* أُصبت بـ “خيبة أمل” بسبب سرعة وطريقة تشكيل حكومة حسان والتي جاءت ضمن نفس “العلبة” وبذات النهج والنمطية

* نواب حزب العمال الأردني انضموا إلى كتلة برلمانية تضم عددًا من الأحزاب التي حصلت على عدد قليل من المقاعد النيابية؛ مجموع الكتلة 15 نائبًا، ونحرص على الوصول إلى 19 نائبًا

* نتائج الانتخابات النيابية 2024 كانت “مفاجئة” ولست “راضية” عنها؛ كما توقعنا فوزا أكبر بكثير

* لم تنجح فكرة أي حزب في الانتخابات، والأحزاب اليوم أمام معضلة كبيرة وبحاجة إلى إعادة حساباتها

* ندرس “الاندماج” مع أحزاب أخرى، ومن مصلحة أي حزب أن يندمج مع من يشبهه في لونه وطروحاته

* جدلية الفن والمناهج “ثانوية” وليس “أساسية” لأن المناهج لدينا تعاني منذ مدة طويلة وتحتاج إلى تغييرات جذرية

* 7 أكتوبر أحيى القضية الفلسطينية وأعادها إلى الواجهة من خلال تذكير العالم بها، واليوم أصبحت نوايا العدو بـ “التهجير الناعم” واضحة

* “الحرب سجال”؛ وكل إنجار للمقاومة يجب أن يضرب في عشرة أو مئة لأن ميزان القوى ليس متوازنا

* المقاومة الفلسطينية في غزة “بخير” بالرغم من كل ما حل بها، وفي هذه المرحلة من المبكر القفز على النتائج

* السنوار “رجل المفاجآت” وقرر أن يوجه آخر مفاجئة في حياته للاسرائيلي لحظة استشهاده

* المقاومة الفلسطينية لا تتأثر بالأشخاص، وما زالت قادرة على إيقاع الضربات بالعدو

* المقاومة على الجبهة اللبنانية تماسكت وامتصت الضربة؛ وانتقلت من مرحلة “الاسناد” إلى “إيلام العدو” وتوجيه ضربات نوعية للعدو

* إلى كل “الشامتين” في المقاومة اللبنانية اليوم لا مجال للحديث عن ذلك؛ نحن أمام معركة وجودية وهذا هو الوقت لـ “نتحد”

* السياسية الأميركية الخارجية واحدة ولايوجد فرق بين ترامب وهاريس؛ وهناك قرار متفق عليه لتصفية القضية الفلسطينية

* مرض السرطان ليس رعبا لكن أسمه ” بشع”؛ والإنسان يستطيع تغيير حياته حتى في الدقيقة الأخيرة

* دفاعي عن قانون الطفل سبب لي أزمة حقيقية، لكن لم أكترث لذلك

نخبة بوست –  وفاء صبيح؛ شذى العودات

إعلامية وأكاديمية وسياسية، عملت في كافة المجالات الإعلامية، ثم أصبحت مدرسة في الجامعة الأردنية ومن ثم أصبحت المدير العام لقناة جوسات الفضائية.

ترشحت إلى الانتخابات البرلمانية في الأردن عام 2013 عن كتلة الأردن أقوى، وفازت وأصبحت عضو في مجلس النواب الأردني السابع عشر عن محافظة العاصمة بما مجموعه 100159 صوت.

ضيفتنا تحمل درجة الدكتوراه في علم النفس التربوي من الجامعة الأردنية، كما تشغل حاليا منصب الأمين العام لحزب العمال الأردني؛ “نخبة بوست” التقت د. رلى الفرا الحروب وكان لنا معها هذا الحوار الشامل:

مخطط إسرائيلي خطير: غزة تتحول إلى “سجن صغير” والمقاومة ترد بضربات “مؤلمة”

ضمن المحور الاول من الحوار: تطرقنا إلى التطورات الأخيرة على صعيد المقاومة الفلسطينية واللبنانية، حيث وصفت الحروب الوضع الراهن في غزة وجنوب لبنان بأنه يمر بمرحلة شديدة الحساسية والخطورة.

