نخبة بوست – إعداد:  فريق التحليل السياسي في مكانة 360    

في تطور خطير في الصراع الإقليمي، قامت إسرائيل باختراقات أمنية واستخبارية نتج عنها تفجيرات استباقية لأجهزة البيجر واللاسلكي التي يحملها عناصر وقادة في تنظيم حزب الله وتبع ذلك اغتيال الأمين العام لحزب الله، حسن نصرالله، مما أدى إلى تصاعد الأوضاع بشكل كبير في منطقة الشرق الأوسط. جاء الرد الإيراني سريعاً عبر إطلاق صواريخ على مواقع إسرائيلية، مما يفتح الباب أمام سيناريوهات معقدة تشمل احتمالات تصعيد عسكري بين الطرفين على جبهات متعددة. هذا التقرير يستعرض الأبعاد الاستراتيجية لهذه التطورات والاغتيال والردود العسكرية والسياسية المحتملة.

أولاً: السياق الحالي للأحداث:

  • انفجارات أجهزة البيجر: وقعت الانفجارات في جنوب لبنان في 17 و18 سبتمبر 2024، والتي تضمنت أجهزة اتصالات مثل البيجرات وأجهزة اللاسلكي. تُشير الادعاءات إلى أن هذه الأجهزة التي حصل عليها حزب الله تم العبث بها من قبل المخابرات الإسرائيلية، مما أدى إلى مقتل 32 شخصاً وإصابة أكثر من 2800 آخرين. وقد اتهم حزب الله إسرائيل مباشرة بتنفيذ الهجمات، رغم أن إسرائيل لم تعلن رسمياً مسؤوليتها.
  • ردود الفعل العامة: شهدت ردود الفعل العامة ارتفاعاً هائلاً في التفاعل على الإنترنت وباستخدام ادوات الاستماع الرقمي تم رصد زيادة في الإشارات إلى الحادث بنسبة 1500% لتصل إلى 11.4 مليون إشارة إجمالية، وكان تويتر هو المنصة الرئيسية للتفاعل. وأظهرت تحليلات المشاعر أن 66.9% من الردود كانت سلبية.
  • التداعيات الدولية: تسببت الانفجارات في تداعيات دولية حيث أصبحت كل من تايوان والمجر محوراً للتحقيق. شركة Gold Apollo التايوانية، التي زُعم أنها صنعت البيجرات المتفجرة نفت أي تورط لها في الحادث وأشارت إلى شركة وسيطة مجرية تدعى BAC Consulting، التي حصلت على ترخيص لاستخدام اسم Gold Apollo لتوزيع الأجهزة.
  • آراء الخبراء: بالإضافة إلى تحليل المشاعر العامة وتأثير الشخصيات المؤثرة، تم رصد آراء العديد من الخبراء حول التداعيات الجيوسياسية والاستخباراتية. وقد اعتبروا العملية الإسرائيلية عملية دقيقة ضد حزب الله، حيث أضعفت اتصالاته وأثرت نفسيًاً على الحزب. ومع ذلك، حذر الخبراء من انتهاكات محتملة للقانون الدولي وحقوق الإنسان، حيث استُهدفت أجهزة تستخدم عادة من قبل المدنيين.
  • الاغتيال والمغزى السياسي: اغتيال نصرالله جاء في وقت يشهد توتراً متزايداً بين إسرائيل وحزب الله، ضمن استراتيجية إسرائيلية أوسع للقضاء على وكلاء إيران في المنطقة. هذا التصعيد هو جزء من خطة إسرائيلية واضحة تستهدف التوسع في ضرب الأهداف في غزة ولبنان وسوريا واليمن بشكل متزامن، بمساعدة ودعم كبيرين من الولايات المتحدة.
  • الرد الإيراني: في الساعات التي تلت عملية الاغتيال، أطلقت إيران صواريخ باليستية على أهداف إسرائيلية في محاولة لردع إسرائيل عن التوسع في عملياتها. هذا الرد الإيراني يشير إلى التزام طهران بالدفاع عن وكلائها في المنطقة، رغم التحديات العسكرية والسياسية التي تواجهها.

ثانياً: السيناريوهات المستقبلية:

  • تصعيد محدود (الأكثر ترجيحاً): بعد الضربة الإيرانية  المحدودة التي قامت بها ايران لحفظ ماء الوجه والمتمثلة بــما يقارب 180 صاروخ، من المحتمل أن تتبع الأطراف الرئيسية في الصراع، حزب الله وإيران من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، استراتيجية التصعيد المحدود. حزب الله سيستمر في شن هجمات محدودة على إسرائيل، وربما توسع إيران دعمها للميليشيات التابعة لها في لبنان وسوريا لتوجيه ضربات مضادة. هذا السيناريو يعتمد على تجنب تصعيد شامل قد يقود إلى حرب واسعة النطاق.
  • حرب شاملة في المنطقة (احتمال متوسط): رغم انخفاض احتمالية الحرب الشاملة، فإن توسع العمليات الإسرائيلية واستهدافها لمواقع في لبنان وسوريا أو العراق قد يدفع إيران إلى تصعيد أكبر. في هذا السيناريو، يمكن أن تتدخل قوى إقليمية أخرى مثل روسيا أو الولايات المتحدة لمنع التصعيد من التحول إلى حرب شاملة.
  • جهود الوساطة الدولية (احتمال متزايد): مع تفاقم الأزمة الإنسانية في لبنان وارتفاع أعداد النازحين، قد يتدخل المجتمع الدولي عبر الأمم المتحدة أو وسطاء دوليين للضغط من أجل وقف إطلاق النار. مثل هذه الجهود قد تحظى بدعم من بعض الدول الأوروبية أو القوى الكبرى التي تسعى إلى تجنب زعزعة استقرار أكبر في الشرق الأوسط.

وللإطلاع على باقي التقرير يرجى النقر هنا :

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version