نخبة بوست  –  محرر الشؤون السياسية

بعد الهجمة الصاروخية الثانية التي شنتها إيران على إسرائيل في بداية الشهر الحالي ضمن ما أطلقت عليه عملية “الوعد الصادق2″، أثيرت تساؤلات عديدة حول طبيعة وتوقيت الرد الإسرائيلي المحتمل.

وتشير التقارير الأخيرة إلى أن إسرائيل تدرس حاليًا خيارات الرد على الهجوم الإيراني الذي استُخدمت فيه صواريخ باليستية، لكن يبقى التكهن حول توقيت الرد الاسرائيلي على عملية “الوعد الصادق2” ولماذا تتم المماطلة به المحور الأكثر تداولا في الأوساط الدولية حاليا.

وفي هذا الصدد، قال خبير الشؤون الاستراتيجية والأمنية د. إبراهيم العبادي في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” إن السؤال يبقى مطروحًا دائما حول ما إذا كان هناك رد إسرائيلي على التصعيد الذي تشهده المنطقة أم لا.

وأشار العبادي إلى أنه على الرغم من أن جميع التقديرات الاستراتيجية تشير إلى أن إسرائيل ستقوم برد فعل قوي، إلا أنه يرى أن إسرائيل لا تستطيع تنفيذ ضربات عميقة في الأراضي الإيرانية دون تنسيق مع الإدارة الأمريكية.

وأضاف العبادي أن الخلافات القائمة بين إسرائيل وإدارة بايدن أدت إلى تأخير الرد الإسرائيلي المباشر، خاصة أن الولايات المتحدة تسعى إلى منع تل أبيب من استهداف المفاعلات النووية الإيرانية تجنبًا لتصعيد الأمور، نظرًا لما قد يترتب على ذلك من تداعيات على المنطقة بأسرها.

وعلى صعيد آخر، أكد العبادي أن ضرب المفاعلات الإيرانية قد يستعصي على إسرائيل نظرًا لوقوعها في عمق يتجاوز 65 مترًا تحت الأرض، مما يجعلها محصنة بشكل كبير.

علاوة على ذلك، لا تمتلك إسرائيل الذخائر اللازمة لتنفيذ ضربات فعالة ضد المفاعلات النووية الإيرانية، إلا إذا حصلت على دعم من الولايات المتحدة.

وأوضح العبادي أن جميع المؤشرات تؤكد الرغبة الإسرائيلية في استهداف هذه المفاعلات، ولكن بدون التعاون الأمريكي، تظل القدرة على القيام بذلك محدودة.

وتابع العبادي أنه من المؤكد أن الرد الإسرائيلي قادم، حيث إن توازن الردع يمثل هاجسًا دائمًا لإسرائيل. فبعد تحقيقها تفوقًا على جبهتي غزة وجنوب لبنان مع حزب الله، تسعى إسرائيل الآن إلى الانتقال من مجرد الحفاظ على توازن الردع إلى تحقيق تفوق أكبر في هذا المجال. لذلك، من المتوقع أن يكون الرد الإسرائيلي وشيكًا وسيتوجه نحو أهداف حساسة.

لماذا تأخر الرد الاسرائيلي

أما بشأن سبب تأخر إسرائيل في الرد، أشار العبادي إلى أن تل أبيب تركز حاليًا على عمليات استخباراتية دقيقة، حيث تشير التقديرات إلى أن الهدف الأساسي للضربة القادمة قد يكون نظام خامنئي، مع احتمال استهداف مجمع خامنئي ومجمع الرئاسة الإيرانية، بل وحتى شخص خامنئي نفسه.

العبادي لـ "نخبة بوست" : الرد الإسرائيلي قادم؛ لكن الصفقة مع إيران لم تُحسم بعد

يسعى نتنياهو إلى استغلال هذه الفرصة لتحقيق أهدافه الاستراتيجية، وهو ما قد يؤثر إيجابًا على دعم حكومته اليمينية

وبحسب العبادي؛ قد يحقق ذلك لنتنياهو انتصارًا كبيرًا ويعزز مكانته في الساحة السياسية الإسرائيلية، خاصة أنه يسعى جاهدًا لتعزيز صورته كقائد قوي في أذهان الإسرائيليين، مشابهًا لشخصيات مثل بن غوريون وشارون.

يأتي ذلك في ظل التصريحات الأخيرة التي أدلى بها بنيامين نتنياهو، رئيس الوزراء الإسرائيلي، حيث وعد الشعب الإيراني بأنه سيعمل على جلب الديمقراطية لهم.

تعكس هذه التصريحات بوضوح أن النظام الإيراني أصبح هدفًا رئيسيًا لإسرائيل في ظل تزايد الدعم الأمريكي والتأييد للجهود الإسرائيلية في هذا السياق

التصعيد العسكري الإيراني

وفيما يتعلق بالتصعيد العسكري الإيراني، أشار العبادي إلى أن أي تصعيد تقوم به طهران لا يهدف إلى تحقيق مكاسب عسكرية أو الدخول في حرب، بل يسعى إلى رفع سقف التفاوض، وهو ما يتضح من الضربة الصاروخية الأخيرة.

في الوقت ذاته، هناك مطالبات متزايدة من المجتمع الدولي، بما في ذلك بريطانيا وأمريكا وإسرائيل ودول عربية، تطالب إيران بوقف برنامجها النووي والتخلي عن أنشطتها في المنطقة. تأتي هذه المطالب ضمن إطار ما يُعرف بـ”محور الشر”، الذي يمتد من غزة إلى جنوب لبنان والعراق وإيران، ويشمل أيضًا أنصار الله في اليمن.

إذا تعرضت إيران لضربة أكبر مما هو متوقع، فمن المحتمل أن تؤدي تلك الضغوط إلى ردود فعل غير محسوبة من قبل الحرس الثوري

وقال العبادي إنه إذا تعرضت إيران لضربة أكبر مما هو متوقع، فمن المحتمل أن تؤدي تلك الضغوط إلى ردود فعل غير محسوبة من قبل الحرس الثوري. ستكون إيران مجبرة على الجلوس إلى طاولة المفاوضات، وقد تسعى للتخلي عن أنشطتها في المنطقة، أو قد تدخل في عملية قد تكون “انتحارية” ردًا على أي تصعيد.

إذ تشير التقارير إلى وجود عملاء لإسرائيل داخل الحرس الثوري الأمر الذي دفع إلى نقل خامنئي إلى مكان محصن خوفا من الاختراق الأمني الإسرائيلي ومما يدل على أن إسرائيل لديها اختراق استخباري وتمتلك معلومات متقدمة عن الحرس الثوري.

واختتم العبادي بقوله إن الرد الإسرائيلي قادم، لكن الصفقة مع إيران لم تُحسم بعد. إذا قدمت إيران تنازلات كبيرة، قد يكون الرد أقل حدة، ولكن في حال عدم الحسم، سيكون الرد عنيفًا جدًا.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version