وأوضحت أن المنطقة تعيش لحظات مفصلية؛ وذلك مع تزايد الضغوطات على المقاومة في كلا الجبهتين، وذكرت أن “الحرب سجال”، مؤكدة أن المقاومة اللبنانية تعرضت خلال الأسابيع الماضية لسلسلة من الضربات التي ربما فاجأتها وأثرت بشكل كبير على توازنها لمدة عشرة إلى اثني عشر يومًا تقريباً، مشيرة إلى أن تلك الضربات جاءت على خلفية قضايا التفجيرات واللاسلكي، إضافة إلى عمليات اغتيال كبار قادة المقاومة.

الحروب في حوار شامل مع "نخبة بوست" : لست "راضية" عن نتائج الانتخابات؛ وحكومة حسان "خيّبت أملي"
الأمين العام لحزب العمال الأردني د. رلى الفرا الحروب

وأشادت الحروب بما وصفته بـ “الآداء الجيد” للمقاومة اللبنانية رغم الظروف الصعبة التي تواجهها، إلا أنها لفتت إلى أن أي انتصار أو إنجاز تحققه قوى المقاومة سواء في فلسطين أو لبنان أو العراق أو اليمن، يجب أن يُضرب في عشرة أو حتى في مئة، وذلك بسبب عدم توازن ميزان القوى، مشيرة إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتمتع بدعم هائل من قوى الهيمنة العالمية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، التي تقدم له دعمًا ماليًا وعسكريًا وسياسيًا ودبلوماسيًا لا محدودًا.

وأما فيما يخص الجبهة الفلسطينية في غزة، فأعربت الحروب عن قلقها الشديد إزاء ما وصفته بـ “حرب الإبادة” التي يشنها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من عام على القطاع.

جيش الاحتلال الإسرائيلي قد استولى بالفعل على محور نتساريم الذي يقسم القطاع إلى قسمين تقريبًا، كما سيطر على محور فيلادلفيا “صلاح الدين” المتاخم للحدود مع مصر

وأضافت أن الاحتلال يمارس أبشع عملياته، خاصة في شمال قطاع غزة، مشيرة إلى حجم الدمار الكبير الذي لحق بمنطقة جباليا وبيت لاهيا، حيث “شاهدنا كيف يحترق الناس وهم أحياء، بينما العالم يدير ظهره غير مبالٍ بما يحدث”.

فلسطينيون يحاولون إطفاء حريق في موقع عدوان إسرائيلي على خيام تؤوي النازحين في دير البلح وسط قطاع غزة. 14 تشريين الأول. (رويترز)

وتابعت الحروب بأن المخطط الإسرائيلي بات واضحًا؛ بحيث تسعى إسرائيل إلى السيطرة الكاملة على شمال غزة، إعادة الاستيطان فيه، والاستيلاء على ثروات بحر غزة، وتحديدًا حقول الغاز المكتشفة في تلك المنطقة؛ وفي الوقت ذاته، تخطط لحصر السكان الفلسطينيين المتبقين في مناطق ضيقة جدًا بين محوري السُريّ وفيلادلفيا، مع مستوطنات غلاف غزة من الشرق والبحر من الغرب، مما يعني أن غزة ستتحول إلى سجن صغير، بعدما كانت بالفعل سجناً كبيراً.

وفي صدد الحديث عن التهجير والمخططات الإسرائيلية، أكدت الحروب أن إسرائيل قامت بالفعل بتهجير جزء كبير من السكان في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الاحتلال سيواصل سياسة التهجير إذا ما تمكن من ذلك، وسيدعم أي خروج جماعي للفلسطينيين بعد انتهاء العمليات العسكرية.

