نخبة بوست – في حادثة غير مسبوقة، تعرّضت أجهزة البيجر التي يستخدمها عناصر من حزب الله في لبنان لانفجار متزامن أدى إلى مقتل 12 أشخاص، وإصابة المئات، إذ تشيرُ الاتهامات الأولية إلى أنّ إسرائيل تقف وراء هذا الهجوم الذي رجحه مراقبون بأنه ناتج عن برمجيات خبيثة، ويعتبر أحد أكبر الاختراقات الأمنية في العالم.
وفي هذا الصدد، قال المحلل السياسي شادي مدانات في تصريح ل “نخبة بوست” إن حادثة تفجير أجهزة اتصال، أمس، تأتي في سياق معركة “عض الأصابع” بين إسرائيل وحزب الله وتدخل في سياق “التصعيد التدريجي الحذر والمستمر.
وأضاف مدانات أن إسرائيل، بعملياتها التصعيدية، وخلال المعارك المرحلية التي حدثت خلال الفترة الماضية بينها وبين حزب الله المستمرة، تحاول إثبات أنها موجودة وقادرة على كسر قوة الردع.
وتابع مدانات أن إسرائيل تبذل مساعيها لجر المنطقة والولايات المتحدة، بشكل أساسي، إلى معركة كبرى كونها ترى أن ميزان القوى في المنطقة تطور لغير مصلحتها بشكل يهدد وجودها منذ عام 2006، مرورًا بصمود سوريا وفشل المشروع الأمريكي في ذلك الوقت، ناهيك عن عمليات إيران وأذرعها وصولًا لأحداث السابع من أكتوبر إذ برزت إمكانيات حماس.
وأشار المدانات إلى أن عمليات التصعيد التي تقوم بها إسرائيل في المنطقة تسعى من ورائها لإثارة حرب إقليمية كبرى قد تعيد بعدها خلط الأوراق في المنطقة؛ مما يعطي فرصة لإسرائيل لتنفيذ مشروع تهجير للفلسطينيين، مع التركيز على ضرورة إبعاد حزب الله والفصائل الإيرانية في سوريا.
أما حول الرد المتوقع من حزب الله، قال مدانات إن الرد سيكون ردًا متوازنًا وبحجم نفس العمل، وخاصة أن إسرائيل تتبع “التكتيك المعركي” بحيث لم تتبنَّ بشكل صريح الحادثة.
في حين أوضح أن إيران تشارك في هذا الرد بطريقة مدروسة، مع التأكيد على ضرورة تجنب تصعيد إضافي قد يؤدي إلى تفجير الأوضاع في المنطقة.
وأشار مدانات إلى أن الرد الإسرائيلي المتوقع سيكون مدروسًا وبنفس الدرجة من القوة؛ مما يعني أن التصعيد لن يكون كبيرًا أو مفاجئًا لدرجة أن يؤدي إلى تلقي ضربة إضافية.
وأوضح أن ما يمكن استنتاجه هو أن إسرائيل قد تتبع سياسة حذرة في تعاملها مع الأحداث، خاصةً مع اقتراب الانتخابات الأمريكية، وأن استهدافات كهذه قد تُعتبر وسيلة لإرسال رسالة ودلالات خاصة دون التصعيد بشكل كبير.
وأفاد مدانات أن هذه الاختراقات الأمنية الإسرائيلية لحزب الله تدل على وجود مشكلة في لبنان، وخاصة في قطاع الاتصالات، إذ إن جميع الاغتيالات والعدوان التي حدثت في الفترة الماضية تتعلق بشكل أو بآخر بالأجهزة التنصت والتجسس والاتصال.
ورجح مدانات وجود شبكة من الجواسيس وعمالة داخلية ساعدت على إتمام حادثة التفجير.
واستبعد مدانات وجود تصعيد عسكري كبير على الجبهة الشمالية، مشيرًا إلى أن وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن أكد أن أي تصعيد عسكري بري سيكون مدمّرًا على إسرائيل وحزب الله.