يشاهد المواطن العربي حرب الإبادة الجماعية والتطهير العرقي التي ينفذها الجيش الإسرائيلي ضد الفلسطينيين.

تصريحات بن غفير، الذي يقول إنه سيذهب إلى المسجد الأقصى وسيبني كنيسًا يهوديًا ويرفع عليه العلم الإسرائيلي، كانت أكبر محفز، حيث تستفز مشاعر كل من يسمعها

وأشار عريقات إلى تهديدات بتسلئيل سموتريتش بـ”خطة الحسم” وتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة إلى مصر، ومن الضفة الغربية إلى الأردن، إلى جانب محاولات نتنياهو لتصدير الأزمات من خلال التهديدات وتلفيق التهم وتحميل المسؤولية، سواء على الجبهة المصرية أو الأردنية.

واختتم حديثه بالتأكيد على أن على إسرائيل إعادة حساباتها، والوصول إلى قناعة بأن بقاء الجيش الإسرائيلي والكيان الصهيوني معتمدًا على القوة العسكرية وحدها لا يمكن أن يدوم، وأن الحل الوحيد هو منح الشعب الفلسطيني حقوقه وإقامة دولة فلسطينية كاملة بحدودها الدولية.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version