واستطردت الحروب قائلة: “في الماضي، كان لغزة منفذ واحد نسبيًا من خلال معبر رفح مع مصر، لكن إذا تم تنفيذ المخطط الإسرائيلي كما هو مُعد، فلن يكون هذا المنفذ متاحًا بعد الآن”.

وانتقلت الحروب في حديثها إلى الفرق بين المقاومة الفلسطينية واللبنانية، مشيرة إلى أن ما يميز المقاومة الفلسطينية هو عدم اعتمادها الكبير على الأشخاص، بقدر ما تعتمد على التخطيط الجماعي والمنهجي.

الحروب: الشهيد يحيى السنوار هو “رجل المفاجآت” كان العقل المدبر للعديد من العمليات الأخيرة وقرر أن يوجه آخر مفاجأة في حياته للاسرائيلي لحظة استشهاده؛ حيث استمرت المقاومة في توجيه ضربات مؤلمة للاحتلال الإسرائيلي، كما حدث في العملية التي استشهد فيها السنوار

وأكدت الحروب أن المقاومة الفلسطينية أثبتت قدرتها على الاستمرار في القتال وإلحاق الأذى بالعدو، حتى بعد فقدان قادتها، قائلة: “هذا هو سر نجاح المقاومة الفلسطينية في هذه الحرب الطويلة؛ فهي قادرة على العمل بشكل مؤسسي ومنهجي، بعيدًا عن الأفراد، مما يمنحها القدرة على التحرك بفعالية في مواجهة العدو”.

وأشارت إلى أن هذه المرحلة قد تشهد محاولات للتوصل إلى اتفاقيات لتبادل الأسرى أو فرض شروط على المقاومة، لكنها أكدت أن المقاومة لن تخضع للإملاءات الإسرائيلية.

7 أكتوبر: بداية جديدة أم امتداد لصراع طويل؟

وفي معرض حديثها عن أحداث 7 أكتوبر، وصفت الحروب هذا السؤال بـ “المعقد“، موضحة أن الحرب بحد ذاتها لا يمكن أن تكون نعمة أو نقمة !؟

وأكدت أن المعركة مع العدو لم تبدأ في 7 أكتوبر، بل هي صراع طويل يعود إلى بداية الانتداب البريطاني، وتقسيم المنطقة بموجب اتفاقية سايكس بيكو. بدأت الأزمة حين تولى البريطانيون الحكم في فلسطين، وبدأوا بتنفيذ وعد بلفور، ودعم المشروع الصهيوني.

طوفان الأقصى

وأوضحت الحروب أن هذا الدعم والتواطؤ بين قوى الاستعمار القديم والكيان الصهيوني أدى إلى تسلل الحركة الصهيونية إلى أرض فلسطين عبر الوكالة اليهودية، وشراء الأراضي وبناء المستوطنات، ما أفضى إلى تأسيس العصابات الصهيونية مثل “الهاغانا” التي هاجمت القرى الفلسطينية وارتكبت المجازر.

هذه العمليات أسفرت عن تهجير الفلسطينيين قسرًا من أراضيهم، وصولاً إلى إنشاء الكيان الصهيوني المعروف باسم “إسرائيل” في عام 1948، بعد صدور قرار الأمم المتحدة بتقسيم فلسطين في عام 1947.

وقالت الحروب: هذا الصراع ليس جديدًا، بل يعود إلى مخططات هرتزل، وما زال مستمرًا حتى يومنا هذا؛ ومن يظن أن أحداث 7 أكتوبر هي بداية هذا الصراع هو “مخطئ“، مضيفة  إن أنطونيو غوتيريش، الأمين العام للأمم المتحدة، صرح بأن الأمور لم تبدأ في 7 أكتوبر، بل هو جزء من سياق طويل من الاحتلال والتهجير والتعذيب والاعتقالات التي كانت تحدث على مدار سنوات

وأوضحت أن إسرائيل كانت تمارس العنف والاضطهاد ضد الفلسطينيين على مدار عقود، وأن الإحصائيات قبل أكتوبر تظهر معدلات مرتفعة للقتل والاعتقالات التي تستهدف الفلسطينيين يوميًا.

