نخبة بوست – أماني الخماش

منذ بدء الحرب على قطاع غزة تبذل القنوات الدبلوماسية جهودًا مكثفة لإنهاء عدوان الاحتلال الغاشم؛ وخلال هذه الفترة عقدت العديد من جلسات التفاوض بهدف الوصول إلى حل سياسي يرضي جميع الأطراف، إلا أن هذه المحاولات باءت بالفشل بسبب رفض أحد الأطراف لبعض البنود التي تضمنها مقترح الاتفاق.

ورغم توقف عجلة المفاوضات في الفترة الحالية، إلا أن تقارير صحفية بدأت مؤخرًا تروّج لخبر حول إمكانية التوصل إلى اتفاق دائم لوقف إطلاق النار، يتضمن انسحاب الاحتلال الإسرائيلي من غزة مقابل خروج قادة حركة حماس من القطاع إلى السودان، وعلى رأسهم رئيس الجناح السياسي للحركة، يحيى السنوار.

الاتفاق المزعوم حول انتقال "حماس" إلى السودان .. ما الحقيقة وراءه ؟!

وتضمن التقرير أيضا معلومات تشير إلى ان الجيش السوداني أبدى إيجابية مطلقة بشأن استضافة حركة حماس في الخرطوم، وأعلن أنه في حال الاتفاق على خروج الحركة من غزة، سيحصل القادة على مكاسب سياسية ومالية.

وبناءً على ذلك، ستستعيد الحركة عقاراتها وأموالها المجمدة في البنوك السودانية، بالإضافة إلى المحطة التلفزيونية التي كانت تملكها قبل حكم الرئيس المعزول عمر البشير.

“حماس” ترفض التنازل عن مطالبها

وبالتوازي مع ذلك، ومنذ بدء الجلوس على طاولة المفاوضات، كان موقف حركة حماس واضحًا في رفض التنازل عن الشروط الأساسية للتوصل إلى اتفاق.

ومن أبرز هذه الشروط: وقف مستدام لإطلاق النار، وانسحاب جيش الاحتلال من غزة، خصوصًا من محوري فيلادلفيا ونتساريم، بالإضافة إلى إطلاق سراح الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وفك الحصار عن القطاع.

ومما يزيد الأمر تعقيدًا موقف رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، الرافض لشروط حماس، والمتمسك ببنود تنص على ضرورة استمرار الحرب على غزة حتى يتم تقويض القدرات العسكرية لحماس وإنهاؤها بشكل كامل، إضافة إلى رفضه لأي بند يتعلق بخروج محوري نتساريم وفيلادلفيا، اللذين يعتبرهما شرياني الحياة للقطاع، من تحت سيطرة قوات جيشه.

النونو: الرد على هذه الشائعات يخدم أجندة العدو

وفي هذا الصدد قال طاهر النونو، المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس” في تصريح خاص لـ ” نخبة بوست” إن ما يتم تداوله عبر وسائل الإعلام من أخبار تتحدث عن إمكانية انتقال قادة حركة حماس من غزة إلى السودان كشرط لإنهاء الحرب أمر لا يستحق التعليق عليه، وهو “محض إشاعات”.

المستشار الإعلامي لرئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية “حماس”، طاهر النونو

وأشار النونو إلى أن الرد على مثل هذه التقارير من شأنه أن يسهم في خدمة أجندة العدو الإعلامية.

الرشق: إبعاد الحركة عن غزة وهم إسرائيلي لن يتحقق

بدوره؛ أكد القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عزت الرشق أن إبعاد الحركة أو قادتها عن قطا ع غزة “وهم إسرائيلي” لن يتحقق.

جاء ذلك تعقيبا على تقارير بشأن إمكانية مغادرة قادة حماس غزة ضمن صفقة لوقف إطلاق النار في القطاع وتبادل الأسرى مع الاحتلال الإسرائيلي.

القيادي في حركة المقاومة الإسلامية “حماس” عزت الرشق

وقال الرشق عبر حسابه على منصة تليغرام “لا أعلق عادة على الشائعات السخيفة التي تنشرها بعض وسائل الإعلام”، مضيفا أن “حماس موجودة في فلسطين، تقاتل العدو الذي يحتل فلسطين”.

