نخبة بوست – قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد إن تصريحات نتنياهو من غور الأردن تأتي في سياق حالة التأزيم الإعلامي مع الأردن التي يسعى إليها اليمين الإسرائيلي منذ مدة. وكان رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو قد أعلن، أمس الأربعاء، من غور الأردن عزمه إقامة جدار على الحدود مع الأردن لمنع ما زعم أنها محاولات تهريب أسلحة ومقاتلين من المملكة إلى الضفة الغربية وإسرائيل.
وأضاف أبو زيد أن حديث نتنياهو يعيد إحياء مشروع سبق أن طُرح قبل نحو 20 عامًا لبناء جدار على طول 238 كيلومترًا، من بحيرة طبريا حتى خليج العقبة بمحاذاة الحدود مع الأردن. لكن إسرائيل تراجعت عن المشروع لأسباب مالية، إذ تقدر تكلفته بنحو ملياري دولار، وترفض وزارة المالية تخصيص ميزانية له، وتطالب الجيش بتوفير المبلغ من ميزانيته الضخمة، وفقًا لما ذكره أبو زيد.
وأشار أبو زيد إلى أن هذه التصريحات تحمل دلالات زمانية ومكانية؛ حيث تأتي بعد أيام قليلة من عملية قتل 3 إسرائيليين في معبر الكرامة، ومكانيًا تأتي التصريحات بالقرب من المعبر نفسه، الذي شهد مقتل الإسرائيليين كرد فعل طبيعي على انتهاكات الاحتلال ضد المدنيين في قطاع غزة والضفة الغربية.
وأكد أبو زيد أن بناء الجدار الذي تحدث عنه نتنياهو على الحدود الشرقية من الضفة الغربية المحتلة يجب أن يتم بموافقة السلطة الفلسطينية، بصفتها الجهة الشرعية المسؤولة عن هذه المنطقة حسب اتفاقية السلام الإسرائيلية الفلسطينية. وهذا يعني، وفقًا لأبو زيد، أن نموذج محور فيلادلفيا قد بدأ بالانتقال إلى الحدود الشرقية من الأراضي المحتلة مع الأردن، وهو انتهاك واضح من خلال لغة الخطاب الدبلوماسي لليمين الحاكم في دولة الاحتلال.
ولفت أبو زيد إلى أن هذه التصريحات تأتي في إطار محاولة تصدير الأزمة الداخلية التي يعيشها رئيس الحكومة نتنياهو نتيجة فشله في تحقيق أي إنجاز عسكري يُذكر في غزة بعد 342 يومًا من الصراع، أو في الضفة الغربية، حيث فشل الاحتلال في شن عملية عسكرية محدودة على مخيمات الضفة، وجرته المقاومة هناك إلى عملية طويلة لا تزال قائمة دون أي إنجاز ميداني ملموس.
يُذكر أن طول الحدود الأردنية مع إسرائيل والضفة الغربية يبلغ 335 كيلومترًا، منها 97 كيلومترًا مع الضفة الغربية، و238 كيلومترًا مع إسرائيل.
اكتشاف المزيد من نخبة بوست
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