حزب الله يستعيد توازنه: معركة وجودية تتطلب الوحدة

وفيما يتعلق بتقييم قدرات حزب الله اليوم، قالت الحروب إن الحزب تعرض لسلسلة من الضربات المؤلمة خلال الفترة الماضية، مما أثار قلقاً كبيراً لدى أنصاره ومحبيه، خاصة مع موجة الاغتيالات المفاجئة التي استهدفت قادة الصفين الأول والثاني، بالإضافة إلى محاولات الاحتلال الإسرائيلي استهداف مواقع الصواريخ وترسانة الأسلحة التابعة للحزب.

 وأشارت إلى أن هذه الضربات أضعفت المقاومة مؤقتًا، ولكن ما يثير الإعجاب هو قدرة المقاومة اللبنانية على استعادة توازنها بسرعة وتغيير تكتيكاتها من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.

أسلحة حزب الله

وأوضحت الحروب أن حزب الله اعتمد في هذه المرحلة على استراتيجية “التصعيد التدريجي”، بدلاً من توجيه كل قوته الصاروخية دفعة واحدة؛ ويُعد هذا التكتيك أحد الأسباب الرئيسية التي ساعدت الحزب في الحفاظ على استمرارية المقاومة دون استنزاف كامل لموارده، مع الحرص على عدم استهداف المدنيين، والالتزام بقوانين الحرب.

 وبيّنت أن هذه الطريقة تُمثل تغييرًا نوعيًا في مسار المقاومة، مشيرة إلى أن حزب الله يهدف إلى إطالة أمد المعركة والتدرج في التصعيد لزيادة الضغوط على الاحتلال الإسرائيلي.

وفيما يتعلق بحماية الحدود اللبنانية، أكدت على أن المقاومة اللبنانية نجحت في استعادة زمام المبادرة عبر الضربات النوعية التي توجهها إلى عمق الأراضي المحتلة، كما جاء في تصريحات السيد حسن نصر الله.

حزب الله ركّز بشكل دقيق على الأهداف العسكرية دون المساس بالبنية التحتية أو استهداف المدنيين، رغم أن جيش الاحتلال الإسرائيلي قام بتفجير مبانٍ سكنية وقتل مدنيين وأطفال في عدة حوادث

وأضافت الحروب أن حزب الله بعث بعدة رسائل قوية من خلال عملياته، بما في ذلك الطائرات المسيرة التي حلقت فوق منزل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مؤكدة أن هذه العمليات تعتبر تطورًا ملحوظًا في أساليب المقاومة.

هذه الرسائل تشير إلى أن المقاومة قادرة على الوصول إلى أهداف محددة إذا لزم الأمر، كما حدث في بعض الاغتيالات التي استهدفت قادة كبار في جيش الاحتلال

الحروب: اليوم لا مجال لـ “الشماتة” نحن أمام معركة وجودية، إما أن نصمد ونتحد لمواجهة العدو الصهيوني، أو أن نتركه ينجح في تحقيق أهدافه التوسعية وإلغاء وجودنا

وأوضحت الحروب أن هناك أطرافًا تسعى لتصفية حسابات قديمة مع حزب الله، متجاهلين موقفه السابق من الثورة السورية أو خلافاته مع بعض التيارات في العالم الإسلامي.

 ولكنها شددت على أن الوقت الآن ليس مناسبًا لإثارة الخلافات الطائفية أو الأيديولوجية، قائلة: “اليوم لا مجال للحديث عن سني أو شيعي، مسلم أو مسيحي؛ نحن أمام معركة كبرى، إما نحن أو الكيان الصهيوني”.