وشدد على أن “إبعاد حماس أو قادتها عن غزة هو حلم ووهم إسرائيلي لن يتحقق”، مشيرا إلى أن “المنطق يقتضي أن يرحل المحتل ويبقى أهل الأرض وسكانها الأصليون” .

الفاعوري: من يطرح هذه الأفكار جاهل بعقيدة ومشروع “حماس”

من جهته، أوضح أمين عام المنتدى العالمي للوسطية المهندس مروان الفاعوري، أن من يطرح هذه الأفكار جاهل بعقيدة ومشروع حماس، ومن المؤكد أن أعضاء وقيادة حماس متحدون في الرأي، ومن غير الممكن قبولهم بالخروج من القطاع تحت أي ظرف.

وأضاف الفاعوري أن حركة حماس لا تشبه أعضاء منظمة التحرير الفلسطينية الذين عاشوا تجربة الخروج من بيروت والانتقال إلى تونس، وهي تجربة مريرة عانى منها الشعب الفلسطيني، ومن خلالها، أدرك الفلسطينيون أن النضال انتهى مع الخروج من تخوم فلسطين، والانتقال إلى سوريا ثم بيروت، وبعدها إلى تونس. وفي نهاية المطاف، تخلت المنظمة عن المقاومة ودخلت في نفق التعامل مع سلطة أوسلو وشرطة دايتون.

الفاعوري: فرضية الخروج من غزة مرفوضة تمامًا من قبل حماس لأنها تمثل مشروع تحرر وطني فلسطيني برؤية واضحة

وأضاف أنه وفي سياق المعارك الحالية، يقوم مجاهدو حماس بتنفيذ عمليات استشهادية لإلحاق أكبر قدر من الأذى بالعصابات وأفراد الأمن الصهيوني.

وقال الفاعوري “المجاهد يذهب وهو على يقين بعدم عودته، فهو يقدم روحه فداءً للإسلام والأقصى وأرض فلسطين المباركة التي تفوق قيمتها قيمة الأرض والتراب؛ لهذا، لا يوجد مثل هذا التصور في قاموس حماس وجناحها العسكري، كتائب القسام.”

بني ارشيد: قيمة حماس تكمن في وجودها بفلسطين


وفي تعليقه على هذا الموضوع، تساءل نائب المراقب العام في جماعة الإخوان المسلمين، زكي بني ارشيد، لماذا تخرج قيادة حماس من غزة إلى السودان أو أي مدينة أخرى؟

بني ارشيد: القيمة الاستراتيجية لحماس تكمن في تعظيم وجودها داخل فلسطين، خاصة أن لديها ما يكفي من القيادات في الخارج

ونوّه بني ارشيد بضرورة مراعاة أمرين: الأول هو معادلة تكامل الأدوار بين القيادات في الداخل والخارج، والثاني أن أحد أهداف النضال الفلسطيني هو تأمين عودة الفلسطينيين الذين أُخرجوا من ديارهم، وليس العكس.

بني ارشيد: المقاومة في غزة تحولت إلى حرب عصابات، والصراع مع المشروع الصهيوني سيستمر حتى تتحقق أهداف النضال الفلسطيني

واختتم بقوله ما تسعى إليه إسرائيل هو استمرار الصراع حتى تصفية القضية، وليس البحث عن حل لهذا الصراع؛ وإذا كان الأمر كذلك بسبب عدم وجود أي شريك إسرائيلي للسلام، فإن الصراع سيبقى مستمرًا ليس فقط في غزة، وإنما في عموم فلسطين وما حولها.

استمرار مشروع المقاومة والنضال الفلسطيني

في ختام الحديث عن سيناريو خروج حركة حماس من غزة، يبقى هذا الطرح مجرد تكهنات وشائعات في ظل المواقف الراسخة للحركة وقيادتها.

فحماس تعتبر وجودها في غزة جزءًا لا يتجزأ من مشروع المقاومة والنضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي، وبينما تتعقد الأوضاع السياسية والعسكرية في المنطقة، يبقى تمسك الحركة بالبقاء داخل القطاع تعبيرًا عن رفضها لأي حلول تتنافى مع رؤيتها الاستراتيجية.

في المقابل، تستمر المحاولات الإسرائيلية في تقويض المقاومة، لكن الواقع يؤكد أن غزة ستظل ساحة للصمود والمواجهة حتى تحقيق أهداف النضال الفلسطيني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

Exit mobile version