نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
أُثيرت بعض النقاشات والجدالات في الأوساط والصالونات السياسية مؤخرا حول مستقبل العلاقة بين حزب الله وإيران، وماذا ينتظر الحزب في الأيام القادمة، خصوصا وأن إيران وأذرعها تمر بمعضلة استراتيجية استثنائية لم تتوقعها بهذا الحجم، بعد أن حاولت بكل ما أوتيت من قوة أن تتجنب مواجهة مباشرة مع دولة الاحتلال أو مواجهة من خلال أهم حليف لها إيديولوجيًا ومذهبيًا واستراتيجيًا وهو “حزب الله”.
ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : هل تتخلى إيران عن حزب الله !؟ وماهو مصير الحزب في ظل الأحداث والظروف الراهنة ؟
الماضي: حزب الله تنتظره أيام صعبة

وفي هذا الصدد، قال د. بدر الماضي – استاذ العلوم السياسية في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” إن ما ينتظر حزب الله يعتمد على ما تخطط له إيران لمستقبل تواجدها في المنطقة؛ لافتا إلى أن ما تعرض له حزب الله في الأسابيع الأخيرة، وما يتعرض له الآن، يشير إلى تغيير جذري في الاستراتيجية الإسرائيلية والأمريكية، التي تقوم على أن إسرائيل ومن خلفها قوى إقليمية ودولية تعتبر أن الفرصة مواتية للتخلص من كل الحركات الإيديولوجية في المنطقة، والتي يشكل البعض منها قلقًا وجوديًا، بينما يستخدم البعض الآخر القضية الفلسطينية لتحسين شروط قوته السياسية ونفوذ الراعي الرسمي لهذه الحركة الإيديولوجية.
وأضاف الماضي بقوله ” الحزب تنتظره أيام صعبة سواء على مستوى البيئة الداخلية للحزب أو البيئة اللبنانية، التي ترى أن الفرصة مناسبة للتخلص من قوة عسكرية فرضت إيديولوجيتها السياسية والعقائدية على حساب الشعب اللبناني واستقرار دولة لبنان.
الماضي: القوى الإقليمية والولايات المتحدة الأمريكية تفكر في أن الفرصة مناسبة لإعادة التوازن في المنطقة من أجل حفظ أمن إسرائيل وحلفائها في منطقة الشرق الأوسط
وحول فكرة تخلي إيران عن دعم حزب الله؛ أشار الماضي إلى أن إيران يمكن أن تفكر بجدية في أن تتخلى تدريجيًا عن دعم الحزب عسكريًا، مع الحفاظ عليه كقوة سياسية قادرة على أن تلعب دورًا أساسيًا في ضبط السلوك اللبناني السياسي في المرحلة القادمة، بحيث لا تتحول لبنان إلى قوة معادية لإيران. من جهة أخرى، يمكن لإيران أن تستمر في الدعم العسكري، والدفع بالحزب إلى الانتحار من أجل تحسين شروطها التفاوضية مع الولايات المتحدة وإسرائيل.
واختتم بقوله إن هناك عدة سيناريوهات محتملة لمستقبل حزب الله من ضمنها أن تقوم الدولة السورية بتصفية وجود الحزب في سوريا ومراكز تواجده، مما سيضعف الحزب أيضًا في لبنان؛ ومن هنا، يمكن أن يتحول الحزب إلى قوة أكثر شراسة داخليًا وإقليميًا، رفضًا لمحاولات التصفية الممنهجة ضده، خوفًا من أن تؤدي الهزيمة -إن حصلت- إلى مرحلة انتقام وإذلال نتيجة الدور الذي لعبه الحزب منذ عام 2006.