حكومة نتنياهو: توسع بلا انتصار وتطرف يهدد المنطقة

وفي سياق حديثها عن الوضع في الداخل الإسرائيلي وحكومة نتنياهو، أوضحت الحروب أن حكومة نتنياهو ليست في حالة ضعف أو خذلان، لكنها كذلك ليست في حالة “انتصار”.

رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمام خريطة لغزة خلال مؤتمره الصحافي في القدس ليلة الاثنين (إ.ب.أ)

وأشارت إلى أن النصر في الحروب يُقاس بقدرة الطرف الذي شن الحرب على تحقيق أهدافه المعلنة، وفي هذا السياق، إسرائيل تشن حربًا على سبع جبهات تشمل الفلسطينيين في الضفة الغربية وغزة، واللبنانيين، والسوريين، والعراقيين، واليمنيين، والإيرانيين، وعلى الرغم من كل هذا التوسع في المواجهات، إلا أن إسرائيل لم تتمكن من تحقيق أهدافها المعلنة حتى الآن.

وتطرقت الحروب إلى أن أحد الأهداف المعلنة للحرب الإسرائيلية كان القضاء التام على قدرة حماس، واستبدالها بسلطة موالية لإسرائيل، وتحويل قطاع غزة إلى منطقة آمنة؛ إلا أن هذا الهدف لم يتحقق حتى الآن، إذ أن المقاومة ما زالت موجودة، سواء تحت الأرض أو فوقها، وتواصل قتال العدو في كافة الجبهات.

ترامب و هاريس .. وجهان لعملة واحدة

وبالانتقال الى الحديث عن السياسة الأمريكية، توجهنا إلى الحروب بسؤال مفاده: إذا أتيحت لك فرصة التصويت في الانتخابات الأمريكية، فهل تصوتين لـ ترامب أم هاريس؟ وأجابت بأن الخيار “لا هذا ولا ذاك”، لأن كلاهما “وجهان لعملة واحدة” فيما يرتبط بالسياسة الخارجية، ولن يقدما شيئًا لصالح القضايا العربية.

السياسات الأمريكية تجاه المنطقة لم تتغير منذ عام 2015، والانحياز الكامل لإسرائيل أصبح جزءًا ثابتًا في سياسة الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء

هناك اتفاقًا ضمنيًا اليوم بين الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي، وبعض الدول العربية، والكيان الصهيوني، يهدف إلى تصفية القضية الفلسطينية، وجعل إسرائيل “سيد” المنطقة بشراكة موهومة مع بعض الدول التي تعتبر نفسها قوى كبرى في المنطقة

لكن الحقيقة، وفقًا للحروب، تكمن في أن الرؤية الدينية المتطرفة التي يتبناها نتنياهو وجماعات اليمين المتطرف في إسرائيل تدفع نحو السيطرة الكاملة على المنطقة، بغض النظر عن الوعود أو الاتفاقات السياسية.

المنافسة مع ” الاخوان” في الانتخابات النيابية “غير عادلة”

ضمن المحور الآخر من حوارنا مع الحروب تناولنا الحديث عن تجربتها خلال الانتخابات النيابية الأخيرة في الأردن، حيث أوضحت الحروب بأن النتائج التي حصل عليها حزب العمال لم تكن بمستوى الطموحات رغم الجهود الكبيرة المبذولة، ولفتت إلى أنها ليست “راضية” عن النتائج وكانت تتوقع نتائج أفضل.

من اللائحات الدعائية لتشجيع الشباب على المشاركة قبل الانتخابات النيابية 2024

 وأشارت إلى أن نقص الإمكانيات المالية وغياب الدعم المباشر وغير المباشر الذي تحصل عليه بعض الأحزاب الأخرى من جهات معينة كان له أثر كبير في تحقيق نتائج أقل من المتوقع.

