نخبة بوست – في ظل تصاعد التوترات الإقليمية، تواجه الساحة اللبنانية تطورات خطيرة مع استهدافات متكررة لقادة حزب الله، مما يعيد إلى الأذهان استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى “تقطيع الأطراف” في التنظيم؛ اغتيالات دقيقة وعمليات استخباراتية متكاملة تستهدف القيادات المتشددة داخل الحزب، تثير تساؤلات حول مصير القيادة وأثر هذه العمليات على المشهد السياسي والعسكري في لبنان والمنطقة؛ فهل نحن أمام مرحلة جديدة من الصراع يعيد فيها حزب الله ترتيب قواعد الاشتباك؟
أبو زيد: استهداف القادة لا يغير من هيكل التنظيم وحزب الله لن يخرج بمحصلة صفرية
أشار الخبير العسكري نضال أبو زيد خلال لقاءه في حلقة نبض البلد اليوم إلى أن العمليات الأخيرة التي جرت في المنطقة الشرقية من بيروت، وتحديداً في حارة الحريك بالضاحية الجنوبية، تأتي في سياق استهدافات جغرافية متكررة، حيث شهدت المنطقة العديد من عمليات الاغتيال سابقاً.
وأوضح أن الاستهداف تم باستخدام قنابل عالية التدمير من نوع MK، وهي قادرة على اختراق التحصينات، مما يشير إلى أن الاحتلال يدرك أن الاجتماعات تتم في طوابق تحت الأرض، مما يكشف عن عملية استخبارية متكاملة الأركان.
وأكد أبو زيد أن التنظيمات المستهدفة تعتمد هيكلاً تنظيمياً أفقياً، مما يعني أن استهداف قائد أو قائدين لا يؤثر على أساس التنظيم.
وأشار إلى أن التكتم على خليفة السيد حسن نصر الله له ما يبرره، حيث يحاول حزب الله حماية القائد الجديد من الاستهداف. وفي هذا السياق، أوضح أن القياديين المستهدفين محسوبان على التيار المتشدد داخل التنظيم، وأن اغتيال نصر الله قد يؤدي إلى ظهور قيادة أكثر تشدداً.
وعن المعادلة الحالية بين حزب الله وإسرائيل، أوضح أبو زيد أن الطرفين يسعيان لكسر إرادة الآخر دون تحقيق خسائر كبيرة، وأن إسرائيل تهدف إلى الحصول على تصريح من حزب الله حول مستقبله فيما يتعلق بالتفاوض حول جبهة غزة.
كما أشار أبو زيد إلى أن إيران، التي تدعم حزب الله، تقوم بمقايضات بعد كل عملية قصف، حيث تتفاوض بملفاتها المختلفة.
واختتم أبو زيد بأن الاحتلال الإسرائيلي قد يكون نجح تكتيكياً، لكنه فشل استراتيجياً، وأن تولي القيادة العسكرية الإسرائيلية الجديدة قد يعكس على التخطيط التكتيكي للعمليات القادمة.
الشيشاني: اختراق أمني واضح وحزب الله تحت ضربة لن يتمكن من ترميمها قريباً
من جانبه، وصف المتخصص في شؤون الجماعات الإسلامية مراد بطل الشيشاني ،خلال لقاءه ضمن حلقة نبض البلد، العملية الأخيرة بأنها “تحولية” في المنطقة، مشيراً إلى أن إسرائيل تدرك تبعات هذه العملية على المستويات الأمنية، العملياتية، والسياسية.
وأضاف أن إسرائيل تمتلك خبرة طويلة في عمليات الاغتيال وفك قواعد الاشتباك، ما يعكس قوة العمل الاستخباراتي المنظم خلف هذه العمليات.
وأكد الشيشاني أن إيران، التي تعتبر الراعي الرسمي لحزب الله، تواجه صعوبات بسبب العقوبات المفروضة عليها، وقد تضطر إلى التراجع في ظل الخسائر التي تكبدتها نتيجة العمليات الأخيرة.
ورغم ذلك، اعتبر الشيشاني أن الانسلاخ عن إيران غير وارد بالنسبة لحزب الله، وأنه سيحاول إعادة ترتيب صفوفه للرد على هذه الضربات وفقاً لقواعد الاشتباك المعتادة.
في النهاية، يرى الشيشاني أن إيران قد تسعى إلى براغماتية سياسية في ظل الأوضاع الراهنة، لكنها تواجه تحديات كبيرة في إعادة تموضعها في المنطقة.