نخبة بوست – في خطاب مؤثر وشامل ألقته جلالة الملكة رانيا العبدالله خلال مشاركتها في القمة السنوية لعالم شاب واحد والتي أقيمت في كندا أمس، شددت فيه على الدور الحيوي الذي يمكن أن يلعبه الشباب في إحداث التغيير الذي يحتاجه العالم اليوم، وخصوصاً في مواجهة الأوضاع المأساوية التي تعيشها غزة.
وأشارت جلالتها إلى أن ما يحدث في غزة يعد خرقًا واضحًا لكل معايير ومبادئ القانون الدولي العام والقانون الدولي الإنساني، حيث يعاني أهلها من معاناة لا توصف وصلت حد الإبادة الجماعية، في الوقت الذي يفترض أن تعمل فيه الأمم المتحدة على منع ارتكاب مثل هذه الفظائع.
وفي هذا الصدد ، قالت وزيرة التنمية الاجتماعية السابقة ريم أبو حسان في تصريح خاص لـ”نخبة بوست”، إن خطاب جلالة الملكة يعكس بعمق ما يشعر به كل فرد يؤمن بسيادة القانون والعدالة بين البشر.
وأضافت أبو حسان أن العدوان الإسرائيلي على غزة وما يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة كشف عن هشاشة النظام الدولي الحالي، الذي أصبح مرتهنًا لمصالح الدول الكبرى التي تتحكم في مجريات الأمور عبر أدوات مثل حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن.
وأشارت أبو حسان إلى أن مجلس الأمن، الذي يفترض أن يكون الجهة المعنية بالحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، يعاني من شلل تام في التعامل مع الجرائم المرتكبة في غزة.
وتطرقت أبو حسان إلى التاريخ الطويل لعمليات حفظ السلام الأممية، مشيرة إلى أن أول بعثة للأمم المتحدة لحفظ السلام تأسست في عام 1948 لمراقبة اتفاقية الهدنة بين إسرائيل والدول العربية. ومنذ ذلك الحين، قامت الأمم المتحدة بأكثر من سبعين عملية حفظ سلام حول العالم.
واختتمت أبو حسان تصريحها بالتأكيد على أن “الأوان قد حان لإعادة النظر في المنظومة الدولية، التي ينبغي أن تحترم إنسانية البشر قبل كل شيء، وألا تكون خاضعة لمصالح الدول الكبرى التي تُعرقل سير العدالة وحقوق الإنسان”.
و أكدت على أن غزة اليوم تمثل مثالًا حيًا على الحاجة الملحة لإصلاح النظام الدولي وتحقيق العدالة للأبرياء الذين يعانون من ويلات الحرب والاحتلال.