 ورغم ذلك، أكدت الحروب أن هناك تقييمًا داخليًا في الحزب يشير إلى أن الأداء كان جيدًا بالنظر إلى الظروف المحيطة، لكن لا يمكن القول إن النتائج كانت مرضية بشكل كامل.

وفيما يخص “الإخوان المسلمين”، باركت الحروب للإخوان على نتائج الانتخابات والتي أظهرت حصولهم على 31 مقعداً في البرلمان، معتبرةً أن ذلك يعكس حجمهم السياسي والاجتماعي الكبير في الأردن.

حركة الإخوان المسلمين تمتلك تاريخًا طويلًا وتجذّرت في النسيج الاجتماعي الأردني على مدار عقود، بفضل إمكانياتها المالية والبشرية الهائلة، وهو ما جعل المنافسة معها “غير عادلة” بالنسبة لبقية الأحزاب السياسية

 وأكدت على أن حزب جبهة العمل الإسلامي، الذراع السياسي للإخوان، تمكن من بناء قاعدة اقتصادية وفكرية متينة تدعمه في المجتمع الأردني، ما يمنحه تفوقًا في الساحة السياسية.

وعند مناقشة المشهد السياسي الأردني بعد إقرار منظومة التحديث السياسي، أشارت الحروب إلى أن هناك شكوكًا لا تزال قائمة لدى العديد من المواطنين حول نية النظام في تحقيق تعددية سياسية حقيقية.

الأحزاب تواجه تحديات كبيرة في كسب الثقة وإثبات جديتها في تشكيل حكومات حزبية مستقبلاً

كما تساءلت الحروب عن مدى تأثير “الإخوان المسلمين” في المجلس النيابي الجديد، مشيرة إلى أن الأمر لا يتعلق بقدرتهم على المعارضة فقط، بل يتعدى ذلك إلى قدرتهم على فرض أسماء جديدة لرئاسة المجلس وتغيير الآليات التي حولت المجلس النيابي في السابق إلى أداة خاضعة للحكومة بدلاً من أن يكون مجلسًا رقابيًا فعالاً.

 وتطرقت إلى تحديات الأحزاب في المجلس الجديد، وأكدت أن على الأحزاب السعي نحو إلغاء أو تعديل التشريعات التي أقرتها المجالس السابقة، مثل قانون الجرائم الإلكترونية المثير للجدل.

وبالنسبة للتحديات الاقتصادية والاجتماعية، أكدت الحروب أن من الأولويات الكبرى التي يجب على المجلس الجديد التصدي لها هي رفع الحد الأدنى للأجور، تحسين رواتب المتقاعدين، ومراجعة قرارات رفع الضرائب على السلع الأساسية مثل السيارات الهجينة والطاقة الشمسية.

حزب العمال الأردني طرح هذه الملفات كجزء من برنامجه الانتخابي، وكان يأمل أن يتم تحقيق تقدم ملموس في هذه القضايا من خلال المجلس الجديد

على صعيد متصل؛ كشفت الحروب عن أن نواب حزب العمال الأردني انضمو إلى كتلة برلمانية تضم عددا من الاحزاب التي حصلت على عدد قليل من المقاعد النيابية؛ وقالت أن مجموع الكتلة 15 نائب  ونحرص على الوصول الى 19 نائب.

كما أسرّت الحروب لـ “نخبة بوست” قائلة: ندرس “الاندماج” مع أحزاب أخرى، ومن مصلحة أي حزب أن يندمج مع من يشبهه في لونه وطروحاته.

حكومة حسان خيبت أملي .. وحقيبة “التربية” هي الأقرب لي

من ناحية أخرى؛ انتقدت الحروب طريقة تشكيل حكومة الدكتور جعفر حسان بسرعة، مشيرة إلى أن هذا النهج التقليدي في تشكيل الحكومات من دون التشاور مع الأحزاب أو إفساح المجال للتوافق السياسي يعزز الشكوك حول وجود إصلاح حقيقي.

