نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
تمكنت المسيّرات النوعية لحزب الله اللبناني أمس من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها، ووصلت إلى هدفها في معسكر تدريب للواء النخبة (غولاني) في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا، وانفجرت في الغرف التي يتواجد فيها العشرات من ضباط وجنود العدو الإسرائيلي الذين يتحضرون للمشاركة في الاعتداء على لبنان، وبينهم ضباط كبار؛ مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات.
الاسرائيلي: نتائج الهجوم “صعبة”
وبعد تلقيه هذه الضربة؛ اعترف جيش الاحتلال الإسرائيلي أمس بمقتل 4 جنود، وإصابة 67، بينهم 7 بحالة خطيرة؛ جراء انفجار مسيّرة في قاعدة عسكرية قرب بنيامينا، جنوب حيفا.
وقال المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي إن نتائج الهجوم على معسكر بنيامينا صعبة، وإن “الجيش” يجري تحقيقا في الحادث.
حزب الله: قررنا تأديب العدو
حزب الله من جهته، قال إنه قصف بدفعة صاروخية نوعية مركز التأهيل والصيانة 7200 جنوب حيفا.
وذكر الحزب في بيان، أنه “بعد تمادي العدو باعتداءاته على أهلنا الشرفاء وارتكاب أبشع المجازر بحق النساء والأطفال، خاصة في مدينة بيروت والضاحية الجنوبية، قررت قيادة المقاومة الإسلامية تأديب هذا العدو وإظهار بعض من كثير مما هي قادرة عليه في أي وقت تختاره وأي مكان تريده سري كان أو علني . فكان الهدف أحد معسكرات لواء النخبة “غولاني” في بنيامينا جنوب مدينة حيفا المحتلة، غير المعلوم للكثير من المستوطنين”.
وأضاف “في عملية نوعية ومركبة، أطلقت القوة الصاروخية في المقاومة الإسلامية، عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلي، وبالتزامن أطلقت القوة الجوية في المقاومة الإسلامية أسراب من مسيرات متنوعة، بعضها يُستخدم للمرة الأولى، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا، حيث تمكنت المسيرات النوعية من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها ووصلت إلى هدفها في معسكر تدريب للواء النخبة “غولاني” في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا المحتلة، وانفجرت في الغرف التي يتواجد فيها العشرات من ضباط وجنود العدو الإسرائيلي الذين يتحضرون للمشاركة في الإعتداء على لبنان وبينهم ضباط كبار، مما أسفر عن مقتل وجرح العشرات”.
السبايلة: عملية مهمة وجاءت في وقت “حرج”
من جانبه؛ قال الخبير الاستراتيجي د. عامر السبايلة في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” إن العملية مهمة بالنسبة لحزب الله، لأنها تثبت قدرته على الهجوم وتوجيه ضربة لإسرائيل في وقت حرج وحساس.
وأشار السبايلة إلى أن الهدف الأسمى للحزب هو القدرة على نقل الأزمة إلى الداخل الإسرائيلي، مبينًا أن هذا الأمر مهم جدًا في هذه المرحلة، إلا أن قدرة حزب الله على تكرار مثل هذه العمليات ستكون العامل الحاسم؛ لأنه يعتمد على فكرة رفع كلفة الحرب على الجانب الإسرائيلي، وبالتالي دفعه إلى التوقف.
وتابع السبايلة أن لتحقيق هذا الهدف، يحتاج حزب الله إلى زخم من العمليات وسقوط عدد كبير من الضحايا في الوقت نفسه. لذلك، يجب أن يكون الحزب مستعدًا لتحمل ردة الفعل الإسرائيلية، التي ستتحرر الآن من أي ضغوط في موضوع الاستهداف، وقد تتوسع إلى جميع مناطق لبنان وسوريا، بالاعتماد بشكل كبير على محاولة تقطيع أوصال حزب الله وإنهاء أي دعم لوجستي، بالإضافة إلى السيطرة على الحدود اللبنانية بشكل كامل وتعميق الأزمة الإنسانية.
وأضاف السبايلة أن مثل هذه العملية يمكن أن تحمل تداعيات كبيرة، لكن إذا استطاع حزب الله تكرار هذه العمليات والقيام بعمليات مفاجئة أخرى، يمكن عندها التفكير بأن الحزب بدأ يغير المعادلة. ومع ذلك، لا شك أن المرحلة الحالية ستشهد ردة فعل كبيرة من الجانب الإسرائيلي.
أبو زيد: ضربة قوية للاحتلال ..
بدوره؛ قال الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد في تحليله لتطورات الأوضاع في غزة وجنوب لبنان إن استهداف قاعدة للواء “غولاني” جنوب رفح يُعد ضربة قوية للاحتلال، استناداً إلى شكل العملية وطريقتها ونتائجها.
وأشار أبو زيد إلى أنه من خلال المسافة والموقع والاختراق، يبدو أن الطائرة المُسيّرة التي استخدمها حزب الله من نوع “مرصد” الإيرانية الصنع، برأس حربي يزن 20 كغم وسرعة طيران تصل إلى 200 كم/ساعة، وصلت إلى واحدة من أكبر القواعد تحصيناً جنوب رفح، وهي قاعدة “غولاني” التي تُستخدم على ما يبدو كمركز للقيادة والسيطرة للعملية العسكرية جنوب لبنان. وتُعتبر مقراً للواء غولاني ومركز تدريب لقوات النخبة.
وأضاف أبو زيد أن السيناريو الأقرب لاختراق منظومة الدفاع الجوي والإنذار المبكر يبدو أنه يكمن في أن المقاومة في جنوب لبنان أطلقت عشرات الصواريخ باتجاه أهداف متنوعة في مناطق نهاريا وعكا بهدف إشغال منظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية، وبالتزامن مع ذلك، أُطلقت أسراب من الطائرات المسيّرة المتنوعة، بعضها يُستخدم لأول مرة، باتجاه مناطق مختلفة في عكا وحيفا.
وتمكنت الطائرات المسيّرة النوعية من اختراق رادارات الدفاع الجوي الإسرائيلي دون اكتشافها، ووصلت إلى هدفها في معسكر تدريب لواء النخبة “غولاني” في منطقة بنيامينا جنوب مدينة حيفا المحتلة، قاطعة مسافة 65 كم، وانفجرت في الغرف التي يتواجد فيها العشرات من ضباط وجنود الاحتلال، على ما يبدو بينهم ضباط كبار.
وضمن إطار حديثه حول ما يجري في شمال غزة، أكد أبو زيد أن هذا ليس عملاً عسكرياً، بل إجرام من قوات الاحتلال رداً على الفشل في الشمال. وأشار إلى أن سيطرة الاحتلال على ممر بري وفصل شمال غزة عن مدينة غزة يأتي في سياق مبادلة الجغرافيا بالخسائر، حيث يتوقع أن نشهد استهداف قوات الاحتلال في هذا الممر الذي قد يصبح منطقة استنزاف للوحدات المدرعة المتمركزة فيه.