* منذ أن عصفت الأزمة الاقتصادية بلبنان عام 2019 شهد ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الفقر، حيث تضاعفت 3 مرات لتصل إلى 44% من عدد السكان

* يعتمد لبنان على استيراد 90% من احتياجاته من الخارج عبر القطاع الخاص وعمل الموانئ البحرية

* الدولة الأردنية، بتوجيه ملكي مباشر من جلالة الملك سباقة ومبادرة بإقامة جسر جوي لتزويد لبنان الشقيق باحتياجاته الضرورية

* هنا تأتي أهمية البناء على الجهد الأردني من خلال منظومة عمل عربية طارئة، للحفاظ على لبنان العربي ومنعًا لانزلاق آخر وتكرار ما يحدث في غزة

نخبة بوست – كتب: د.هايل عبيدات ( مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء الأسبق)

من لا يملك غذاءه لا يملك حرية قراره؛ هذا هو مفهوم “الأمن الغذائي” العربي ؛ ووفقًا للبيانات المتاحة حول الأمن الغذائي العربي، فإن الإنتاج العربي من السلع الأساسية لا يتجاوز 36% من الحبوب، و32% من الزيوت النباتية، و23% من السكر، و38% من البقوليات، و72% من اللحوم الحمراء، و65% من الدواجن.

بلغت الفجوة الغذائية في العالم العربي حوالي 35 مليار دولار، تتصدرها الحبوب التي تشكل 47% من إجمالي الفجوة الغذائية

عبيدات يكتب: لبنان بين فخ التجويع والحصار وتكرار سيناريو غزة
د.هايل عبيدات ( مدير عام مؤسسة الغذاء والدواء الأسبق)

فجوة الأمن الغذائي تعصف بلبنان

منذ أن عصفت الأزمة الاقتصادية بلبنان الشقيق عام 2019، شهد لبنان ارتفاعًا كبيرًا في معدلات الفقر، حيث تضاعفت ثلاث مرات لتصل إلى 44% من عدد السكان.

يعود ذلك إلى فقدان الدولار من السوق وارتفاع سعر الصرف وتفشي ظاهرة احتكار السلع الغذائية الأساسية والأدوية على حد سواء، إضافةً إلى تداعيات أزمة المحروقات على كافة مناحي الحياة والعجلة الاقتصادية.

كما تزايدت الشكوك في قدرة الدولة على تأمين الحد الأدنى من متطلبات الصمود أمام أي حرب قادمة، وذلك وفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي الذي أشار أيضًا إلى محدودية المخزون الاستراتيجي الذي لا يتجاوز ثلاثة أو أربعة أشهر بالنسبة للمواد الغذائية، وشهرين للطحين، وعشرين يومًا لمخزون الفيول في حال انتظام تدفق النفط. كما يعتمد لبنان على استيراد 90% من احتياجاته من الخارج عبر القطاع الخاص وعمل الموانئ البحرية.

وفقًا لتقرير صادر عن البنك الدولي يواجه لبنان محدودية المخزون الاستراتيجي الذي لا يتجاوز ثلاثة أو أربعة أشهر بالنسبة للمواد الغذائية، وشهرين للطحين، وعشرين يومًا لمخزون “الفيول” في حال انتظام تدفق النفط

وعلى ضوء تداعيات الوضع الاقتصادي والأمني، ارتفعت أسعار أكثر من 75 سلعة غذائية، وفُقدت أكثر من 300 صنف دوائي، مما زاد الضغط على المنظومة الصحية التي تتوزع على 118 مستشفى، والتي اقتربت من حالة الشلل في تقديم الخدمات الصحية في المناطق اللبنانية نتيجة العدوان الصهيوني والقصف الوحشي واللاأخلاقي الذي تقوم به إسرائيل، واستهدافها المتعمد لمفاصل النقل والحركة والتزويد من خلال تعطيل عمل الموانئ البحرية والجوية، وقصف الطرق والجسور، وآخرها المنفذ اللبناني البري الوحيد، طريق المصنع الواصل بين سوريا ولبنان، وبذلك يكتمل الحصار على الشعب اللبناني الشقيق.

تداعيات الوضع الاقتصادي والأمني تسببت بارتفاع أسعار أكثر من 75 سلعة غذائية، وفُقدان أكثر من 300 صنف دوائي، مما زاد الضغط على المنظومة الصحية التي تتوزع على 118 مستشفى، والتي اقتربت من حالة الشلل

مع احتمال توسع دائرة الحرب والظروف الصعبة التي يعيشها لبنان منذ شهرين على الأقل، تبرز الحاجة إلى مخزون استراتيجي من القمح الذي يأتي أكثر من 95% منه من أوكرانيا، إضافة إلى الطحين والأدوية والمحروقات وبقية السلع الأساسية

وقد كانت الدولة الأردنية، بتوجيه ملكي مباشر من جلالة الملك، وانسجامًا مع الدور القومي والتاريخي، سباقة ومبادرة بإقامة جسر جوي لتزويد لبنان الشقيق باحتياجاته الضرورية.

وهنا تأتي أهمية البناء على الجهد الأردني من خلال منظومة عمل عربية طارئة، وأكرر الدعوة للبناء على هذا الجهد من خلال منظومة عمل عربية ودولية للحفاظ على لبنان العربي وبوجهه الشرقي، ومنعًا لانزلاق آخر وتكرار ما يحدث في غزة.

ومن الجدير بالذكر أن الصومعة الوحيدة التي تتسع لـ 120 ألف طن من القمح كانت قد دُمرت في انفجار المرفأ عام 2020، ويتم الآن تخزين القمح في 12 مطحنة، بينما تبلغ حاجة لبنان في الظروف الطبيعية إلى 600-700 ألف طن، كما يستهلك اللاجئون السوريون حوالي 400 ألف ربطة خبز يوميًا، مما يستدعي تحركًا عربيًا ودوليًا.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version