نخبة بوست – محرر الشوؤون المحلية
اجتاحت مواقع التواصل الاجتماعي موجة واسعة من الشكاوى والتعليقات، بل وظهرت فيديوهات ساخرة تناولت بشكل طريف وناقد كثرة حالات الرسوب في امتحان قيادة السيارات.
كما حظيت هذه التعليقات بتفاعل عدد كبير من المستخدمين مع هذه الظاهرة، معبرين عن استيائهم من الصعوبة المتزايدة لاجتياز الاختبار مما أثار نقاشًا مجتمعيًا حول مدى عدالة وشروط الفحص.
وبين الفكاهة والجدية، تباينت الآراء حول ما إذا كانت هذه المعايير المشددة ضرورة للسلامة المرورية، أم أنها عقبة زائدة في طريق الحصول على الرخصة !؟
اللواء القضاة: الخطأ البشري يتصدر أسباب حوادث السيارات
وفي هذا الصدد، قال اللواء المتقاعد والخبير الأمني د. عمار القضاة في تصريح خاص لـ “نخبة بوست” إن التشديد في فحص القيادة لنيل رخصة قيادة المركبات الخصوصية والعمومية – لكلا الجنسين- أمرٌ مطلوب، وهو جزء من منظومة السلامة المرورية، والتعامل مع المركبة والإشارات المرورية، وفهم أولويات القيادة والالتزام بقانون السير.
وأضاف بقوله: “الدليل على ذلك أن 96.2٪ من أسباب الحوادث المرورية تعود إلى الخطأ البشري، مقابل 2.6٪ بسبب حالة الطرق، و1.2٪ بسبب الحالة الفنية للمركبات”.
وأشار القضاة إلى أن مدة فحص المتقدمين لنيل رخصة القيادة تتراوح من 15 إلى 20 دقيقة لرخصة الخصوصي، ومن 20 إلى 25 دقيقة لرخصة العمومي، وهي فترة تعكس إعطاء الفاحص فكرة جيدة نسبيًا عن قدرة المتقدم على السيطرة على المركبة وكيفية التعامل مع الطريق.
على صعيد متصل؛ قال القضاة : ” للأسف، بعد منح الرخصة، وعند انطلاق السائق بقيادة مركبته، يصبح سلوكه معتمدًا على مستوى وعيه والتزامه بأخلاقيات القيادة، وسرعان ما يلجأ البعض إلى الاستهتار واللامبالاة والطيش، مما يجعل الخطأ البشري يتصدر أسباب الحوادث”.
السخط المجتمعي على الرسوب في امتحان القيادة “غير مبرر”
ونوه القضاة إلى أنه في بعض الدول الأوروبية، يستغرق الحصول على رخصة القيادة سنة كاملة، وبتكلفة تصل إلى 7 آلاف يورو، كما يرى القضاة ان الحملة المجتمعية على وسائل التواصل الاجتماعي للتعليق على ارتفاع نسبة الرسوب “غير مبررة” لاسيما في ظل ما نشاهده من حوادث مرورية مؤلمة نتج عنها وفيات وإصابات بشرية كثيرة، وخسائر مادية مكلفة ومرهقة للجميع.
وقال “الأولى بنا أن نركز على أخلاقيات القيادة، واحترام الأولويات والشواخص، والتقيد بالسرعات، خصوصًا إذا علمنا أن 170 حالة وفاة هذا العام فقط كانت بسبب عدم التقيد بالمسارب”.
وبلغت التكلفة المالية لحوادث السير في الأردن نحو 322 مليون دينار في العام الماضي، وفقًا لآخر إحصائيات مديرية الأمن العام.
حوادث السير تحصد أرواح الأبرياء ..
بالمحصلة؛ ما يجب أن نلتفت إليه هو أن حوادث السير تحصد أرواح الأبرياء وتزرع الحزن في بيوت الناس، وهذا يتطلب تعاونًا كاملاً من جميع المؤسسات للوصول إلى استراتيجية مرورية شاملة، ورقابة إلكترونية مستمرة، وتطبيقًا سليمًا للقانون لضبط السلوكيات الخاطئة. ويجب ألا يقتصر دورنا ودور الإعلام على الظهور فقط عند وقوع كارثة مرورية، كما حدث على طريق العدسية!