ورأت أن هذا التسرع في تشكيل الحكومة يعد استمرارًا للنهج التقليدي الذي اتبعته الحكومات السابقة، والذي يُعيد نفس الأسماء والأفكار من “العلبة” ذاتها يسبب “خيبة أمل”.

وزراء حكومة جعفر حسّان

وأعربت الحروب عن شكوكها في حدوث أي تغيير حقيقي إذا استمرت الحكومة في تجاهل مطالب الأحزاب وتكرار السياسات القديمة التي تعتمد على الجباية دون إصلاحات جذرية.

إذا تبنت الحكومة الجديدة مخرجات حكومة بشر الخصاونة المتعلقة بالتطوير الإداري، والتي تضمنت دمج وإلغاء بعض الوزارات وقرارات رفع الضرائب على السيارات والسجائر الإلكترونية، فإن ذلك سيشير إلى استمرار النهج التقليدي الذي لا يلبي طموحات المواطنين ولا يأخذ في الحسبان الأولويات الاجتماعية والاقتصادية الملحة

وحول فرص انضمامها إلى الحكومة والحقيبة الوزارية الأقرب إليها، أوضحت الحروب أنها تُفضل تولي إحدى الوزارات ذات الأهمية الاستراتيجية مثل وزارة التربية والتعليم، وزارة العمل، أو وزارة التنمية الاجتماعية.

وأكدت أنها تمتلك خبرة طويلة في مجال التعليم العالي، وترى أن إصلاح قطاع التربية والتعليم يتطلب رؤية شاملة وطويلة الأمد تمتد لأكثر من عشر سنوات.

 وأشارت إلى ضرورة تأهيل المعلمين ورفع مستوى التعليم الحكومي ليضاهي التعليم الخاص من حيث الجودة.

وأكدت الحروب أن حزب العمال يحمل رؤية واضحة تهدف إلى تعديل قانون الضمان الاجتماعي وقانون العمل لدعم حقوق العمال وأصحاب العمل على حد سواء.

 وفيما يتعلق بوزارة التنمية الاجتماعية، أشارت إلى أن هذه الوزارة بحاجة إلى “ثورة مفاهيمية” تقدم حلولًا حقيقية للفقراء والمحتاجين، واقترحت إنشاء صندوق للمسؤولية الاجتماعية، يتم تمويله من نسبة من أرباح الشركات الكبيرة، لدعم المشاريع الريادية وتوفير قروض حسنة للشباب المقبلين على الزواج.

وتناولت الحروب الحديث عن الجدلية التي حصلت مؤخرا حول “الفن والمناهج”  والتي تراها مسألة “ثانوية” وليست “أساسية” لأن المناهج من وجهة نظرها بحاجة إلى تغييرات جذرية ملموسة؛ مشيرة إلى أن التركيز على مواد فنية بسيطة ليس هو التحدي الحقيقي.

المشكلة الكبرى تكمن في المناهج الحالية التي تفتقر إلى تعزيز التفكير النقدي والابتكار بين الطلاب، وتعتمد بشكل كبير على الحفظ

وقالت الحروب إن الهدف اليوم يجب أن يكون تخريج طلاب قادرين على التفكير المستقل ومواجهة التحديات التي يفرضها سوق العمل الحديث، مشيرة إلى ضرورة إصلاح النظام التعليمي بشكل شامل لتحقيق هذا الهدف.

قوة الإيمان في مواجهة السرطان ..  تحدي بلا انكسار

وخلال حوارنا الشيّق مع لحروب تطرقنا بالطبع إلى التحديات التي واجهتها بسبب دفاعها عن قانون الطفل، حيث أوضحت الحروب أنها تعرضت لأزمة حقيقية بسبب دعمها لهذا القانون، وهو ما أدى إلى فقدانها بعض حلفائها؛ ورغم ذلك، أكدت الحروب أنها ملتزمة بمبادئها الراسخة ولم تكترث لذلك، وقالت إن القائد الحقيقي هو من يتبع ما يؤمن بأنه صحيح، ويسعى إلى التأثير في الرأي العام استنادًا إلى قناعاته، بدلاً من الانصياع لما يريده الناس أو البحث عن الشعبية على حساب المبادئ.

