نخبة بوست – محرر الشؤون السياسية
قال الخبير العسكري والاستراتيجي في تعليق له على إعلان الاحتلال اغتيال خليفة نصر الله، هاشم صفي الدين، إن الإعلان يحمل مضامين متضاربة من حيث التوقيت ومن حيث الجهة المعلنة. فقد أكد الإعلان اغتيال صفي الدين قبل 3 أسابيع، وهو أمر كان تقريبًا معروفًا إن لم يكن مؤكدًا، مما يشير إلى أن الإعلان الآن، بالتزامن مع حالة الإرباك التي يعيشها الاحتلال في العملية البرية التي لم تنجح في تحقيق نتائج ملموسة بعد 19 يومًا من القتال، وصواريخ حزب الله لا تزال تستهدف عمق الأراضي المحتلة، يُظهر أن الاحتلال حاول التناغم مع سردية إعلامية تندرج ضمن إطار بروباغندا عسكرية للترويج لنصر وهمي.
وأضاف أبو زيد أن إعلان اغتيال صفي الدين جاء على لسان رئيس الأركان، هرتسي هاليفي، الذي بدأت توجه له أصابع اللوم بسبب الإخفاق في تحقيق إنجازات على جبهة لبنان، وأن ما تحقق جاء نتيجة للجهد الاستخباري وليس العملياتي، مما دفع هاليفي للإدلاء بهذا الإعلان، رغم أنه ملف سياسي كان نتنياهو يستغله عادة للإعلان عنه بنفسه لاستثماره سياسيًا.
وفي سياق آخر، اعتبر أبو زيد أن توقيت الإعلان، في ظل انسداد الأفق الدبلوماسي وتصاعد خسائر الاحتلال، مرتبط بتصريح صدر أمس عن الاحتلال يشير إلى أن العملية العسكرية جنوب لبنان قد تنتهي خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع. وهذا يدل على أن إعلان اغتيال صفي الدين، ومعه المسؤول عن استخبارات حزب الله، ومحاولة التعظيم الإعلامي للحدث، يبدو أنه تمهيد لتهيئة البيئة الداخلية في إسرائيل استعدادًا لإنهاء العملية العسكرية، كما أشار التصريح أمس، خلال أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع، على أساس أن حزب الله لم يُهزم وإسرائيل لم تنتصر.