الأمين العام لحزب العمال الأردني د. رلى الفرا الحروب

وفيما يتعلق بتجربتها الشخصية في محاربة سرطان الثدي، تحدثت الحروب بصراحة وشفافية عن أهمية الفحص المبكر، موجهة نصيحة إلى جميع السيدات بضرورة إجراء الفحوصات اللازمة بشكل دوري.

وقالت الحروب أن مرض السرطان ليس رعبا لكن أسمه ” بشع”؛ والانسان يستطيع تغيير حياته حتى في الدقيقة الأخيرة، مشيرة إلى أن اكتشاف المرض في مراحله المبكرة أمر أساسي، خاصة في ظل انشغالات الحياة اليومية التي قد تُلهي الإنسان عن الاهتمام بصحته.

الحروب: تشرين أول هو شهر التوعية بسرطان الثدي، ويجب أن يكون فرصة لكل السيدات للاهتمام بصحتهن، وعدم التهاون في إجراء الفحوصات الضرورية

وأكدت الحروب أنها لم تشارك الكثير من الناس بمرضها ووضعها الصحي، لكنها كانت مؤمنة بشدة بأنها ستتجاوز هذه المرحلة الصعبة، وكان إيمانها وقناعتها مصدرًا لقوتها.

 وأضافت أنها استمرت في العمل بقدر استطاعتها، على الرغم من الأوجاع والآلام التي كانت تعاني منها خلال مراحل العلاج.

وشددت على أن السرطان ليس النهاية، لكنه يتطلب إرادة قوية ومواجهة شجاعة، قائلة: ” الأهم هو ألا يستسلم الشخص، بل أن يواصل القتال حتى النهاية، ويواجه كل الصعاب بشجاعة وثقة” .

ودعت الحروب الجميع إلى تغيير نظرتهم إلى المرض، والتخلص من مشاعر الخوف المرتبطة به، مؤكدة أن الحياة مليئة بالتحديات، ولكن بالصبر والإيمان والإصرار يمكن تجاوز كل العقبات.

ثقافة المقاومة في مواجهة الحياة

واختتمت الحروب حديثها بالتأكيد على أهمية تعزيز “ثقافة المقاومة”، مشيرة إلى أن المقاومة ليست محصورة فقط في مواجهة الاحتلال أو الظلم السياسي، بل تشمل كل جوانب الحياة.

وقالت: “نحن بحاجة إلى تعزيز ثقافة الإنسان الذي يقاوم كل شيء؛ يقاوم الهيمنة، يقاوم الفساد في السلطة، يقاوم المرض، ويقاوم الظلم والطغيان والاستبداد”.

وشددت على أن العودة إلى الفطرة الإنسانية القائمة على المقاومة هي السبيل لمواجهة جميع التحديات في الحياة.


اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

شاركها.

نسعى في "نخبة بوست" إلى خدمة النخب السياسية والإقتصادية والإجتماعية من خلال صحافة الدراسات والتحليل والاستقصاء والقصص الصحفية وأخذ آراء الخبراء والمختصين، ونسعى إلى تقديم منبر لأصحاب الرأي من الخبراء والدارسين والباحثين بمهنية وموضوعية وعمق يناسب النخب الوطنية ويخدم الإعلام الوطني الذي نريد.

اكتشاف المزيد من نخبة بوست

اشترك الآن للاستمرار في القراءة والحصول على حق الوصول إلى الأرشيف الكامل.

Continue reading

Exit mobile version